في المرمى

فلسطين في المونديال

فايز نصّار - المحرر الرياضي بصحيفة القدس

لا أحب الخوض في تفاصيل المشاركة الفلسطينية في المونديالين الثاني والثالث، بالنظر لغياب الحقيقة كاملة حول حيثيات تلك المشاركة، التي لعبت باسم فلسطين أمام مصر سنة 1934، وأمام اليونان سنة 1938، في ثلاث مباريات من خمس مباريات يدور حولها الجدل. 

شخصياً، أميل لكون تلك المباريات بداية المشاركة الفلسطينية، تأسيساً على جنسيّة اللاعبين، الذين لعبوا باسم فلسطين، واعتُمِدوا من خلال جوازات سفر فلسطينية، ولغياب أيّ وثيقة رسميّة تثبت وجود اسم" إسرائيل" في المشاركتين.

ورغم أنّ الحقيقة جليّة، إلا أنني أفضل عدم الخوض في هذا الموضوع، في انتظار تشكيل لجنة توثيق فلسطينيّة متخصصة تبتّ في الأمر، وتكشف ما تعرضت له كرة القدم الفلسطينيّة من مؤامرات غير أخلاقية، شاركت فيها مؤسسات رياضيّة دوليّة، كانت منحازة للمهاجرين، الذين جاءوا من بلاد كثيرة. 

ما تقوله وثائق الفيفا: إنّ المنتخب، الذي واجه مصر سنة 1934 تشكل من "اليهود والجنود البريطانيين"، حيث أحصى الاتحاد الدوليّ المباريات، التي خاضها المنتخب في ثلاثينيات القرن الماضي ضمن رصيد المنتخب الإسرائيلي، وليس المنتخب الفلسطيني بداعي انه «وفد يهوديّ»، وتلك كما تعلمون سرديّة الاحتلال، الذي يصف يافا، وحيفا، والقدس بالمدن الإسرائيلية.

في المقابل، تعتمد الرواية الفلسطينيّة على ما يورده الاتحاد الفلسطينيّ لكرة القدم على موقعه الرسمي، بأن: "المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم كان أول منتخب عربيّ آسيويّ يشارك في تصفيات كأس العالم" على ضوء مشاركته في تصفيات كاس العالم 1934.

بعد استعادة عضوية فلسطين في الفيفا سنة 1998 على هامش مونديال فرنسا، شاركت فلسطين في تصفيات مونديال كوريا واليابان، من خلال المجموعة الثالثة، التي ضمت قطر، وماليزيا، وهونغ كونغ، ويومها فاز الفدائي على ماليزيا، وهونغ كونغ، وتعادل مع هونغ كونغ، فجمع سبع نقاط، تاركاً التأهل للعنابيّ.

وجمعت فلسطين سبع نقاط أيضا في تصفيات مونديال المانيا 2006، من فوزين على تايبيه، وتعادل مع العراق، فيما خسر منتخبنا مرتين من أوزبكستان، ومرة من العراق.

وأقصي الفدائي من مونديال جنوب افريقيا بالخسارة الرباعيّة من سنغافورة، وعدم لعب مباراة الاياب، وغادر منتخبنا تصفيات مونديال البرازيل بالخسارة والتعادل مع تايلند، رغم فوزه وتعادله قبل ذلك مع أفغانستان.

وكان حضور الفدائيّ قوياً في تصفيات مونديال روسيا 2018، حيث تعادل مرتين سلبيا مع السعودية والامارات، وفاز على ماليزيا مرتين، وفاز وتعادل مع تيمور الشرقية، فجمع 12نقطة، ليعود منتخبنا للتعادل مع السعودية سلبيا في تصفيات مونديال قطر، وتبادل الفوز مع أوزبكستان، واليمن، وسنغافورة، محققا 10 نقاط. 

ولأول مرة تأهل منتخبنا لمرحلة الفصل في التصفيات بعد رحلة شاقّة، توّجت تأهله أربع مرات لنهائيات آسيا، في انتظار تحقق الحلم الكبير، بالتأهل لمونديال 2026، المقرر في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.