مَوقِفٌ بأَلفِ ذَهّبِيَّة
في المرمى
مَوقِفٌ بأَلفِ ذَهّبِيَّة
فايز نصّار
فتحَ مسؤولو الأولمبياد تحقيقاً مع ال "جيدوكا" الجزائري مسعود بن إدريس، حولَ شبهاتٍ بتحايلِهِ على الميزانِ التنافسيّ، للتهربِ من مواجهةِ مصارعٍ إسرائيلي. وسواء أَكانَ الخَللُ الوَزنيّ حقيقياً أو مُصطنعاً، لا يُخفي الجزائريّ، أنّهُ ملتزمٌ بالقرارِ الرَسميّ لبَلَده، الذي يُجرِمِ التطبيعِ بكافةِ أشكاله، ويَرفضِ مصافحةِ الإسرائيليين، إلا بعدَ استعادةِ الفلسطينيين لحقوقهِمِ المَسلوبَة. يبدو أنّ مسعود كان يَخشى بطشَ مسؤولي الجودو، ممن حرموا رَفيقهُ فتحي نورين بالإيقافِ لعشرِ سنواتٍ بالتمامِ والكمال، بعد رفضهِ منازلة الإسرائيليّ نفسه في طوكيو، وخوفِهِ من أن يُطالبَ حماةُ المُدللةِ بشيءٍ من نفطِ الجزائر، كتعويضٍ عن جَرحِ إحساسِ " رياضيّ" قد يكونُ شاركَ هو، أو أبوه، أو شقيقُ أبيه في الإبادة، التي تبثُ على الهواءِ مباشرةً من غزة. قبل مسعود الجزائري وقعَ المَغربيُّ عبد الرحمن في حيص بيص، لأنّ القرعة أوقعته في مواجهة مصارع إسرائيلي، وقَبِلَ المسكينُ توجيهاتِ مَسؤوليه، ونازلَ على مضضٍ في مباراةٍ خسرها أسدُ الأطلس! تزامناً مع الحالتين المتناقضتين، نُقِلَ عن الفريق جبريل الرجوب، أنّه لا يمانع في مواجهة لاعبي فلسطين نظرائهم الإسرائيليين، التزاما بالشرعيّةِ الأولمبيّة، في ردّ على صحافيّ أرادّ الصيدّ في المياهِ العَكرة، كونه اَتبعّ السؤالَ بسؤالٍ مريبٍ: وهل ستعاقبون من يرفض لقاء الإسرائيليين، فكان ردّ الفريق: لماذا تطلبون من الضحيةِ عَدمّ الردّ؟ اسألوا المجرمين الذين يرتكبونَ الإبادة.. ماذا سأقولُ لرياضيّ استشهدَ ثمانونَ من عائلتِه؟ سالَ في متابعة المواقفِ الثلاثة حبرٌ كثير، وكعادتنا " نتركُ الحمارَ، ونُمسكُ بالبردعة"، فتحولت مَجالسُنا إلى جدلٍ بيزنطيّ، زاد في كثير من الأحيان عن حَدّه. أكيد أنّ موقفَ البطلَ مسعود أفضل من ألفِ ذَهبية، رغمَ أنّ هناك من يرونَ أنّه كان عليه منازلةَ ممثلِ الاحتلال وبطحه، ليخرجَ الطرفُ الثالث، الذي يبررُ المواجهة، طالما أنّ عدةَ أنظمةٍ قبلت التطبيع. أزعمُ انّ التطبيعَ الشعبيَّ لا مكانَ له بين شعوبنا العربية، وأنحازُ للموقف، الذي يرفضُ لقاءَ المحتلين، قبل قبولهم بمطاليب الحلّ العادل!