الفدائي في كأس الخليج
في المرمى
الفدائي في كأس الخليج
فايز نصار- القدس الرياضي
تواصلت النديّة والإثارة في بطولة خليجي 26، التي تستضيفها دولة الكويت الشقيقة، وأفرزت المباريات نتائج متباينة، ابتسمت لمنتخبات الكويت، وعُمان، والبحرين، والسعودية، رغم أنّ السعودية خسرت من البحرين، التي خسرت من اليمن، فيما وصلت الكويت بتعادل غريب مع قطر، على عكس السلطنة، التي وصلت بفوزين وتعادل.
أول الملاحظات أنّ منتخبات المربع الذهبيّ الأربعة تشارك في التصفيات النهائيّة لمونديال 2026، حيث يعاني منتخبا البحرين والسعوديّة في المجموعة الثالثة، أمام سطوة اليابان، واستراليا، فيما فقد منتخبا سلطنة عمان والكويت بشكل كبير فرصة التأهل المباشر في المجموعة الثانية.. ولم يتأهل لقبل النهائي منتخبا الإمارات وقطر من المجموعة الأولى، التي دانت صدارتها لمنتخبي إيران وأوزبكستان. ثاني الملاحظات أنّ منتخب اليمن غير المتأهل لتصفيات الحسم خرج مرفوع الرأس، وخسر بقسوة من العراق والسعوديّة، وفاز بجدارة على البحرين، التي هزمت العراق والسعوديّة، بما يطرح أكثر من سؤال حول ثبات المستوى في بطولة الكلام حولها، أكثر من الفعل في ميادينها.
وبما أنّ بطولة الخليج فتحت ذراعيها منذ عشرين سنة لليمن السعيد، الذي لا يطل على الخليج، وغُلّقت أبوابه أمام إيران المطلّة على الخليج، اقترح الكثيرون أن تضاف منتخبات أخرى لإثراء البطولة، وخاصة منتخبي اليابان وكوريا الجنوبيّة كضيفيّ شرف، وهذا منطقي طالما أنّ قطر سبق وشاركت في بطولتي الكونكاكاف وكوبا امريكا، وأن السعوديّة ستشارك في نسختي الكونكاكاف القادمتين. مفهوم أن يطالب المهنيون برفع مستوى البطولة، بمشاركة ضيوف شرف من آسيا ومن غير آسيا، ولكنّ قبل ذلك أليس من الأفضل استضافة منتخبات الدول القريبة من الخليج، وفي مقدمتها دول بلاد الشام الأربع، سوريا، والأردن، ولبنان، وفلسطين، بما يحول البطولة إلى منافسة لعرب آسيا؟ قد يتعذر الأمر في الوقت الحالي، ولكن لماذا لا يفكر الخليجيون في استضافة الفدائي في البطولة، كدعم نفسيّ لشعب فلسطين، الذي يوجه حرب إبادة شبه كونيّة، تهدد مصيره، وتسعى لإلغاء دوره كجبهة أماميّة للدفاع عن كرامة العرب.
أعتقد أنّ في مشاركة فلسطين فائدة للطرفين، لأنّ البطولة ستُثري خبرة الفدائي، وتشكل إضافة للبطولة، التي أصبحت مبارياتها رتيبة، كونها تجمع المنتخبات نفسها، فيما عرف الفدائي في السنة الأخيرة تطوراً كبيراً، وظهر في صفوفه كثير من النجوم، يتقدمهم وسام الأهلي المصري.
وغير مقبول هنا الحديث عن المستوى، لأنّ الفدائيّ تعادل مرتين مع شمشون كوريا، وفاز عيله منتخبا العراق وسلطنة عُمان بطلوع الروح، وتعادل معه منتخب الكويت بصعوبة، بما يوحي بأنّ مستوى الفدائي ليس بعيداً عن مستوى المنتخبات الخليجية، رغم فارق العدة والعتاد، والظروف النفسيّة.