في المرمى.. البشوتي وصالح
"في المَرمى"... البشوتي وصالح
كتب فايز نصّار- القدس الرياضي
تولي الأمم اهتماماً خاصاً بالإعلام الرياضي، تقديراً لدوره في تنوير الحركة الشبابية والرياضية، وللوقوف على جوانب القصور لتداركها، وكشف مواطن الإبداع لتعزيزيها، ويتزايد الاهتمام بتكريم رجاله، ممن لعبوا دوراً متوازناً ونزيهاً، ملتزماً بقضايا الوطن، وملفات أبنائه.
لا خلاف على أنّ للإعلام الرياضي الفلسطيني مكان تحت شمس الإعلام الرياضي العربيّ، وتسبق فلسطين كثيراً من شقيقاتها في هذا المجال، رغم فارق الإمكانيات، مع الإشارة إلى أنّ معظم العاملين في هذا القطاع من المتطوعين.
ويتفقُ الجميع على الدور الكبير لإعلامنا الرياضي، رغم الظروف الصعبة، التي مرّ بها شعبنا، والتي لم تمنع روادنا من وضع مداميك إعلام رياضيّ فلسطينيّ، نباهي به العرب والعجم.
ويقرّ جهابذة الإعلاميين الرياضيين العرب على الريادة الفلسطينيّة في هذا المجال، مستدلين بالسمعة، التي يمتلكها الفلسطينيان أكرم صالح، وموسى البشوتي لدى رجال الجيل الثاني من الإعلاميين الرياضيين العرب، ممن يجمعون على دور الثنائي في إرساء أسس فنون الإعلام الرياضي في الوطن العربي.
كان العكاويّ المرحوم أكرم صالح حاضراً في دورة تأهيل الناطقين الإعلاميين قبل الانتفاضة الثانيّة، ولم تنجح خطة الدورة الثانية، التي كانت ستحمل اسم اليافاويّ المرحوم موسى البشوتي لأسباب موضوعية وذاتية.
أجزم أنّ فكرة التكريم أسلوب حضاريّ، كونها تعود بالخيرين إلى محطات تاريخية مؤثرة، يجب على الجميع تقدير دور جنودها، وتكريمهم بتسمية المنشآت بأسمائهم، وإطلاق دورات تحمل أسماءهم، وهذا أقل واجبات الوفاء.
الأكيد أنّ العودة للتاريخ لتلقي الدروس من المنابع الأولى للإعلام الرياضي، التي كتبت بأيدّ فلسطينية لَفتَةٍ طيبةٍ، وليتها تصبح سنة حميدة في تكريم الرواد، الذين كانوا جنوداً مجهولين، وحفروا بأظافرهم اسم فلسطين في الأوقات الصعبة، ومنهم البشوتي وصالح، اللذين تشرفا بتأسيس القسم الرياضي بإذاعة لندن منذ ستين سنة.
وتظهر أهمية التكريم في تضافر الفعل الايجابي بين العاملين في المؤسسات المختلفة، سعياً لما فيه خير هذا الشعب، ومشاركة في تحسين أداء الإعلاميين، من خلال شراكة مهنيّة بين مختلف الجهات ذات الصلة.
أعرف أن الانشطة والفعاليات الرياضية متوقفة، جراء العدوان السافر، اللهم بعض المشاركات الدوليّة، التي تشكل استحقاقات لا مفر منها، وآمل أن يستغل الخيرون هذا الفراغ في التحضير لفعاليات تكريميّة لأجيال الرواد، ودورات مهنيّة للواعدين، ضماناً لتواصل تناقل المشعل بين الأجيال.
لست ممن يستغرقون في رصد الجزء الفارغ من الكأس، وتعلمت من دروس الحياة أهمية الوقوف عند الجزء الممتلئ، ولو كان قليلاً، مع ضرورة أن تتحول الأقوال إلى أفعال، بتفعيل جبهة تكريم الرواد، وتكثيف جهود التكوين المتواصل للإعلاميين، لأنّ أقل حقوق الجيلين علينا أن نحسن قراءة تجارب السابقين، ونساهم في رسلكة الواعدين، وصدق من قال: غرسوا فأكلنا، ونغرس فيأكلون..