في المرمى.. أين زيدان؟
"في المرمى"... أين زيدان...؟
كتب فايز نصّار- القدس الرياضي
لست أدري ما الذي ذكرني بالأسطورة زين الدين زيدان، نجم فرنسا السوبر، الذي كان يمكن أن يصنع المجد مع محاربي الصحراء، لولا أن مدرب الجزائر الراحل عبد الحميد كرمالي رأى أنّ إيقاعه بطيء.
تلك الرواية نفاها زيدان، دون أن يخفي تعلقه ببلد الأجداد، التي كرّمته رغم أن حليبه كان في إناء الآخرين، مثله مثل كثير من النجوم الأفارقة، الذين تسرق سوزان مواهبهم على عينك يا تاجر.
شاهدت زيدان لأول مرة مع فريق كان الفرنسي، قبل بروزه مع بوردو، ولكنّ خطواته بدت أكثر تألقاً مع فريق السيّدة العجوز، الذي استعاد معه ذكريات ملهمه بلاتيني، وقاده لكثير من الألقاب المحليّة والدوليّة، قبل أن يحطّ الرحال في البيت الأبيض، حيث ترك في أجواء البرنابيو بصمات لا تنسى، ورسخ نفسه كواحد من أساطير النادي الملكي، الذي فاز معه بأغلى الألقاب الإسبانيّة والأوروبيّة.
وعاد زيزو إلى مدريد ليصنع مجداً جديدا كمدرب، حيث قاد الميرينغي لعرش الشامبيونزليغ ثلاث مرات، مع فوزه بكثير من الألقاب المحليّة والدوليّة الأخرى، ليصنف مع خيرة النجوم بعد فوزه بالكرة الذهبيّة، رغم بعض اللحظات التي خرج فيها عن النصّ، عندما نطح الايطاليّ ماتيراتزي في مونديال 2006، وعندما دارس على السعوديّ فؤاد أنور في مونديال 1998.
منذ ثلاث سنوات ما زال زيدان في راحة، بعد إغلاق أبواب المُنتخب الفرنسي في وجهه، منذ تمّ التجديد لديشامب إلى 2026، وهو الذي كان مرشحًا لخلافته، وقبل ذلك كان مرشحًا للعودة إلى الريال، أو اليوفي، أو حتى سان جيرمان، أو مارسيليا، ولمان يونايتد، لكن ذلك لم يحدث بسبب رفضه المُغامرة برصيده.
ولا يستطيع المحللون قراءة أفكار النجم الكتوم، الذي قد يكون يفكر في رئاسة الاتحاد الفرنسي لكرة القدم لاحقًا، حيث لمح المقربون منه هذا التوجه منذ استقالته المُفاجئة من تدريب الريال شهر أيار2021، الذي فكر في العودة لعارضته الفنيّة، رغم أنّ عين الملكي على تشابي ألونسو كخيار بديل، بعد نهاية عقد أنشيلوتي.
وكانت فرنسا استرضت زيزو بحمل شعلة أولمبياد باريس، كبديل لكونّها لا تريد لابن الأصول الجزائرية تولي منصبًا يزيد من القياديين من أصول إفريقية وعربية في المنتخب.
يدرك زيدان هذه المعادلة، وهو من عانى من ظلم اليمين الفرنسي، الذي لن يرضى بجزائريّ، ولو حصل لفرنسا على عشر مونديالات، بما يقتضي أنّ يفكر أبناؤنا المهاجرين مستقبلاً، ويقدموا منتخبات الآباء والأجداد على منتخبات الآخرين.
وقبل ذلك، يقتضي الأمر أن يشمر كشافونا عن سواعد الجدّ، ليصلوا إلى مواهبنا الرياضية في المهجر مبكرا، وترتيب أوراقهم بسرعة قبل أن يخطفهم زرق العيون.