الرياضية أون لاين : غزة : كتب - إيهاب أبو الخير

 نجحت دولة قطر في تنظيم مونديال 2022 بشكلٍ ملفتٍ للنظرِ وخرجت بصورةٍ متميزة، وربما كانت ملاعب المونديال محط انظار الجميع من حيث التصميم والأشكال الفنية والتحف المعمارية. 

وما أثار انتباهي خلال تجربتي التطوعية مع FIFA في مونديال قطر 2022 هو روعة تصميم ملعب البيت، الذي بُني على هيئة خيمة هائلة تغطي الملعب بأسره، في تجسيد فريد للهوية الثقافية. هذا المشهد يعيدني إلى واقعنا في فلسطين، وتحديدًا في قطاع غزة أثناء الحرب، حيث تحمل الخيمة معنى مختلفًا تمامًا؛ فهي ليست تحفة معمارية متألقة، بل مأوى بسيط يحمينا وسط لهيب الصراع المحتدم.

 بين الخيمتين يكمن فارق شاسع، الأولى رمز للإبداع والإنجاز، والثانية درع هش للصمود في وجه المعاناة. 

حيث أصبحت الخيمة المأوى للجميع ومنهم الرياضيين والاعلامين في ظل النزوح المستمر والمتجدد لأكثر من عام ومازالت المعاناة موجودة.  

فالخيمة باتت ملاذاً للفارين في ظل الأوضاع القاسية التي نعيشها ويعيشها كل رياضي فلسطيني وما نعانيه مع الخيمة في الحر الشديد والبرد القارص. 

انظار العالم كانت تتجه نحو ملعب البيت" الخيمة" وهو ما نريده لخيمتنا المتواضعة من خلال لفت انظار العالم لما نعيش في قطاع غزة من خلال الدمار الكبير الذي لا نستطيع وصفه أو التعبير عنه. 

معاناة الأسرة الرياضية وهي جزء من معاناة أبناء شعبنا المكلوم في ظل الحرب التي لا تفرق بين الحجر والبشر والشجر، والتي فقدنا من خلالها العديد من الكوادر الرياضية والمدربين واللاعبين والمشجعين، وتدمير البنية الرياضية التحتية من ملاعب وصالات ومرافق رياضية. 

ورغم ذلك وانطلاقاً من المقولة "من رحم المعاناة يولد الأمل "ما زالت الأسرة الرياضية تمتلك الأمل الكبير في الله تعالى وجهود المخلصين لأن نعود للوقوف من جديد متحدين كافة هذه المعيقات ومواصلة المضي قدماً للرقي برياضتنا الفلسطينية.

 كل الشكر لتلك الخيمة التي آوتنا وتحملت ثقل معاناتنا، ولا تزال رمزاً للصمود والأمل بنهاية مشوار ناجح. تماماً كما نجح ملعب البيت، الذي استوحى تصميمه من الخيمة، في أن يبرز بصورة مونديالية رفيعة المستوى، تمزج بين الأصالة والفخر.

 ومازال للحلم بقية،،،،،،