اساطير الخليج
في المرمى
أساطير الخليج
فايز نصّار- القدس الرياضيّ
قاتل الله الجوائز الرياضيّة، التي انحرف هدفها من تحفيز النجوم إلى حسابات المستثمرين خارج الميادين، الذين نجحوا في زيادة مكاسبهم، التي خلفت انقسامات رسميّة وشعبيّة، لأنّ عمليات الاختيار ليست علوماً دقيقة, ونتائجها لا تطبق معايير احترافيّة ثابتة.
خذّ مثلاً احتجاج الدون رونالدو على اختيار رودري لذهبية فرانس فوتبول، وقوله: إن فينيسيوس كان أجدر بها، بما استفز قائد أبطال أوروبا الإسبانيّ رودري، الذي يفضل الحديث في الميدان، ولكنّه خرج عن صمته هذه المرة، مذكراً كريستانو بأنّ تتويجاته في الذهبيات الخمس، كانت بفضل أصوات الصحفيين أنفسهم، الذين فضلوه على فيني!
أكرر للمرة الألف بأنّ أكثر الجوائز مصداقيّة ومهنيّة جائزة الحذاء الذهبيّ، التي تفاضل بين النجوم تبعاً لأرقام يعرفها الجميع، وما دون ذلك معظمها جوائز جدليّة، تتعلق بأمزجة الناس وميولهم، والأمزجة مختلفة كاختلاف بصمات الأصابع.
حسناً فعلت دولة الكويت، التي كرّمت خيرة نجوم دورات الخليجي منذ بدايتها مطلع السبعينات، وطلبت من اتحادات الدول التي شاركت في بطولات الخليج ترشيح فرسانها لجائزة الأساطير، التي وزعت على هامش خليجي26، بما جعل هذه الاتحادات تقع في حيص بيص، لعدم وضوح الرؤيا حول المعايير التي تفاضل بين النجوم.
المهم أنّ كلّ اتحاد اجتهد في تعيين اسطورته، بما أشعل الشارع الرياضيّ الخليجي، لأنّ الشفافيّة والمهنيّة غابت في بعض الاختيارات، ولأنّ المعايير لم تكن موحدة، ولم تحدد مواصفات الأساطير المختارين، تبعاً لمشاركاتهم، أو أهدافهم وبصماتهم المؤثرة، أو إنجازاتهم الفرديّة والجماعيّة في البطولات، أو الفترة الزمنيّة التي برزوا فيها، خاصة وأننا نتحدث عن 54 سنة نظمت خلالها 26 بطولة خليجيّة.
لا خلاف على كون جاسم يعقوب من افضل نجوم الكويت، وتشفع له أهدافه ال 18 التي سجلها في البطولة- رغم ان العراقي حسين سعيد سجل 22 هدفاً، ألغيت خمسة منها بسبب انسحاب العراق سنة 1982- والخلاف هنا على كون الكويت قدمت نجوماً لا يقلون تألقاً عن جاسم، وفي مقدمتهم فيصل الدخيل، والحارس اللبنانيّ الأصل أحمد الطرابلسي.
ولا خلاف على نجوميّة الظهير الأيسر السعوديّ محمد عبد الجواد، ولكن أين ماجد عبد الله، ويوسف الثنيان؟ وأين فهد الهريفي، ونواف التمياط؟ ليأتي الخلاف الأكبر على مرشح البحرين طلال يوسف، الذي لم يقدم ربع ما قدمه حارس دورات الخليج الأول حمود سلطان.
لست ضد تكريم النجوم على عطائهم في الملاعب، ولكنّ العمليّة يجب أن يشرف عليها الفنيون، الذين توضع بين أيديهم معايير دقيقة للمفاضلة بين النجوم على عطائهم في الميادين.