منتخب فلسطين للشباب.. الحلم الذي توحد بعد الشتات

منتخب فلسطين للشباب.. الحلم الذي توحد بعد الشتات
القدس- دائرة الإعلام بالاتحاد/ في خضم الألم الذي عاشته الأجيال السابقة بسبب تهجيرها من وطنها فلسطين، ووسط الشتات الذي فرق الفلسطينيين جغرافياً، يتجلى اليوم مشهد جديد يحمل الأمل والتحدي. مشهد يُصور مجموعة من اللاعبين الشبان الذين ورثوا حب فلسطين رغم بُعدهم الجغرافي عنها، والذين عادوا ليمثلوا وطنًا ربما لم يعيشوا فيه، لكنهم حملوه في قلوبهم وضمائرهم. هذا المنتخب الشاب الذي لم ينسَ تاريخه، يضم أسماء مثل أحمد بدران، صهيب إلياس علي، وبسيم الحاج، الذين ترعرعوا في ألمانيا بعدما تهجرت عائلاتهم قسرًا. لكن رغم ابتعادهم عن أرض الوطن، فإنهم اليوم يعودون ليخوضوا معركة رياضية، هدفها واحد: تمثيل فلسطين في الميادين الكروية. ليسوا وحدهم في هذا الحلم، فهناك لوكاس ثلجية، مارتن الشوملي، وزكريا أبو حدبة القادمون من دولة تشيلي، حيث تشتت أجدادهم عبر البحار هربًا من الاحتلال. وعلى الرغم من البُعد الجغرافي، فإنهم لم ينسوا الجذور التي تربطهم بفلسطين، وكأن الكرة هي وسيلتهم للتعبير عن ولائهم. من الولايات المتحدة، يصل عبادة قدورة وتامر أبسيس، وهما شابان تربيا في ثقافة مختلفة تمامًا، ولكن فكرة فلسطين لم تغب يومًا عن فكرهما، وها هما الآن يمثلان تلك الأرض التي عاش أجدادهما وآباؤهما الحلم بالعودة إليها. أما حارس المرمى عرفات الترك، فقد جاء من إسبانيا، حاملاً معه روح التحدي والإصرار الذي تعلمه في الملاعب الأوروبية، ليحمي شباك منتخب فلسطين بكل شغف. ومن المخيمات في لبنان، يأتي عبد الهادي راشد، الذي عاش أجداده في ظروف قاسية داخل مخيمات اللجوء. هذا الشاب لم يعرف رفاهية العيش، لكنه عرف معنى الانتماء. هو ليس فقط لاعب كرة قدم، بل تجسيد لمعاناة شعب يتوق للحرية والكرامة. ومن السويد، جاء أنس الحملاوي، الذي ولد في أحد بلدان الشتات، ولكنه حمل معه حبًا عميقًا لفلسطين. الحملاوي، كغيره من اللاعبين الفلسطينيين المهاجرين، رأى في تمثيل وطنه الأم فرصة ليس فقط للعب الكرة، ولكن لتجسيد حلم العودة إلى الجذور والتواصل مع الهوية. منتخب فلسطين للشباب ليس مجرد مجموعة من اللاعبين، بل هو قصة تُجسد آلام أجيال مضت وأحلام أجيال قادمة. هم أحفاد من شتتهم الاحتلال، لكنهم اليوم يجتمعون من كل بقاع الأرض، يحملون نفس العلم ونفس الطموح. هم الصورة التي تعكس فلسطين الواحدة، فلسطين التي لا تعترف بالحدود ولا تفرق بين المهاجر واللاجئ والمقيم. هذا المنتخب الشاب على الرغم من ضمه لأبناء من تهجروا قسرا خارج فلسطين، فهناك أيضا أبناء من رحلوا عن قراهم ومدنهم ولكنهم عاشوا في مخيمات اللجوء داخل فلسطين والتي تفتقر لأبسط مقومات الحياة الرياضية، ولكنهم أصروا على تحدي الصعوبات من أجل تمثيل بلدهم ومنتخبها، كمهند النوري ومحمد فاعور ابناء مخيمات عسكر وبلاطة، وهناك من أهل الداخل الذين أصروا على تمثيل فلسطين بالرغم من كل أساليب التضييق والتهديد التي يتبعها الاحتلال لردعهم عن ذلك مثل الحارس رامي جبارين والمهاجم محمد حبيب الله، وهناك منهم من جاء من القدس الأبية التي تعاني كل اساليب التضيق والحصار مثل محمود ابو هدوان، ومنهم من جاء من قرى ومدن تتعرض يومياً لهجمات المستوطنين واقتحامات قوات الاحتلال مثل محمد خليل أبن قرية سنجل وأيسم ضراغمة أبن مدينة طوباس، هم جميعاً يحملون هم هذا الوطن وعاشوا المآسي التي تعانيها فلسطين، لكنهم جميعهم اتفقوا على شيء واحد: فلسطين هي الأولوية. ولأن فلسطين لا تكتمل إلا حين نتحدث عن غزة.. تلك البقعة من الأرض التي تمزقت وتدمرت تحت القصف والحصار الإسرائيلي، والتي منذ السابع من أكتوبر 2023 تعاني حرب إبادة لا ترحم أطفالها ولا شبابها. فالمنتخب للأسف يلعب منقوصاً من لاعبي القطاع، حيث كان من المفترض أن يشارك لاعبو غزة في هذا الحلم، لكنهم اليوم تحت الحصار والقصف، منقطعون عن العالم، محرومون من حقهم في تمثيل فلسطين على أي ملعب. اليوم، يجتمع منتخب فلسطين للشباب ليكون صورة حية لشتات شعبنا من الداخل والخارج. إنه منتخب لا يجمع فقط مهارات اللاعبين، بل يجمع حكايات أجيال شتتها الاحتلال وأخرى تمسكت بأرضها رغم كل شيء. من مخيمات اللجوء في لبنان، إلى الشتات في أوروبا وأمريكا، إلى الداخل، كلهم يجتمعون تحت راية واحدة، هدفهم واحد: أن يعيدوا لفلسطين بريقها، ولو للحظات على أرض الملعب. في كل مرة يصطف فيها هؤلاء اللاعبون في الملعب، يصطف خلفهم تاريخ طويل من النضال والمعاناة، ففي النهاية، ليس مهمًا من أين أتوا، أو أي بلد حُملت أجسادهم، المهم هو أين تنبض قلوبهم... وقد نبضت لفلسطين.
القدس- دائرة الإعلام بالاتحاد/ في خضم الألم الذي عاشته الأجيال السابقة بسبب تهجيرها من وطنها فلسطين، ووسط الشتات الذي فرق الفلسطينيين جغرافياً، يتجلى اليوم مشهد جديد يحمل الأمل والتحدي. مشهد يُصور مجموعة من اللاعبين الشبان الذين ورثوا حب فلسطين رغم بُعدهم الجغرافي عنها، والذين عادوا ليمثلوا وطنًا ربما لم يعيشوا فيه، لكنهم حملوه في قلوبهم وضمائرهم. هذا المنتخب الشاب الذي لم ينسَ تاريخه، يضم أسماء مثل أحمد بدران، صهيب إلياس علي، وبسيم الحاج، الذين ترعرعوا في ألمانيا بعدما تهجرت عائلاتهم قسرًا. لكن رغم ابتعادهم عن أرض الوطن، فإنهم اليوم يعودون ليخوضوا معركة رياضية، هدفها واحد: تمثيل فلسطين في الميادين الكروية. ليسوا وحدهم في هذا الحلم، فهناك لوكاس ثلجية، مارتن الشوملي، وزكريا أبو حدبة القادمون من دولة تشيلي، حيث تشتت أجدادهم عبر البحار هربًا من الاحتلال. وعلى الرغم من البُعد الجغرافي، فإنهم لم ينسوا الجذور التي تربطهم بفلسطين، وكأن الكرة هي وسيلتهم للتعبير عن ولائهم. من الولايات المتحدة، يصل عبادة قدورة وتامر أبسيس، وهما شابان تربيا في ثقافة مختلفة تمامًا، ولكن فكرة فلسطين لم تغب يومًا عن فكرهما، وها هما الآن يمثلان تلك الأرض التي عاش أجدادهما وآباؤهما الحلم بالعودة إليها. أما حارس المرمى عرفات الترك، فقد جاء من إسبانيا، حاملاً معه روح التحدي والإصرار الذي تعلمه في الملاعب الأوروبية، ليحمي شباك منتخب فلسطين بكل شغف. ومن المخيمات في لبنان، يأتي عبد الهادي راشد، الذي عاش أجداده في ظروف قاسية داخل مخيمات اللجوء. هذا الشاب لم يعرف رفاهية العيش، لكنه عرف معنى الانتماء. هو ليس فقط لاعب كرة قدم، بل تجسيد لمعاناة شعب يتوق للحرية والكرامة. ومن السويد، جاء أنس الحملاوي، الذي ولد في أحد بلدان الشتات، ولكنه حمل معه حبًا عميقًا لفلسطين. الحملاوي، كغيره من اللاعبين الفلسطينيين المهاجرين، رأى في تمثيل وطنه الأم فرصة ليس فقط للعب الكرة، ولكن لتجسيد حلم العودة إلى الجذور والتواصل مع الهوية. منتخب فلسطين للشباب ليس مجرد مجموعة من اللاعبين، بل هو قصة تُجسد آلام أجيال مضت وأحلام أجيال قادمة. هم أحفاد من شتتهم الاحتلال، لكنهم اليوم يجتمعون من كل بقاع الأرض، يحملون نفس العلم ونفس الطموح. هم الصورة التي تعكس فلسطين الواحدة، فلسطين التي لا تعترف بالحدود ولا تفرق بين المهاجر واللاجئ والمقيم. هذا المنتخب الشاب على الرغم من ضمه لأبناء من تهجروا قسرا خارج فلسطين، فهناك أيضا أبناء من رحلوا عن قراهم ومدنهم ولكنهم عاشوا في مخيمات اللجوء داخل فلسطين والتي تفتقر لأبسط مقومات الحياة الرياضية، ولكنهم أصروا على تحدي الصعوبات من أجل تمثيل بلدهم ومنتخبها، كمهند النوري ومحمد فاعور ابناء مخيمات عسكر وبلاطة، وهناك من أهل الداخل الذين أصروا على تمثيل فلسطين بالرغم من كل أساليب التضييق والتهديد التي يتبعها الاحتلال لردعهم عن ذلك مثل الحارس رامي جبارين والمهاجم محمد حبيب الله، وهناك منهم من جاء من القدس الأبية التي تعاني كل اساليب التضيق والحصار مثل محمود ابو هدوان، ومنهم من جاء من قرى ومدن تتعرض يومياً لهجمات المستوطنين واقتحامات قوات الاحتلال مثل محمد خليل أبن قرية سنجل وأيسم ضراغمة أبن مدينة طوباس، هم جميعاً يحملون هم هذا الوطن وعاشوا المآسي التي تعانيها فلسطين، لكنهم جميعهم اتفقوا على شيء واحد: فلسطين هي الأولوية. ولأن فلسطين لا تكتمل إلا حين نتحدث عن غزة.. تلك البقعة من الأرض التي تمزقت وتدمرت تحت القصف والحصار الإسرائيلي، والتي منذ السابع من أكتوبر 2023 تعاني حرب إبادة لا ترحم أطفالها ولا شبابها. فالمنتخب للأسف يلعب منقوصاً من لاعبي القطاع، حيث كان من المفترض أن يشارك لاعبو غزة في هذا الحلم، لكنهم اليوم تحت الحصار والقصف، منقطعون عن العالم، محرومون من حقهم في تمثيل فلسطين على أي ملعب. اليوم، يجتمع منتخب فلسطين للشباب ليكون صورة حية لشتات شعبنا من الداخل والخارج. إنه منتخب لا يجمع فقط مهارات اللاعبين، بل يجمع حكايات أجيال شتتها الاحتلال وأخرى تمسكت بأرضها رغم كل شيء. من مخيمات اللجوء في لبنان، إلى الشتات في أوروبا وأمريكا، إلى الداخل، كلهم يجتمعون تحت راية واحدة، هدفهم واحد: أن يعيدوا لفلسطين بريقها، ولو للحظات على أرض الملعب. في كل مرة يصطف فيها هؤلاء اللاعبون في الملعب، يصطف خلفهم تاريخ طويل من النضال والمعاناة، ففي النهاية، ليس مهمًا من أين أتوا، أو أي بلد حُملت أجسادهم، المهم هو أين تنبض قلوبهم... وقد نبضت لفلسطين.
13:34 - 16 سبتمبر, 2024