أربع سنوات على رحيل صاحب الرأس الذهبية فؤاد أبو غيدا
أربع سنوات على رحيل صاحب الرأس الذهبية فؤاد أبو غيدا
المحرر الرياضي
في مثل هذه الأيام قبل أربع سنوات غيّب القدر نجم فلسطين الكبير فؤاد أبو غيدا، جراء فيروس كورونا، وبعد معاناة لعدة سنوات من الزهايمر، الذي لم ينسه مسقط رأسه عروس المدائن حيفا، التي تركها قهراً بعد احداث النكبة سنة 1948، عندما كان عمره تسع سنوات . ولد أبو غيدا في حيفا سنة 1939، وطالما كان يكرر مقولة "حيفا لندننا" ، ويذكر كيف جاءت الشاحنة إلى باب بيته سنة 1948، ليرحل من حي عباس، ويصل مع أهله إلى الطنطورة، ومنها إلى نابلس، في الطريق إلى دمشق الشام، حيث نزل مع عائلته في مستشفى، على أمل العودة إلى حيفا بعد أيام، عندما تنتهي الحرب .
نشأة دمشقيّة
وفي دمشق ظهرت موهبة صاحب الرأس الذهبية مع الفرق المدرسية، وفي ملعب بستان الحجر كانت بدايات دحرجة أبي غيدا للكرة مع أصحابه، ومبكراً التحق بفريق دمشق الأهلي، الذي أصبح يسمى نادي المجد، ليلعب لاحقاً مع منتخب المدارس، ومنتخب الجامعات، ومع الجيش السوري خلال أدائه للخدمة الوطنية . وفي نادي دمشق الأهلي لعب فؤاد أبو غيداء مع صديق عمره مروان كنفاني، الذي لعب معه بعد ذلك في الأهلي المصري، ومعهما النجم إبراهيم المغربي، الذي لعب بعد ذلك اليونان... وفي دمشق أيضاً تعرف المرحوم على كثير من نجوم الكرة الفلسطينية وعلى رأسهم أحمد عليان حجير.
نجم الدفاع الأهلاويّ
وفي الستينات لعب فؤاد ابو غيدا للنادي الأهلي المصري، الذي كان يضم النجوم صالح سليم، وفاروق الضظوي، وميمي الشربيني، ومحمود الجوهري، وطه إسماعيل، وأحمد زايد، ورفعت الفناجيلى، ومروان كنفاني .. ، وبفضل امكانياته الكبيرة نجح أبو غيدا في فرض نفسه نجماً بين هؤلاء.
وبرز ابو غيدا كصخرة دفاعية، وطالما حدّ من خطورة خيرة نجوم الفرق المصرية، واشتهر بضربات الرأس، وكان يتقدم للإسناد الهجومي، وخاصة في الكرات الثابتة والركنيات، فسجل برأسه اهدافاً حاسمة في مرمى جميع حراس مصر، وبالنظر لتخصصه بالكرات الرأسية أطلق عليه لقب "صاحب الرأس الذهبية " .
مع الفدائي القديم
ولعب ابو غيدا كثيراً من المباريات مع منتخب فلسطين، وظهر بشكل لافت في الدورة الرياضية العربية الثالثة بالقاهرة سنة 1965، عندما نجح الفدائي القديم في الوصول للمربع الذهبي، وخسر في الدور قبل النهائي بصعوبة أمام السودان، ويومها ضم المنتخب الفلسطيني أربعة لاعبين من الأهلي هم فؤاد ابو غيدا، والحارس مروان كنفاني، وفيصل بيبي، وإبراهيم المغربي، ومن الزمالك نبيل الشامي، وحسام وسميح السمري، وعبدالقادر شعيب، إضافة إلى عمر الشيخ طه، وخليل استنبولي، وعلي أبو حمدة، واسماعيل المصري، ومعمر بسيسو، وخضر قدادة، وفايق الحناوي .
وشهدت الدورة تألق منتخب فلسطين، الذي حقق أفضل النتائج، وخسر بصعوبة أمام منتخب مصر 2/1، وتعادل مع العراق، وفاز على سوريا ولبنان واليمن، وخسر اللقاء نصف النهائي أمام منتخب السودان بنتيجة 2/1 .
الصحفي فؤاد
وبعد اعتزال ابو غيدا اللعب عمل في مجال الصحافة الرياضية، وكانت له كتابات في الكثير من وسائل الإعلام ، وعمل لمدة طويلة كمحلل رياضي في قناة mbc مستفيداً من ثقافته الرياضية الواسعة، وخبرته في الملاعب، ومعرفته بشؤون الدوريات العالمية، وخاصة الدوري الانجليزي، قبل أن يستقر في السنوات الاخيرة في العاصمة البريطانية لندن، حيث أصيب بمرض الزهايمر . وكان الحنين يشد جنتلمان الدفاع الفلسطيني إلى مسقط رأسه حيفا، وشهدت عروس الكرمل منذ عشر سنوات زيارة ابنها البار فؤاد أبو غيدا، بمناسبة تصوير فيلم وثائقي، فتحول الحدث إلى كرنفال وطني كبير لأهالي عباس خاصة.
اقرأ ايضا
- خلال اجتماعها برام الله..اللجنة الاولمبية تمدد ولاية مكتبها التنفيذي واتحاداتها لأربع سنوات وتعين ثلاثة شخصيات للمكتب
- هل يتجه صلاح بخُطا ثابتة نحو الكرة الذهبية؟
- القائد والمعلم معمر بسيسو.. فكره كشعاع الشمس الذهبية
- "الكرة الذهبية" ... بين مؤيد ومعارض...!
- مريم بشارات تتوج بالميدالية الذهبية لبطولة العالم للناشئين للكاراتيه