نجوم العاصمة
في المرمى
نجوم العاصمة
فايز نصّار- القدس الرياضي
عانى نجوم كرة القدم الفلسطينيّة من البطالة، التي تسبب بها توقف الدوري جراء العدوان الغاشم، الذي انطلق مطلع شهر تشرين أول 2023، لأنّ كثيراً منهم كانوا يرتزقون من الكرة، ويحصلون على أموال مِحرزة ثمناً لعطائهم في الملاعب.
كان الحلً لدى مجموعة منهم العمل في مهن تتصل بالصناعة، والزراعة، والتجارة، فسمعنا عن اللاعب الحداد، والنجم البقال، والهدّاف التاجر، والمدافع الفلاح، والمدرب السائق، وغير ذلك. مجموعة أخرى من اللاعبين ابتسمت لها المقادير، وحصلوا على عقود- ولو كانت غير مجزيّة- في الدوريات العربية والآسيويّة، مستفيدين من تسهيلات الأشقاء في الدول، التي أبقت الباب موارباً بالنسبة للاعب الفلسطينيّ، كما حصل في ليبيا، ومصر، والأردن، وقطر.
كان الأمر سهلاً بالنسبة لنجوم مختلف المحافظات، وصعباً على نجوم بيت المقدس، الذي يعيشون في منطقة ترتفع فيها الأسعار، وتزداد فيها النفقات، وقد لا تسمح ظروفهم في اللعب الخارجي، لخصوصية المنطقة، التي تتقدم استهدافات الاحتلال. بلغ مسامعنا أنّ كثيراً من هؤلاء النجوم اتجهوا للارتزاق الكرويً، باللعب لأندية هناك، وتأكدنا من وجود عشرات اللاعبين، الذين ينشطون في المنافسات داخل الخطّ الأخضر..
ولسنا هنا بصدد نشر الأسماء، لأنّ هدفنا المساهمة في علاج الظاهرة، لا التشهير بمن أرغمتهم الظروف على اختيار هذا الطريق، خاصة وأنّ كثيراً من أبناء القدس وغير القدس يعملون هناك في مهن كثيرة.
كما أنّنا لسنا بصدد جلد هؤلاء النجوم، الذين أكلت البطالة الكرويّة مستقبلهم، ولا نريد تحميلهم جريرة سلوك ليسوا المسؤولين عن أسبابه، وهدفنا- يشهد الله- محاولة معرفة حيثيات انتقالهم للعب مع فرق الداخل، رغم أنّهم مقيدون رسميّا مع أنديتنا، والمنطق أن يحصلوا على تحرير من أنديتهم، وبطاقة انتقال دولية من الاتحاد، كما تنص قوانين اللعبة. أزعم أن شيئاً من هذا لم يحصل، وأنّ اللاعبين سعوا وراء خبزتهم، واستغلت الأندية التي قيدتهم حالة الترهل التي خلفها العدوان، فظهروا في قميصها دون مسوغات قانونيّة.
أشك في أنّ اتحاد الكرة المُحتل سهل الأمور، ورتب لهذا الصيد في المياه الآسنة، في حلقة جديدة من مسلسل حربه – سراً وعلانية- على رياضتنا الفلسطينيّة، التي دفعت الثمن الأغلى في هذا العدوان. أرى أنه يجب على اتحاد الكرة المسارعة إلى توضيح الأمر، وبيان قانونية مشاركة هؤلاء النجوم في مسابقات الآخرين، ومعالجة الأمر ضمن اللوائح والقوانين.