موسوعة الرياضة الفلسطينية
في المرمى
موسوعة الرياضة الفلسطينية
فايز نصّار
منذ نعومة أظافرنا عرفنا نجم كرة القدم المصريّة، الكابتن لطيف، الذي أمتع عشاق القلعة البيضاء في أمّ الكنانة، وبلغ أمجادا كرويّة، أسمعت عشاق المستديرة في القارة السمراء، ووصل صيته قلب القارة العجوز، ودخل قلوب الرياضيين العرب "بقفشاته" غير المسبوقة، في التعليق الإذاعيّ والتلفزيّ!
ولمّا انتقل الكابتن لطيف إلى رحمة الله سنة ربيع 1990، أصر أحد محللي دولة الاحتلال على تقليب مواجع الرجل في قبره، مذكراً بأنّ الراحل – كما ادّعى الكذابُ الأشر – لعب مع منتخب مصر، الذي لاقى منتخب "إسرائيل" في تصفيات كأس العالم سنة 1934م، وكأن هذه "الإسرائيل" كانت دولة، لها منتخبها الوطني، ولها اتحادها العضو في سلك الفيفا، كما يحاول مسوغو الاحتلال الفبركة في سجلات الاتحاد الدولي !
ولست هنا بصدد البتّ في الخلاف حول الموضوع الحسّاس، الذي يتصل بخمس مباريات لعبت وقتها باسم فلسطين، وشارك فيها لاعبون يحملون جوازات سفر فلسطينيّة، بغض النظر عن مُكونات دمائهم وعقيدتهم.
هذه القصة – التي وقف عندها المرحوم سليم حمدان- تضاعف المسؤولية، الملقاة على عاتق جنود الأرشفة في بلادي، وتحتم عليهم حثّ الخطى في التوثيق الرياضيّ المهنيّ، وشنّ هجوم معاكس، يضع النقاط الصحيحة، على حروف أمجادنا الكروية، لاسترجاع ما سلب الأعداءُ من مقدراتنا الرياضية، في حملة النهب الكبرى، التي نفذوها، تزامنا مع المجازر الكبرى، التي أدت إلى اغتصاب الوطن، وتشريد الشعب.
قصة كابتن لطيف ذكرتني بنجم العراق المرحوم عمو بابا، الذي روى لي بأنّه يدين بالفضل في أمجاده الرياضية للفلسطيني المرحوم دينيس نصراوي، الذي وضع مواهب العمو على السكة الصحيحة ، لاعبا ومدربا !
والقصة نفسها، تكررت في مجال الإعلام الرياضي، حيث روى لي كبير المعلقين الرياضيين السعوديين، المرحوم زاهد قدسي كيف تتلمذ معلقو السعودية على يديّ رائد التعليق العربي، الفلسطيني أكرم صالح، توافقاً مع ما أكده أمير التعليق السوري، الراحل عدنان بوظو عن المعلقين الفلسطينيين المرحومين أكرم صالح، وموسى بشوتي، ومآثرهما في ريادة تعليق العرب الرياضي !
والنتيجة، أنّ الاحتلال يشنّ حرباً مفتوحةً على تراثنا الرياضي، تزامنا مع تريث المؤهلين في بذل الجهود المطلوبة لأحياء هذا التراث، وكأنهم لم يحسنوا تقدير مكامنه النفيسة، وأثر احيائه في تحفيز الأجيال، وتعميد أسس دولتنا الفتية!
مهمٌ جداً أن يطلع المؤهلون بدورِهم في جمع وتدقيق وتمحيص تراث الرياضة الفلسطينية العتيد، وليبادر أولو الأمر إلى تشكيل لجنة مهنيّة مختصة، يركز عملُها على رصد كل الأحداث الرياضية الفلسطينية، قديما وحديثا، في الوطن وفي الشتات، كمقدمة لإعداد موسوعة الرياضة الفلسطينية، التي ستكون مصدرا للمعلومات حول تراث ملاعبنا.
اقرأ ايضا
- رايات الرياضة الفلسطينية شامخة لا تنكس
- اتحاد الكرة يخاطب انفانتينو بسبب تفشي العنصرية ضد الرياضة بالداخل
- الفريق الرجوب: المؤسسات الدولية الرياضية التزمت الصمت أمام جرائم الاحتلال بحق الرياضة الفلسطينية
- شاكر: نكبت الرياضة المقدسية يوم توقف نشاط الجمعية الرياضي
- عامر ابو رمضان.. اولويات مساعيه كانت وحدة الوطن والرياضة الفلسطينية