رفض التطبيع الرياضي

في المرمى
رفض التطبيع الرياضي
فايز نصّار- فايز نصّار
قبل أكثر من سنة وقع نادي الوحدات الأردنيّ في حيص بيص، عندما واجه نادي شباب الأهلي الاماراتي في بطولة أندية آسيا، لأنّ ممثل الامارات لعب مباراة وديّة مع فريق من دولة الاحتلال، ولأنّه ضم في صفوفه لاعباً " إسرائيليّاً".
يومها انقسم الوحداتيون، بين من يرون أنّه لا ذنب للنادي الاماراتي في قرارات تأتي من مستويات عليا، ولأنّ اللاعب المعنيّ فلسطينيّ الأصل، كما يؤكد اسمه" مؤنس دبور" وتبنى هذا الرأي رئيس النادي أبن السموع، التي أسمعت يوماً من لا يسمع، الدكتور بشار الحوامدة.
وعلى النقيض من ذلك، ذهب معظم أعضاء مجلس إدارة النادي مع رأي الجماهير، الذي يرفض اللعب مع النادي الإماراتي، الغارق حتى أذنيه في التطبيع الرياضي المجانيّ، ولكنّ رأي هؤلاء لم يكن مسموعاً، ولعب الوحدات المباراة، وخسر بنتيجة كبيرة.
قصة الوحدات تعود اليوم لمجالس نادي الكويت الكويتيّ، الذي يتسعد للقاء شباب الأهلي آسيوياً، حيث خاطب ممثل الكويت النادي الإماراتي ودياً، طالباً منه عدم مشاركة اللاعب "الاسرائيلي" مؤنس دبور في لقاء الفريقين، المقرر اليوم الأربعاء في دبي، كشيء من الاحترام لسياسة دولة الكويت، وطلب أيضاً عدم اصطحاب اللاعب في مباراة الإياب في الكويت.
يفتح الموقف الكويتيّ من جديد ملف التطبيع الرياضي مع دولة الاحتلال، الذي يرتكب مجازر غير مسبوقة بحقّ الشعب الفلسطينيّ، ويبطش بكلّ ما تصل إليه صواريخه من مقدرات الحركة الرياضيّة الفلسطينية، بما جعل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، واللجنة الأولمبية الفلسطينية يطالبان بجلب رياضيي الاحتلال للمساءلة، بتهمة مشاركة رياضيين إسرائيليين في حرب الإبادة.
في هذا الوقت بالذات يصرّ بعض الأشقاء العرب على التغريد خارج السرب، وتقديم هدايا مجانيّة لدولة الاحتلال، التي تحاول اختراق جدار مناهضة التطبيع الشعبيّ، بتسللات معزولة لبعض المؤسسات الرياضيّة، مستفيدة من تراخي تلك الدول في مجال التطبيع، ومجاهرة بعضها بقبول التطبيع مع إسرائيل قبل حلّ ملفات الصراع العالقة.
يغرد شباب الأهلي خارج السرب، ولكن انخراطه المخزي في مستنقع التطبيع لن يؤثر في مناعة شعوبنا، التي عبر رياضيوها عن موقف جماعي برفض اللعب مع رياضيي الاحتلال، حتى تتوقف حرب الإبادة، ويعود الحقّ لأصحابه، ويتمتع شباب فلسطين بحريّة الممارسة الرياضيّة مثل غيرهم من شباب العالم.
مواقف كثيرة عبر عنّها رياضيون عرب، من مصر، والجزائر، والكويت، والسودان، وليبيا، وتونس، والأردن.. وغيرها من الدول، وهؤلاء هم نبض الأمة، ولن تؤثر فيها عقوبات المؤسسات الدوليّة المنحازة.