كنّا نستطيع
في المرمى
كنّا نستطيع
فايز نصّار- القدس الرياضي
"نعم نستطيع" كان عنوان "في المرمى" صبيحة مباراتنا المفصليّة أمام منتخب عُمان الشقيق، وفعلاً كنّا نستطيع الحفاظ على التعادل، بل والظفر بنقاط اللقاء لولا بعض التفاصيل، التي قد تساهم في تبخُر أحلامنا الموندياليّة.
أقول: إنّ مثل هذه المباريات تحكمها تفاصيل صغيرة، أهمها أنّ من يسرف في إهدار الفرص، يستقبل الأهداف، وأنّ المجازفة للظفر بغلة المباراة كاملة يجب أن تكون محسوبة، وقبل هذا وذاك أن التعادل على أرض المنافس يساوي ثلاثة أرباع انتصار، عندما تعبس الشباك في وجه مهاجميك.
المهم، أنّ منتخبنا عقّد الأمور على نفسه، لأنّ حصيلة النقطتين لا تسعف في المنافسة على تأشيرتيّ المجموعة، بعد الاجتياح الشمشونيّ، الذي رفع رصيد رفاق سون إلى 13 نقطة، فيما ستحتدُّ المنافسة على التأشيرة الثانية بين الملاحقين الأردن، والعراق، وسلطنة عمان، لأنّ حال الأزرق الكويتي من حالنا، وأفضل ما نستطع فعله نحن والكويت ترتيب أوراقنا قبل مرحلة العودة، التي تضع في ميدان السباق 15 نقطة، قد تساهم في التقرب من المركزين المؤهلين للملحق.
لا وقت الآن للبكاء على اللبن المسكوب، والبحث عن كبش فداء لخسارتنا الدراميّة، والأفضل أن نواصل النظر إلى الأمام، وتفعيل دور الفنيين في البحث عن مواطن القصور لعلاجها، ومواطن النجاح لتعزيزها، لأنّ أسلوب صبّ اللعنات على المجتهدين غير حضاريّ، ولا يليق بشعب لا يفقد الأمل في قدرات أبنائه، ويعرف كيف يساعد فرسانه على النهوض من عثراتهم.
أفهم غضب الشارع الرياضيّ على تواصل عثرات الفدائيين، وأقدر مشاعر الساخطين، لأننا نمتلك منتخباً منافساً، ولأنّ الفرصة كانت سانحة في مجموعة متقاربة المستويات.. ولكن تعالوا إلى كلمة سواء، عنوانها وجود أسباب موضوعيّة، وأخرى ذاتيّة ساهمت في هذا الاخفاق، الذي صدم محبي الفدائيّ.
بلا شك، فإنّ المدير الفني- قبل غيره- يتحمل جزءاً من المسؤوليّة، لأنّ العارفين وقفوا على ملاحظات فنيّة، كان يمكن أن تغير نتائج الفدائي في أكثر من مباراة، وهم محقّون، لأنّ المنتخب الذي فرض التعادل على الشمشون في عقر داره، كان قادراً على تحقيق ولو فوز على منتخبات تسلّى عليها رفاق سون، الذين هزموا المنتخبات الأربعة، التي لم نخرج من مبارياتنا معها إلا بنقطة واحدة.
كنّا نستطيع، لو أنّ بعض لاعبينا لم يقعوا في أخطاء ساذجة كلفتنا نقاطاً ثمينة، لأنّ منتخبنا يضم نجوماً يتألقون مع أنديّة محترفة، وبعضهم لم يصل في مستواه على ربع ما يقدمه مع فريقه. كنا نستطيع، لو أحسنا تقدير موقع الرجل قبل الخطو في دقائق معدودة من مباريات سُرقت منّا، وآخرها لقاء عُمان الذي كنّا الطرف الأفضل في معظم تفاصيله، لولا المساحة التي تركها المجازفون في ميسرتنا الرخوة.
كثيرة هي الأسباب الذاتيّة، التي عطلت مراكب الفدائيين، وأكثر منّها الأسباب الموضوعيّة، التي يتحملها هذا الاحتلال الجاسم على صدورنا، والتي كان يجب أن تشكل حافزاً للحصول على نتائج تفرح المعذبين، وتغضب المحتلين.