المدرب مكرم دبوب
في المرمى
المدرب مكرم دبوب
فايز نصّار- القدس الرياضي
لا تربطني بالمدير الفنيّ للفدائي مكرم دبوب أيّة علاقة، واقتصر تواصلي معه من خلال لقاءات عابرة في الملاعب، عندما كان يرافق الفنيين لمتابعة نجوم الدوري، الذين تحتاجهم المنتخبات، حيث كان له حضور لافت في ملاعبنا، منذ قدومه إلى فلسطين.
ولا أعرف الكثير عن شخصيّة الرجل، إلا كونه يتعامل مع الجميع بدماثة وتواضع، ويفضل أن يترك لغة الحديث لأعماله، لأنّه مقلّ في التصريحات، وربما لا أتفق معه في هذا الجانب، لانّ المدير الفنيّ يجب أن يكون منفتحاً على الصحافة النزيهة، كونّها خير سند للعاملين في الميدان.
في خضم مسيرة المكاره والسرور، التي عاشها ابن الخضراء في أكناف بيت المقدس، اختلطت مشاعر محبيه تبعاً للنتائج، التي ابتسمت له حيناً، وعبست في وجهه في أحايين أخرى، مع تفهم أنّ القبول بالإشراف على منتخب يعيش ظروفاً قهريّة يشكل تحدٍّ كبير، لا يقبله إلا من كانت نفوسهم كباراً، وكانت عزيمتهم لا تلين!
منذ أيام تتداول الأوساط الرياضيّة خبر اعتذار الدبوب عن مواصلة مهمته مديراً فنياً للفدائي، حيث يبدو أنّه أبدى رغبته بترك المهمة، ووضع اعتذاره على طاولة اتحاد الكرة، ليقرر ما يراه مناسبا.
ولم تتضح الصورة حتى اللحظة، لأنّ معرفتنا بالمكرم تؤكد أنّه قادر على العمل تحت الضغط، ولا يمكن أن تؤثر فيه تعليقات تأتي من هنا وهناك، ومصدر ثقته أنّه يعد نفسه فلسطيني الهوي والهوية، وخادما للبلاد التي أحبها.
تأتي أخبار الاستقالة في مرحلة حساسة، عقب التعادل مع الشمشون، وقبل المباراتين الأهم أمام النشامى، وأسود الرافدين في مرحلة الحسم الموندياليّة، حيث نملك بصيصاّ من الأمل للحاق بالملحق، إذا حصلنا على نقطة أو أكثر من اللقاءين، لأنّه لا مفرّ من الفوز على عُمان والكويت.
في كرة القدم يتوقف المحللون عند التفاصيل، التي تصبح بلا قيمة في حسابات النتائج النهائيّة، فالعبرة في الخواتيم، والنتائج توزع في نهاية المهمات، الأمر الذي ينطبق على دبدوب، الذي التحق بالجهاز الفنيّ للأولمبي سنة 2020، مع مواطنه مختار التليلي، ثم انضم للجهاز الفني للمنتخب الأول كمدرب مساعد، ومدرب لحراس المرمى.
وأصبح الدبوب مديراً فنياً لمنتخب الناشئين، ومدرباً عاماً للمنتخب الأول، وسنة 2020 تولى تدريب فريق اللاعبين المحليين، وفاز معه ببطولة بنغلادش الدولية، وسنة 2021 عين على رأس الجهاز الفني للمنتخب الأول.
وحقق دبوب نجاحات مهمة مع الفدائي، وذلك رغم الظروف الصعبة التي تعيشها فلسطين، وأبرزها لقب الكأس الذهبية كأس بانغابندو، والتأهل لكأس العرب في قطر، ولكأس آسيا في قطر، وللدور الثاني من كأس آسيا الأخيرة لأول مرة في التاريخ، وللدور الثالث من تصفيات المونديال لأول مرة في التاريخ، والتأهل لنهائيات كأس آسيا ٢٠٢٧.
نعم.. كنّا نطمح بتحقيق الكابتن مكرم نتائج أفضل في مسيرة المونديال، لأنّنا نملك ثلة من اللاعبين الموهوبين، ولكن تعالوا نلتمس عذراً للرجل الذي يشارك في التصفيات في ظروف استثنائية، وكان يحتاج لشيء من التوفيق لبلوغ الأفضل.