في المرمى.. الخطة القادمة
في المرمى
الخِطَّةُ القادِمَةُ
فايز نصّار
مع انتهاءِ ألعابِ باريسِ الأولمبيّةِ، تتجهُ الأنظارُ إلى حِفافِ المُحيطِ الهادي، حيثُ سَتستضيفُ مدينةُ لوس انجلوس الأمريكيّة لِلمَرَةِ الثالِثَةِ في تاريخِها دَورَة الأَلعَاب الأولمبيّة 34، المُقررة في الفَترَةِ من 21 تموز إلى 6 آب 2028.
ولأّنّ من يتوضؤون باكِراً، يًصَلون حاضراً، تَعمَدُ الدُولُ بَعدَ أيامٍ من استراحَةِ المُحارِبِ الأولمبيِّ إلى فَتحِ مَلفاتِ مُشاركاتِها في مختلف الألعاب، والنتائج التي خَرَجَ بها أبطالُها في ميادينِ الأَسرع، والأعلى، والأَقوى، وتَقييمِ النَتائجَ بدقَّةٍ من خلالِ مُختَصينَ مُؤهَلين – كلٌّ في مجالِ اختصاصِهِ – ورَصدِ العَواملَ، التي ساهمت في تَحقيقِ الأهدافِ المُسطَرَةِ مُسبقا، والوقوفِ بتأنٍّ أمامَ أسبابِ التَعثُرِ في بعضِ الأُمور، ليَضَعَ المُختصون أنفَسَهُم خِططَ المُشارَكَةِ في الأولمبيادِ القادمِ، وِفقاً لحِساباتِ الحَقلِ والبَيدَرِ، وتبعاً لإمكانياتِ البلدِ الماديّةِ والبشريّةِ.
سَمِعتُ شَيئاً من هذا في المُؤتمرِ الصحفيّ الذي عقدَهُ رَئيسُ اللجنَةِ الأولمبيّةِ الفلسطينيّة الفريق جبريل الرجوب، الذي قالَ: إنَّ الشهرَ القادِمَ سيشهدُ انطلاقَ عَمليةٍ لتقييمِ كلِّ الاتحاداتِ المّحليّة، لبِناءِ استراتيجيّةٍ وطنيّةٍ فيها إِدارةٌ سَليمةٌ ومِهنيّةٌ، لبناءِ لاعبٍ مُنافِسٍ وقادرٍ على الوُصولِ لمَنصاتِ التَتويجِ".
والأملُ هُنا في أن يُسارِعَ الفَنيون في بِلادي إلى تَخَطُفِ هذا القرار الرِياضيّ، الذي يجبُ أن يتقدمَ خُطواتٍ في تعامُلِهِ مع نَتائج الدَوراتِ الأولمبيّةِ الماضِيّةِ، فالأمرُ يَحتاجُ إلى هِمَمٍ مُضاعَفَةٍ، تَستطيعُ التَعاملَ مع حَساسيّةِ الظُروف، التي يَمرُّ بِها البلدُ جَراءَ العُدوان الآثم، ويَقتضي تَضافُرَ جُهودِ الجَميعِ في عَمليّةِ التَقييمِ والتَقويمِ، التي يجبُ أن يُشارِكَ فيها الجَميعُ، وحتى من لا يتمُّ اختياره في اللِجان، يَستطيعُ إرسالَ ملاحظاتِهِ إلى اللِجان، التي تَطَّلُع بالعَمليّة.
أَسمحُ لنفسي هنا بِمُلاحظَةٍ حولَ قَرارِ اللجنةِ الأولمبيّةِ الدوليّةِ، بإضافةِ خمسَ رياضاتِ جديدةٍ إلى دورةِ الألعابِ الأولمبيّةِ لعامِ 2028، ويتعلقُ الأمرُ بكرةِ البيسبول، والسكواش، واللاكروس، والكريكت، وكرةِ القدمِ الأمريكيّة، ومعظمُها رِياضاتٌ تلقى شعبيّةً كبيرةً في الولاياتِ المُتحدة، التي تُخطِطِ للتَخَلِصِ من مُزاحَمَةِ التنين لها على الميداليات.
لا أقولُ: اهتموا بجميعِ هذهِ الرِياضات، فمَعلوماتي عن رِياضَةِ اللاكروس تُشبِهُ مَعلوماتِ بعضَ القاطنينَ في أبراجِ عاجيّةٍ عن مُتَطلباتِ نيلِ الذَهبيّات، ويذهبونَ إلى الانتقاصِ من مُشاركَتِنا، لأننّا لم نَحصَل ولا على نُحاسيّة، ولا أقولُ لَكم اهتموا بالبيسبول، ولا بالكريكت، وكرة القدم الامريكيّة، أقصدُ فقط السِكواش، اللعبة التي نَجَحَ الأشقاءُ المِصريونَ في تَعميمِها، وقدموا للعالمَ أبطالَها المَوهوبين محمد ومروان الشوربجي، وعلي فرج، وطارق مؤمن، وغيرهم.
رغم عَدم رِضا أبناءِ النيلِ عن نتائِجِهم الأولمبيّة -لأنّ مصرَ الريادة تستحقُ أكثر- إلا أنّهم سارعوا إلى التَوقُفِ عند قرارِ اعتمادِ السِكواش، والأكيد أنَّ الخِطَةَ المِصريّةَ القادِمة ستُركزُ على هذهِ اللعبة، التي يتنافسُ أبطالُها على خمسِ ذَهبيّات، ومعلوماتي تشيرُ إلى أنَّ أبناءَ الكِنانَةِ يَستطيعون حصدِ ثلاثةٍ منها على أقلِ تَقدير.
ذكَرَتني السِكواش بكرةِ الطاولةِ، التي حصد التِنينُ الصيني في مجالها 37 ذهبية، من بين 42 ذهبيّة، وزعت منذُ اعتمادِ اللعبةِ سنة 1988، دون نِسيانِ حُصولِ أوزبكستان على خمسِ ذهبيّاتٍ في المُلاكمة منذُ أَيام، بمعنى أنّ الخِطَةَ الفلسطينيّةَ القادمة يَجبُ أن تُركزَ على الرياضاتِ الفرديّةِ، التي يستطيعُ أبطالُنا التنافسَ فيها، وتسمحُ امكانياتُنا بتوفيرِ احتياجاتِها.
أكررُ أهميّة تركيزِ برامِجِنا القادمة على الألعابِ القِتالية، وأمِّ الألعاب، وخاصةً سِباقاتِ المَسافاتِ المُتوسطة، التي أنجبت للعالم الكثيرَ من الأبطالِ المُتوسِطِيين، ولا بأس من خطةٍ طويلةِ الأمدِ لنشرِ لعبةِ السِكواش بِشكلٍ أكبر، لأنّ لعبةَ السُجونِ لا تتطلبُ إمكانياتٍ كثيرة، ويجبُ أن نُكثرَ من قاعاتِها، ونُوفرَ مَضاربَها للموهوبين في مُختلفِ المَناطق.