في المرمى

 بناء جسور الثقة

 فايز نصّار- القدس الرياضي

 أخيراً التأم اجتماع المكتب التنفيذي للجة الأولمبية الفلسطينية، الذي يمثل ذروة الفعل في الاتحادات الرياضيّة.. ورغم تأخر هذا الاجتماع بسبب الظروف، إلا أنّك أن تأتي متأخراً، خير من أن لا تأتي، فجاء الاجتماع في مرحلة حساسة من تاريخ شعبنا الأولمبيّ، تميزت بتواصل حرب الإبادة غير المسبوقة على شعبنا، وبعد أشهر من انتهاء دورة باريس الأولمبيّة. 

رغم العدوان غير المسبوق، الذي يستهدف البشر والحجر والشجر في هذا الوطن، إلا أن إرادة الرجال أكدت أنّ على هذه الأرض ما يستحق الحياة، وأنّ عليها شعب يعرف كيف يواجه الموج العالي، ويخرج كطائر الفينيق من تحت الرماد، فيدفن شهداءه برباطة جأش، ويعود إلى المواقع لمواصلة مهمته الحضاريّة في البناء والتشييد رغم أنف أعداء الحياة. 

وأكد شعبنا دوره الحضاريّ، بمشاركته في دورة الألعاب الأولمبيّة في باريس، حيث عوّض الحضور الفلسطينيّ النضالي غياب أبطال فلسطين عن المنصات، ونجح الساهرون على مشروعنا الرياضيّ الكبير في تحويل الأولمبياد إلى منصة لتعرية الاحتلال، وإعلان التضامن مع شعبنا، في وقت ظهر فيه رياضيو الاحتلال كالغرباء، رغم الحرب السريّة التي خاضها اللوبي الصهيونيّ في البلاد الفرنسيّة. 

جاء اجتماع المكتب التنفيذيّ للأولمبيّة الفلسطينيّة محطة جديدة في طريق الإنجازات الدوليّة، بتأكيد الفريق الرجوب على ضرورة مواصلة بناء جسور التواصل مع اللجان الأولمبية في العالم، والاستفادة من البرامج المقدمة، واتفاقات التعاون التي تستهدف تطوير اللاعبين والكوادر الفنية، سواء على صعيد تجربتهم المتقدمة، أو من خلال المنشآت التي لديهم، بما يسهم في تأهيل رياضيين فلسطينيين لدورة الألعاب الأولمبية المقبلة في لوس أنجلوس 2028. 

والأهم أنّ الفريق الرجوب شدد على دور التخطيط الاستراتيجي، بما يحمله من أهداف واضحة وآليات، تقود إلى نهج محدد يساعد على إنجاز المهام، وضبط الايقاع المتعلق بالبناء والتطوير، بما يضمن تصحيح المسار، وتجنب المظاهر السلبية، وفق إدارة سليمة على درجة عالية من النزاهة والشفافيّة. 

ومهم أيضاً أنّ اجتماع تنفيذيّة الأولمبية دعا إلى ضرورة الانطلاق بآليات عمل مهنية، إدارياً وفنياً، لبناء نهضة رياضيّة حقيقيّة، تغطي شقيّ الوطن والقدس والشتات الفلسطيني، وتستهدف تأسيس خطّ انتاج رياضيين مؤهلين، بالإضافة إلى تعزيز العلاقة والشراكة مع المنظمات والهيئات الرياضية الدولية والقارية والوطنية من الدول الشقيقة والصديقة. 

وضعت أعلى الهيئات الأولمبيّة الفلسطينيّة النقاط على الحروف، وقصت شريط مرحلة أولمبية جديدة، أهم أدواتها إبداعات الكوادر الرياضيّة الفلسطينيّة، ولا مكان فيها لمن يرى نفسه عاجزاً عن الفعل الرياضيّ، وقد أثبت الأيام أنّ مشروعنا الطموح لا مكان فيه للكسالى والعاجزين!