الألعاب البارالمبيّة
في المرمى
الألعاب البارالمبيَّة
فايز نصّار- المحرر الرياضي بصحيفة القدس
بعد وضع الحرب الكونيّة الثانيّة أوزارها، وسقوط الملايين من البشر، وخاصة في ألمانيا، نظم طبيبُ الأعصابِ الألمانيّ لودفيغ غوتمان فعالياتٍ رياضيّة لقدامى المُحاربين، ممن أصيبوا بالشلل النصفي، أو أصبحوا حبيسي الكراسي المتحركة، في مستشفى ستوك ماندفيل، شمال غرب لندن.
تزامن الحدثُ مع دورة الألعاب الأولمبيّة في لندن عام 1948، لتُكتب هناك الحروف الأولى للحركة البارالمبية، التي تهتم بإشراك ذوي الهِمم، ممن يعانون من إصابات جسميّة أو نفسيّة، في منافسات رياضيّة تناسبُ قدراتهم.
ونظمت الألعاب البارالمبيّة للمرة الأولى بروما سنة 1960، بمشاركة 400 مشارك من 23 دولة، تنافسوا في ثماني رياضات، ومن يومها باتت الدورة تقام مرة كلّ أربع سنوات، كفعاليّة رياضيّة تعزز الإدماج الاجتماعي، وتكافؤ الفرص.
وتكرس الألعاب البارالمبيّة قيم التسامح، ونبل الحركة الرياضية، التي يلتقي في ميادينها الهِمَميّون، الذين أكلت الحروب بعضاً من قدراتهم، فتسلحوا بالهِمّة، مُصرين على المُشاركة بالفعل، معبرين عن أعلى درجات الايجابية.
وتنبذ الألعاب البارالمبيّة كلّ مظاهر التمييز والعداء بين البشر، وتعمل على منع الحروب، التي دفع البارأولمبيّون الكثير من أثمانها، ليتقدموا الصفوف في الحشد الإنسانيّ الخير، الذي لا يقبل بالعدوان.
يؤكد هذا ما قاله أندرو بارسونز، رئيس اللجنة البارالمبيّة الدوليّة: "لكلّ رياضي بارالمبي قصة صمودٍ مدهشة، لكن قصص هؤلاء الرياضيين اللاجئين، ورحلة نجاتهم من الحروب والاضطهاد حتى المنافسة في الألعاب البارالمبيّة، فهي تبعث على الذهول".
ومع تواصل العدوان على غزّة طرح على مائدة اللجنة البارلمبيّة الدوليّة ملفَ منع مشاركة رياضيي دولةِ الاحتلال في الألعاب، لأنّ أيديهم ملطخة في حرب الإبادة، وكثير منّهم أصيب خلال مشاركته في الحرب البشعة، التي أودت بحياة ما يزيد على أربعين ألفاً، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وبينهم ما يزيد على 400 رياضيي، ومنهم الكثير من الأبطال ذوي الهِمّة.
ولكنّ رئيس البارالمبيّة الدوليّة بارسونز رفض معاقبة إسرائيل، وقال على هامش أولمبياد باريس: "لا ينبغي أن يكون للحروب والصراعات تأثير على المشاركة في دورة الألعاب البارالمبيّة، التي يفترض أن تبعث رسالة أمل ودعم، وإنه لا يجب معاقبة إسرائيل".
نفهم كلام الرجل إذا طبق على الجميع، أمّا ان تطبقه البارالمبيّة الدوليّة على رياضيي روسيا وبيلاروسيا، ويستثنى منّه رياضيو دولة الاحتلال، ففي الأمر إنّ، ولكنّ، وليت، ولعل، وفيه فقدان للبوصلة، وكيل بمكاييل متعددة.
توقف كثير من المحللين أمام قول رئيس اللجنة البارالمبيّة الدوليّة الصحفيّ البرازيلي بارسونز: لماذا نعاقب إسرائيل؟ بما يشير إلى أنّ "الصحفيّ" يعيش في عالم غير عالمنا، ولا يعرف أنّ هناك حرب تدميريّة، تنفذها دولة الاحتلال في قطاع غزّة منذ أكثر من عشرة أشهر، أو أنّه يعرف القصة كاملة، ولكنّه يتنكر لمثل الحركة الباراومبيّة، التي يقودها، أو أنّه لا يستطيع قول الحقيقة، بسبب ركوب مؤسسته بتعليمات الأجهزة المعادية لأمتنا.
أياً كان سبب موقف اللجنة البارالمبيّة الدوليّة، من الصراع في الشرق الأوسط، ورفض تطبيق المعايير نفسها بحقّ روسيا وبيلا روسيا، فإنّ التاريخ لن يرحم من يديرون ظهرهم للعدالة، في هذا العالم المليء بالظلم.
اقرأ ايضا
- ابن غزة فادي الديب يمثل فلسطين في دورة الألعاب الباراولمبية بباريس
- استشهاد أول من رفع علم فلسطين في دورات الألعاب الاولمبية
- الفريق الرجوب والسفير أبو عيطة يزوران بعثة فلسطين المشاركة بدورة الألعاب العربية
- منتخبنا الوطني لسيدات الشطرنج يسجل مشاركته في دورة الألعاب العربية بالجزائر
- منتخبنا الوطني للسيدات يحرز برونزية الكرة الحديدية في دورة الألعاب العربية