تشرين الثالث !!!
في المرمى
تشرين الثالث
فايز نصّار - المحرر الرياضي لصحيفة القدس
مرة أخرى أجّل الاتحاد الدولي لكرة القدم البتّ في طلب فلسطين، استبعاد المؤسسات الرياضيّة الإسرائيليّة من المشاركة في المنافسات الدولية للعبة الشعبيّة، بسبب العدوان على غزة، ومختلف المحافظات الفلسطينيّة.
وتتلكؤ مؤسسة "المسيو إنفانتينو" في فتح هذا الملف الحسّاس، الذي يضع مصداقيتها على المحك، وسط جملة من التسويفات والتأجيلات، والتلاعب في الألفاظ، بما يؤشر على كونِّ مؤسسةِ كرة القدم الكبرى في هذا العالم، لا تنوي التعامل مع الملف بمهنيّة وجديّة.
رَبَّطَ الاتحادُ الفلسطينيّ لكرة القدم العلوم، وقدّم على رؤوس الأشهاد طلباً لاستبعاد إسرائيل في أيار الماضي، آملاً من كونغرس الفيفا إجراء تقييم قانونيّ عاجل، ولكنّ مجلس الفيفا– يحفظه الله- وعد بالنظر في الأمر خلال اجتماع غير عاديّ لمجلسه في تموز الماضي.
وجاء تموز، الذي يغلي فيه الماء في الكوز، وخرج علينا جماعة إنفانتينو بقصة التقييم القانونيّ قبل نهاية آب اللهاب، ولكن التلاعب بالوقت فضح الجماعة، الذين يبدو أن عصمتهم ليست في أيديهم.
المهم أنّ الاتحاد الدوليّ– المركوب من قوى الضغط الخفيّة- أعلن إرجاء التقييم حتى تشرين الأول، وسيمضي تشرين الأول، والثاني، والثالث، وكانون الأول والثاني، والسابع، وكلّ مرة سيطلع علينا اتحاد الأرستقراطيين بسمفونية جديدة، لن ترحمه تبعاتها أمام محاكم التاريخ.
يقول بيان الفيفا غير المُؤسس: "تلقى الفيفا التقييم القانوني المستقل لطلبات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ضد إسرائيل.. وسيُرسَل هذا التقييم إلى مجلس الفيفا لمراجعته، حتى يمكن مناقشة الأمر في اجتماعه المقبل في تشرين الأول".
المهم هنا أنّ الفيفا ترفض الكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن التقييم، أو الموعد المحدد لعقد الاجتماع في تشرين الأول، والمسألة من أولها لآخرها مجرد تهرب من الحقائق الدامغة، ومصداقيّة الملف الفلسطيني، المؤيّد بالأدلة، والبراهين، والوقائع الثابتة.
يبدو أن هذه الفيفا تراهن على توقف العدوان، فترتاح من كلكل هذا المكلف الثقيل، ولكنّ نتنياهو يرفض إيقاف الحرب، فيما يركز الطلب الفلسطيني على اتهام الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم بالتواطؤ في انتهاكات للقانون الدولي، ويشارك منتسبوه في جرائم الحكومة الإسرائيلية، ويتفاخرون بعرض مشاهد من جرائمهم على مواقع التواصل.
الخلاصة أنّ الاتحاد الدوليّ- الذي ينبغي أن يكون محايدا في التعامل مع آثار الحروب، ويحاسب إسرائيل بالمعايير نفسها التي حاسب بها روسيا العظمى– غير جادٍ في مساءلة دولة الاحتلال، أو أنّه لا يريد محاسبتها اصلاً، لأنّ في هذا العالم عزة ومعزة، وخيار وفقوس.
اقرأ ايضا
- ما بين الايجابيات والسلبيات.. جردة حساب بعد تأهل الفدائي لأمم آسيا والدور الثالث لتصفيات المونديال
- أشهر حراس المرمى عبر التاريخ الجزء الثالث
- كرواتيا تجهض أحلام المغرب وتخطف المركز الثالث
- اتحاد خانيونس يؤمن المركز الثالث على حساب الرياضي
- فتح إقليم الوسطى تستكمل الدور الثالث دور ١٦ من بطولة شهداء المغازي الرمضانية دورة الشهيد د. صائب عريقات