المؤسسات الرياضيّة والحقوقيّة
في المرمى
المؤسسات الرياضيّة والحقوقيّة
فايز نصّار- القدس الرياضي
سيكتب التاريخ بالدموع عن موقف المؤسسات الرياضيّة والحقوقية الدولية حيال حرب الإبادة في غزّة، وسيعبر الرياضيون يوماً عن غضبهم تجاه المجازر الدمويّة، التي ارتكبت بحقّ قطاع الرياضة والشباب في فلسطين.
ليس خفياً بأنّ هذه المؤسسات تكيل بألف مكيال في الملفات التي تتقارب قرائنها، وتجاهر بمحاباة من يحظون بالسلطة والجاه، ويملكون الأصفر الرنان، ليحمل البؤساء في هذا العالم مظالمهم إلى محكمة العدل الإلاهيّة.
تنسجم ردود أفعال المؤسسات الدوليّة- رياضيّة كانت أم حقوقيّة- في النظر للموضوع بعين حولاء، فتفتلُ قراراتها شوارب القوانين عندما يتعلق الأمر بمسّ- أياً كان مستوه- برعايا الدولة المدللة، وتُضحي القوانين نفسها دون "شنبات" حيال ما يرتكبه المدللون أنفسهم.
قبل سنتين، كانت قطر تصنع تاريخاً، باستضافتها المذهلة لمونديال الصحراء العربيّة، ويومها لم يجب أعداء الأمة" في الورد عيبه" فقالوا له: "يا احمر الخدين" ولاموا على قطر محاربتها للمثليّة، التي تتناقض مع القيم الإنسانيّة، وفرضوا على المنظمين تواجد إعلاميين من دولة الاحتلال، بعد عجز منتخب إسرائيل في التأهل، ليُواجَه هؤلاء بموقف إنسانيّ موحد حيال التطبيع، وليجد ممثلو وسائل الإعلام العبريّة أنفسهم منبوذين من أسرة الكرة النبيلة.
ما أشبه اليوم بالبارحة، فها هي جماهير الكرة في القارة العجوز تعبر عن غضبها لتواجد أندية ومنتخبات الاحتلال في الملاعب الأوربيّة، على عكس الغرب الرسميّ، الذي لم يتخذ إجراءات ملموسة لوقف المجزرة، واستغرق في اجترار السرديّة المشروخة حول الحرب، ومشى مع فكرة أنّ مشجعي مكابي تعرضوا لعنف غير مبرر.
حسناً فعلت بلجيكا، التي قررت أن "تبتعد عن الشرّ، وتغني له" فنقلت مباراة منتخبها مع منتخب الاحتلال خارج البلد، على عكس فرنسا المدانة بأبشع المجازر في تاريخ البشريّة آبان الفترة الاستعماريّة.. فرنسا هذه استنكر وزير داخليتها تيفو جماهير باريس سان جيرمان، وتصرّ على لعب مباراة منتخبها في ستاد باريس، مع حظر رفع علم فلسطين في المباراة، بل إن رئيسها –الذي عنفه بيبي منذ أيام- سيحضر بنفسه المباراة. وعلى جبهة أخرى تحاول منظمة العفو الدولية، وتحالف الرياضة والحقوق التأثير على الفيفا قبل المصادقة على استضافة السعودية لمونديال 2034، داعية إلى تعليق الملف "ما لم تقم المملكة بإصلاحات في مجال حقوق الإنسان".
وحذرت المنظمة والتحالف من احتمالات وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان، وصفت ب“الخطيرة والواسعة النطاق”، رغم أنّ السعودية التزمت في عرضها بتهيئة بيئة تنافسية خالية من التمييز. تخشى المؤسسات الرياضية والحقوقيّة الدوليّة من خدش مشاعر المثليين، ويأكل لسانها الفأر تجاه ما يقرب من خمسين ألف شهيد قتلهم المحتلون في فلسطين ولبنان