العراق وفلسطين
في المَرمى
العراق وفلسطين
فايز نصّار- القدس الرياضي
أتحفنا الزميل المؤرشف العراقي ياس الخفاجي بصورة قلميّة عن سجل لقاءات الملاعب بين العراق وفلسطين، التي تشهد على عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين، والتي استمرت على المستوى نفسه، أيّا كان قادة المنطقة البغدادَيّة الخضراء.
يذكر الفلسطينيون بالخير مواقف عراق النخوة في السراء والضراء، ويتذكرون كلّ عشية وإشراق شمس ثلة شهداء الرافدين، الذين خلّدت بطولاتهم شواهدُ قبورهم قرب جنين، تماماً كما تشهد دوائرُ الشهداء والأسرى على الأموال العراقية النظيفة، التي قُبضت في الانتفاضة الثانية، وسجلات الدعم المالي العربي للسلطة الوطنية الفلسطينيّة، حيث يأتي العراق ثانياً في التزام الدعم بعد الجزائر.
بدأ صديقي أبو الحسن السجل من لقاء الفدائيين بأسود الرافدين في الدورة العربية بالقاهرة يوم 7 أيلول 1965، حيث تعادل المنتخبان بهدف فلسطينيّ سجله عمر الشيخ طه، وهدف عراقيّ سجله سلمان داود.. يومها لم يلعب الراحل عمّو بابا، لأنّه أصيب في لقاء العراق الأول.. ومن يومها "ما شاف عمّو خير" وبقي يعاني حتى علَّق حذاء اللعب، واتجه للتدريب، ليصنع مجداّ لا يضاهي، بإشرافه على العارضة الفنيّة للأسود على عدة فترات.
تشرفت بلقاء العمّو أكثر من مرة، وفي أحد لقاءاتي به طلبت منه نصيحة لمدربي فلسطين، فردّ عليّ: "أنتم الفلسطينيون تُعلمون الآخرين الكرة، أنا علّمني الكرة الفلسطينيّ الراحل دينس نصراوي"، وهو فلسطينيّ حطت أقدامه بين النهرين عندما كانت الحدود مفتوحة، وترك بصمات مؤثرة مع فريق الحرس الملكيّ العراقيّ- كلاعب ومدرب- على حفاف خمسينات القرن الماضي.
المهم أنّ تقرير الخفاجي يتحدث عن سبع عشرة مباراة جمعت العراق بفلسطين، ولم يفز الفدائيّ في أيّ مباراة على الأسود، الذين فازوا في ثلاث عشرة مباراة، وتعادل المنتخبان في أربع مباريات، فيما التقى المنتخبان في تصفيات مونديال 2006 مرتين، فتعادلا بهدف لمثله ذهاباً، وفازت العراق في مباراة الإياب، وجرت المباراتان في الدوحة، والأهم أنّ العراق سجل في شباك فلسطين 38 هدفاً، فيما سجل منتخبنا سبعة أهداف فقط في جميع المباريات!
قد يكون هذا البالماريس مهماً لنا كمحللين، وقد يتخذه البعض مؤشراً على ما سيحصل في لقاء الخميس، ولكنّ كلّ هذه المعلومات قد لا تؤثر في المال والقبان، لأنّ المدربين مكرم دبوب وكاساس يعرفان أنّ لكلّ مباراة ظروفها، وأنّ اليوم ليس كالبارِحة، حيث تجري فلسطين وراء بصيص أمل، وتأمل في تكرار المستوى الذي قدمته في لقاء الشمشون، وفي الشوط الأول من لقاء النشامى.
يدرك الجميع أنّ الفوارق كثيرة بين المنتخبين، حيث يحتل العراق المرتبة 55 على سلم الفيفا، فيما تحتل فلسطين المركز 98، ويعلم الجمع أنّ المنتخب العراقيّ يفوق خبرة نظيره الفلسطينيّ، الذي يعاني من عدم وجود منافسة كرويّة منذ بدء العدوان قبل عام، وما خلفته حرب الإبادة من آثار نفسيّة، تؤخر استحقاق الجلد المنفوخ، ولكنّ الفاهمين يدركون أيضاً أنّ للفدائي فرصة سيدافع عنها، متسلحاً بالرغبة في تحقيق شيء للمعذبين في فلسطين، وبكون الضغط على منافسيه أكثر منه على لاعبيه.
قبل أسابيع طالب مدون كويتيّ منتخبات العرب الأربعة، التي تلعب مع الفدائي في المجموعة الثانية بالخسارة أمام رفاق وسام أبو علي، لأنّ وجود فلسطين في النهائيات، التي يشارك العم سام في استضافتها مهم جداً.. طبعاً الاقتراح غير منطقي، وغير رياضيّ، وستبقى الكرة في الميدان، وسنصفق للفائز عند صافرة النهائية.
اقرأ ايضا
- ابتسامات طلائع لبنان وفلسطين انبعاث فجر جديد
- دبوب راض عن أداء "الفدائي" أمام العراق ويؤكد ضرورة الفوز على الكويت
- دبوب: نطمح بنتيجة إيجابية أمام العراق رغم الغيابات
- الانضباط التكتيكي.. خيار "الفدائي" الناجع في حواره الصعب مع العراق
- عبد اللطيف البهداري: هجومنا لا يقل قوة عن العراق والفدائي قادر على الفوز...