المفكر الكويتي أحمد السعدون قاد معركة طرد أسرائيل من الأتحاد الأسيوي عام 76

فلسطين المحتلة.
كتب أسامة فلفل.
من بين ثناية المحن والشدائد تنبعث المنح وفي مصانع التحديات يصنع الأبطال ، وتصنع الشجاعة وفي المواقف الأستثنائية الصعبة تجسد البطولة والأقدام، ويهزم طوارق الليل وتحسم معركة البقاء والوجود.
القائد العربي الكبير والمفكر  الكويتي أحمد عبد العزيز السعدون رمز من رموز الوطنية الكويتية، من سليل واحدة من أعرق الأسر الكويتية ، قامة وشخصية قيادية شجاعة إمتلكت كل مقومات القائد الفذ والمحنك الذي يعرف نطاق وحدود مسؤلياته ، فهو قائد متمرس لا يشق له غبار حكيم صاحب رؤية وبعد وعمق وفهم وطني كبير ، صقلته التجربة النضالية بمحراب العطاء والعمل والأبداع والأنجاز الوطني والرياضي على مدار عقود طويلة حافلة بالتضحيات الصامتة .
وقف هذا المارد الكويتي العربي بشموخ وكبرياء في معركة التحدي والبطولة واخرج أسرائيل من منظومة أسيا الرياضية، حينما صدر الطلب الرسمي من الاتحاد الكويتي لكرة القدم  الى الاتحاد الاسيوي بتاريخ ١٥ سبتمبر {ايلول}١٩٧٤م من اجل طرد اسرائيل، وبالفعل تم تجميد عضوية الكيان الصهيوني حتى اشعار آخر.
في عام ١٩٧٦م خلال مؤتمر كولالمبور صدر القرار الرسمي بطرد اسرائيل من الاتحاد الاسيوي لكرة القدم في قرار صوت عليه بالإيجاب ١٧ دولة مقابل ١٣ دولة صوتت من أجل بقاء اسرائيل، وامتنعت ٦ دول عن الادلاء بصوتها.
كذلك وقف المفكر والفليسوف الكويتي المخضرم احمد السعدون ومهد الطريق لدول الخليج العربي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم وعضوية اللجنة الأولمبية الدولية نظرآ لما كان يتمتع به من دبلوماسية واسعة ومنظومة علاقات وطيدة مع قيادات العالم الرياضية .
أنها لحظات المجد العربي المجيد الذي صنع فجر الأنجازات ولما شمل الأمة، وعبر عن الأمال العظيمة التي ينشدها الرياضين العرب من المحيط الى الخليج ، فهذه النخوة العربية الكويتية الاصيلة لمعركة طرد أسرائيل من الأتحاد الأسيوي تستحق أن نستحضرها في هذه المحطات المؤلمة والظروف الصعب كي تعرف الأجيال سير الأبطال والعظماء من القادة العرب صناع التاريخ والحضارة.
شغل القائد الملهم أحمد السعدون منصب رئيس مجلس الأمة ، من مؤسسي نادي النهضة ، ونادي كاظمة الرياضي حيث عمل أمين سر لكلا النادين وترأس الأتحاد الكويتي لكرة القدم لعام 68الى 76 أنتخب كرئيس للأتحاد الدولي في كرة القدم عن قارة أسيا عام 74 وأستمر حتى العام 82 .
فسجل يا تاريخ هذه المواقف والمحطات النضالية الأصيلة النابعة من عمق وبعد عربي واسلامي حيث ستبقى راسخة في الوجدان العربي والفلسطيني وثيقة من وثائق النضال والتضامن والمؤازرة مع القضية الوطنية الفلسطينية  .

اسامة محمد حافظ فلفل.
كاتب وباحث ومؤرخ رياضي.
12\10\2024