طريق الاحتراف

في المرمى
طريق الاحتراف
فايز نصّار- القدس الرياضي
من خلال قربي من أكاديميات كرة القدم المنتشرة عبر ربوع الوطن، كان كثير من الآباء يأتون بأبنائهم إلى هذه الأكاديميات، ويوصون المسؤولين، فيقول أحدهم: " اهتموا به، أريده مثل ميسي" ويقول آخر: " أريده هدافاً مثل كريستانو".
بصراحة، مع هؤلاء شيء من الحقّ، لأنّ كثيراً من الحرف التقليدية، والتخصصات العلميّة صارت لا تطعم عيشاً، وإن أطعمته فبصعوبة، وسط آلاف الحرفيين، وحملة الشهادات، الذين فقدوا الأمل في الحصول على فرصة للعمل. لفت انتباهي منشور تناقله الكثيرون حول متطلبات دخول الواعدين لعالم الاحتراف، بما يمثل خارطة طريق لمن يكتشفون الموهبة عند أبنائهم، ويريدون الاستفادة من هذه الموهبة في الأندية، التي تعرف كيف تصقل قدراتهم، من خلال برامج علميّة تحول التِبر من حالته الترابيّة، إلى ذهب يلهث وراءه الجميع.
تشكل المهارات الفنية الفطريّة الخطوة الأولى في عالم الاحتراف، لأنّ قدرة اللاعب على التحكم بالكرة، والتمرير، والتسديد، والمراوغة، والرؤية مهمة، وتصبح أكثر أهمية إذا كانت استثنائية. ولا قيمة للمهارة، إذا لم تردفها اللياقة البدنيّة والسرعة العالية، والقدرة على التحمل، فهذه من أهم المعايير، التي تعتمدها الفرق المحترفة، في بحثها عن لاعبين يمتلكون القدرة على اللعب بحضور واقتدار طوال المباراة.
ويأتي دور معيار لا يقل أهمية، ويتعلق بالذكاء التكتيكي، وفهم اللاعب للاستراتيجيات التكتيكية، وقدرته على قراءة مجريات المباراة، واتخاذ القرارات السليمة، وتميل الأندية المحترفة إلى استثمار اللاعبين الصغار لتطويرهم في أكاديمياتها، وتبحث عن مراكز معينة للاعبين المختارين، وتفضل اللاعب الذي يتقن اللعب في مراكز معينة، ويظهر أداءاً ثابتًا فيها.
وتركز الأندية على الاحترافية والانضباط، والالتزام بالقواعد، والمواظبة على حضور التدريبات، والقدرة على العمل مع الفريق، مع تركيز مهنيّ على الجانب الذهني والشخصية، وتبحث الأندية عن لاعبين يمتلكون عقلية الفوز، قادرين على التعامل مع الضغوط، ويظهرون روح القيادة والعمل الجماعي.
وللإحصائيات والأداء داخل المباريات دور عند الباحثين عن مواهب المستقبل، فيتوقفون عند عدد الأهداف، والتمريرات الحاسمة، ونسبة التمريرات الصحيحة، ونسبة النجاح في المراوغات، دون إغفال معيار الأداء في المباريات الحاسمة، لأنّ اللاعبين الذين يتألقون في المباريات الكبرى يتركون انطباعًا قويًا لدى الكشافين، ومهم جداً عند اختيار الواعدين مدى قابلية التطوير، عند اللاعبين الذين يمتلكون هذه الإمكانيات، على المستويين البدني والفني. وما يجب أن يعرفه المهتمون أنّه في عالم كره القدم لا يوجد مستحيل، فعالم الاحتراف أصبح متاحاً للجميع، ومن حقّ الموهوبين تجربة حظهم في هذا الطريق الذي يبيض ذهباً. .
اقرأ ايضا
- المهاجم النرويجي ساتر يرفض الاحتراف في دوري الاحتلال: "لا أقبل مالا ملطخا بالدم، إسرائيل تقتل الأبرياء"
- الكرامة يفاجئ نماء والشباب بطل ديربي جباليا في الاحتراف الجزئي
- فوزان لخدمات جباليا والكرامة في الاحتراف الجزئي وهبوط اتحاد الشرطة
- الصداقة يفتك الصدارة مع خدمات جباليا في الاحتراف الجزئي وبيت حانون وصيفا للممتازة مؤقتا
- حكاوي الملاعب.. مهزلة الاحتراف وتجاهل الاتحاد وغزة الرياضي يستمتع بالنعيم