المهمة الجسيمة
في المرمى
المهمة الجسمية
فايز نصّار- القدس الرياضي
في أول تصريح للمدير الفنيّ الجديد للفدائي، الكابتن إيهاب أبو جزر قال: إنّه قبل المهمة الجسمية تلبية لنداء الوطن، معتبراً قيادة الفدائي مهمة وطنية، ومعبراً عن استحالة رفض هذه المهمة، مهما كانت الظروف وحجم الصعوبات.
والثابت أنّ الكابتن إيهاب قبل التحدي، وهذا يحسب له، لأنّ التسريبات تفيد بأنّ بعض المدربين المؤهلين اعتذروا عن التكليف، لأنّهم يعرفون أنّ طموحات الشارع الرياضيّ الفلسطينيّ لا تقف أمامها الحدود، وتُمني النفس بالذهاب بعيداً في طريق المونديال، وهذا حقّ مشروع، لأنّ الجماهير تعتقد بأنّ منتخبنا يستطيع، ولا تتوقف طويلاً أمام استثنائية أوضاعنا، التي تجعل مجرد المشاركة إنجازاً، رغم إدراكنا أنّ الظروف الصعبة قد تصبح سلاحاً محفزاً للاعبين.
شخصياً أعرف الكابتن إيهاب منذ مدة ليست قصيرة، وعهدي به أنّه يفتح هاتفه للإعلاميين، على عكس سابقه الذي كان مقتصداً في أحاديثه مع الصحفيين، وأرى أنّ كلاً منهما على حقّ، لأنّ لكلّ شيخ طريقته، رغم أنّه لا يخفى على ذي بصيرة أهمية الإعلام الرياضيّ الفاهم في تعزيز النجاحات، ورصد مواطن الزلات لعلاجها، من خلال استخلاص مهنيّ للعبر.
لن يستغرب أبو محمود ردات الفعل المتباينة على تعيينه، لأنّ في ثنايا شخصيته احترام لآراء الجميع، والأكيد انّه يعلم أنّ مصلحة المنتخب تهمّ كلّ الفلسطينيين، وبالتالي من حقّ الجميع التعبير عن آرائهم ضمن القنوات المهنيّة، التي تُسيرها الواقعيّة والشفافيّة والحياد.
وقد يكون التحدي المبكر الذي سيواجه الكابتن إيهاب طموحات الشارع الرياضيّ، الذي قد يُحمِّل الطاقم الجديد أكثر من طاقته، ويطالبه بتحقيق الإنجاز المنتظر في أربع مباريات، رغم أنّه يستلم منتخباً يتذيل مجموعته، ولا يملك في رصيده إلا ثلاث نقاط، وستكون بدايته في آذار القادم بمباراتين ناريتين أمام المتنافسين على التأهل المباشر الأردن والعراق.
ولا أعتقد أن أبا جزر سيتأثر بما يلمحه في أحاديث السوشيال ميديا، الذي يبكر في تحميل الجهاز الفنيّ الجديد مسؤولية التعثر إن حصل لا سمح الله، لأنّ كثيراً من فرسان هذا السوشيال لا يعرفون الكثير من الخفايا، التي قد تعيق مصير المنتخب في التصفيات، رغم تأكيد الكابتن- في إطلالته الإعلاميّة الأولى في المؤتمر الصحفي- بأنّ منتخبنا يملك الأدوات الفنيّة، التي تستطيع تحويل الحلم إلى حقيقة، من خلال مجموعة من اللاعبين، الذين يأمل أن يستطيع إخراج ما لديهم لتحقيق طموحات شبابنا.
يعوّل الكابتن أبو جزر على كونّه قريب من ميادين الفعل الكرويّ، حيث سبق له العمل في عدة أندية ومنتخبات، وتربطه علاقات كثيرة، قال في تصريحه الأول: إنها جيدة وطيبة مع معظم اللاعبين، وهذا القرب سيسهل بعض التفاصيل.
والأهم أنّه يعول على دعم الجماهير، التي قال عنها: "هي التي صنعتنا، وساندتنا خلال مسيرتنا، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم" مضيفاً: "نرى أن من حقّها أن تعبر عن رأيها بمنتهى الحرية، وسنكون متصالحين معها في كلّ الأحوال، وسنحترم وجهات النظر، سواءً كانت داعمة أو منتقدة".