المفكر الرياضي المرحوم سعيد الحسيني.. يسكن في خلايا الرياضة الفلسطينية
المفكر الرياضي المرحوم ..سعيد الحسيني..
يسكن في خلايا الرياضة الفلسطينية
كتب / أسامة فلفل
تاريخ الحركة الرياضية الفلسطينية مليء وحافل بشخصيات ورموز رياضية ووطنية مؤثرة وفاعلة ارتبط اسمها بهموم الوطن والرياضية الفلسطينية ، كانت عبر محطات النضال الرياضي تمثل رسالة الحركة
الر ياضية والوطنية.
المفكر الرياضي المرحوم سعيد الحسيني اتسم بفراسة القيادة وبالشجاعة والاقتدار ، وعمد على ترسيخ ثقافة وطنية بعمق وفلسفة الانجاز الرياضي
،وهو واحد من أنبل وأبرز أعلام الحركة الرياضية الفلسطينية الذي كان له شرف تمثيل فلسطين والرياضة الفلسطينية بالدورة العربية الرياضية الأولى عام ١٩٥٣ بالإسكندرية ضمن منتخب فلسطين لكرة القدم، والملفت للنظر كان الفقيد الراحل أصغر لاعب بالدورة ولم يكن يتجاوز في ذلك الوقت سبعة عشر ربيعا.
القائد الرياضي المخضرم أبا محمد أبرز القيادات التي صنعت وكتبت على مدار عقود طويلة مسيرة حافلة بالانجازات الوطنية والرياضية مسيرة طويلة مليئة بالانجازات التى تعطر صفحات المجد والتاريخ الناصع والمشرف .
كان أبا محمد له دور مؤثر في ساحة وميدان الإبداع والعطاء الرياضي ومن أبرز ما أنجبته الرياضة الفلسطينية، وقد لقبته الصحافة العربية والفلسطينية بمايستروا المستطيل الأخضر ورجل المهمات ومهندس الهجمات وصانع الأهداف وملك المراوغة والتمريرات البيانية والعكسية.
كان أبا محمد شخصية وطنية ملتزمة وأصيلة بكل ما فيه من عشق لمدينة غزة هاشم الصامدة المثابرة، رمز الرجولة والشهامة والعطاء والانتماء وإلاخلاص والوفاء.
كان الفقيد المرحوم سعيد الحسيني
يمثل ودون مبالغة جوهرة وأيقونة الرياضة الفلسطينية ، بما يمتلكه من قدرات وملكات متفردة وشخصية صلبة تتمتع بكل خصال القيادة ارتبط اسمه بكل معاجم اللغات ، لدوره الفاعل ومساهماته العظيمة وانجازاته الكبيرة.
كانت روح أبا محمد أحد أبرز أركان المنظومة الإدارية والرياضية بنادي غزة الرياضي مليئة بالأهداف والآمال والطموحات من أجل الوطن ومنظومته الرياضية ، وناديه الأم الذي تربى بين أكنافه نادي غزة الرياضي .
كان المرحوم سعيد الحسيني يرحمه الله على الدوام يعمل على شحذ الهمم لتحقيق ما كان يبدو مستحيلا ، ودفع الجميع في الساحة الرياضية الفلسطينية لتحطيم الحواجز التي كانت تشكل عائقا في طريق الانجاز الوطني.
لقد عاشت ومازالت تعيش الأسرة الرياضية للعميد وللرياضة الفلسطينية بحزن لا يمكن وصفة على رحيل قائد متميز، وإداري محنك ومخطط بارع ترك بصمة جلية في ساحة وميدان الرياضة الفلسطينية.
فهو من الرجال القلائل الذين تركوا أثرا وبصمة في الأجيال الرياضية بشكل عام ، وفي أجيال وابطال وقادة العميد غزة الرياضي بشكل خاص.
كان أبا محمد يمثل ركنا أساسيا وقيمة كبيرة في أسرة العميد والرياضة الفلسطينية وصاحب رؤية ثاقبة وفكر عصري،حيث عبر تاريخه الحافل استطاع أن يسكن في خلايا الرياضة الفلسطينة
كان المرحوم أبا محمد صاحب مدرسة مميزة في التخطيط الرياضي وبناء الاستراتيجيات الرياضية وهو أحد أبرز القيادات الرياضية الفلسطينية التى رسمت ملامح حالة النضوج الرياضي بشكل عام والكروي بشكل خاص في المشهد الرياضي الفلسطيني.
كان أبا محمد الذي يسكن اليوم تحت الثرى سفيرا للوطن والرياضة الفلسطينية في العديد من المشاركات الخارجية، وكان من أول من حصل على الشارة الدولية لتحكيم كرة السلة مع المرحوم الأستاذ يوسف الحشوة ، وللتذكر أبا محمد لم يكن نجما كرويا فحسب، بل كان فارسا من فرسان وأبطال كرة السلة الفلسطينية ، وتاريخ مسيرته الحافل حاضر في ذاكرة التاريخ.
ختاما..
رغم الألم والوجع والحزن والظروف المأساوية وحالة النزوح والتشرد لم يغيب عن بالنا قادتنا وروادنا الذين أشعلوا فينا حب الوطن والعطاء وغرسوا في نفوسنا اسمى معاني القيم الانسانية والوطنية
وسطروا حياتهم الرياضية بحروف من ذهب.
سيبقى القائد والمفكر سعيد الحسيني نموذجا للقيادة المتفردة، ومثالا للعطاء الذي لا ينضب، وصورة للصفاء ورمزا للوطنية الصادقة وحاضر في ذاكرتنا وفي ذاكرة الوطن والحركة الرياضية الفلسطينية.
أسامة محمد حافظ فلفل.
كاتب وباحث ومؤرخ.