بصيص الأمل
في المَرمى
بصيص الأمل
فايز نصّار- القدس الرياضي
تتجه الأنظار سهرة اليوم إلى ستاد" جذع النخلة" بعاصمة الجنوب العراقيّ البصرة، حيث يستضيف أسود الرافدين الفدائيّ الفلسطيني، في لقاء الجولة الثالثة من تصفيات الحسم، في الطريق الصعب نحو مونديال 2026.
ويأمل الشارع الرياضيّ في أن يوفق الله الفدائيين في التصدي لجموح الأسود، ويمتصوا أصداء حناجر ما يقرب من 65 ألف من عشاقهم، ممن يصنعون الحدث في المدرجات، متطلعين لحلم العودة لأمجاد 1986، حين مثل رفاق المرحوم أحمد راضي القارة الكبرى في المكسيك. يجمع المحللون على أفضليّة أوراق المنتخب العراقي، كونه يمتلك- إلى جانب لعبه على أرضه وبين جماهيره- عدة عوامل أخرى، أبرزها التفوق في الخبرة والسجل، الذي جعل الأسود لا يخسرون أمام منتخبنا في 17 مباراة سابقة، ناهيك عن تفوقهم في التعداد البشريّ، حيث يمتلكون الكثير من النجوم الموهوبين، القادرين على تعويض الغيابات، فيما يدخل الفدائي اللقاء منقوصاً من ستة عناصر، أبرزهم رامي حمادة، وعطاء جابر.
بحذر شديد يترقب العراقيون المباراة، التي تأتي بعد عروض انتقدها المتابعون في مباراتيّ سلطنة عُمان والكويت، حيث لاحظ المحللون عدة نقائص، رغم أنّ رجال المدرب كاساس حققوا الأهم، بنيل أربع مباريات، ونجحوا في الحفاظ على شباكهم نظيفة.
يتوجس العراقيون من ردَّة فعل نجوم الفدائي، بعد الخسارة غير المفهومة أمام الأردن، حيث انكشف الدفاع الفلسطينيّ في الشوط الثاني، بعد التكافؤ في الشوط الأول، ويزاد توجسهم خشية أن يظهر الدفاع الفلسطينيّ بالصورة، التي ظهر بها أمام الشمشون الكوريّ، يوم بنى رجال مكرم الخضراء سداً منيعاً أمام المرمى الفلسطينيّ.
لا أعتقد أنّ المديرين الفنيين للمنتخبين يفكرون في جماليّة العروض خلال التسعين دقيقة، لأنّ مثل هذه المباريات تُكسب ولا تُلعب، ولا يهم أن يُقال: بأنّ الفرقة العراقيّة استحوذت على ثلثي أجواء المباراة، إن خرج الأسود متعادلين، كما لا يهم أن يصفق المحللون لعروض أبو علي وفرج وحمد، إن نجح العراقيون في هزّ شباكنا دون أن نهزّ شباكهم أكثر.
تبدو حظوظ العراق أوفر، كما ذهب معظم الرياضيين العراقيين، الذي تنشر "القدس الرياضي" آراءهم حول المباراة اليوم، وكما يُجمع كثير من المحللين الفلسطينيين، ولكنّ معرفتنا بكرة القدم أنّها غير وفيّة للمنطق، وأنّ نتائجها غير مضمونة، وأنّ الفريق الأقل ترشيحا قد يخلط الأوراق، مستفيداً من كونه يلعب دون ضغط، فالضغط اليوم على العراقيين، الذين قد ينقلب الجمهور عليهم.
رغم صعوبة لقاء اليوم، أراهن على الفدائي لتقديم عرض يليق بنهوض الكرة الفلسطينيّة، ويرسم البسمة على شفاه المعذبين في فلسطين، فحلمنا كبير بأنّ يكبر بصيص الأمل بعد لقاء اليوم، معاهدين بأن لا ننقلب على المنتخب، إذا جرت الرياح كما لا تشتهي أمانينا.