في المرمى.. تنمر الملاعب
في المرمى
تَنَمُّرُ المَلاعِب
فايز نصّار
حسناً فعلت فرنسا، بفَرضِها المساواةَ التامةَ بينَ الجنسين في عددِ المشاركين بالأولمبياد، في لفتةٍ تنصفُ شقائقَ الرجال، وتفتحُ لهُنَّ آفاق التألقِ في الملاعب، على أملِ أن تَصِلَ العَدالةُ إلى جميعِ جوانبِ الحياة.
في أولمبيادِ باريس تساوى عددُ المشاركين بين الذكورِ والاناث، فيما ما زالت المشاركةُ السياسيّةُ لبناتِ حواء – حتى في الغربِ نفسه – لا تصلُ إلى الرُبع، فيما لا يزيدُ تمثيلُ المرأةِ في البرلمانات في عمومِ الدُولِ عن العشرين في المئة!
شكراً لفرنسا التي انتصرت للنساء، رغمَ أنّها حَرمت العداءةَ سونكامبا من الحضورِ بين نصفِ المشاركين في الافتتاح، لأنَّ الحريّةَ الشخصية هناك تتعارضُ مع ما يسميه الفرنسيون ب" اللائكيّة" أيّ العلمانيّة، وفي الأمرِ تنمرٌ مبطنٌ على سمراء، اختارت تمثيلَ فرنسا بدل بلدِها الأَصلي.
وألفَ شكرٍ للصحافةِ الغربيّةِ، التي صفقت للمناصفةِ بين عنترة وعبلة في دورةِ باريس، رغم أنّ هذه الصحافة تستعرضُ عضلاتِها على البطلةِ الجزائريَة إيمان خليف، وتَنمرت عليها بشكلٍ وصفتهُ الأولمبيّةُ الجزائريّة بالتصرفِ غيرِ الأَخلاقي، لتردَّ إيمانُ بضربةٍ قويةٍ على الحَلبة، فيما سخِرَ مُعلقُ في قناةٍ معروفةٍ من رياضياتٍ يابانيات، بقوله: الآن جاءَ دورُ تعديلِ المكياج!
لسنا ضدَّ مُشاركةَ أخت المَرجَلَة في المسابقاتِ، ولكن مع عدمِ تركِ الأمرَ مفتوحاَ، دون مراعاةِ خصوصيتها، التي قد لا تُؤهلها للتنافسِ في بعضِ الرياضات.
لتُشارك المرأةُ في المسابقاتِ الرياضيّة، مع المحافظةِ على خُصوصِيتَها، واحترامِ تَقاليدِ أُمتّها، وعدم تحويلِ حلباتِ المُنافسة إلى مسٍّ غير حضاريّ بأُنوثتِها، والكلُّ يعلمُ أنَّ النبيَّ عليهِ السلام سابقَ زوجتَه عائشة رضي اللهُ عنها ذاتَ عشية.
أتذكرُ هنا رفض ميّ زيادة للمساواةِ التامةِ بينَ الرَجلِ والمرأة، التي تفوقه سموّاً بقلبها، مضيفة: " النّظريّات الّتي ترمي إلى تسويتها بالرّجل، تحولُ حتماً بينها وبين عالمِها الخاصّ، الّذي - به وحده- تظلّ محلّقةً فوقَ كلِّ أُفق".
وإذا كانت ميّ زيادة استحقّت أن تكون رائدة من رائدات النّهضة النّسائيّة العربيّة الحديثة، فلّأنّها وَعت أنّ ما للمرأةِ للمرأة، وما للرّجل للرّجل، بما يقتضي أن تكونَ مشاركةُ المرأة في المسابقاتِ الرياضيّةِ مَحسوبةً ومَدروسة، وأن يتوقفَ المنافقون عن التَباكي على النساء، لأنّ تنمرَهُم عَليهِن كشفَ المستور .