الوزير السابق أبو عيشة.. سفير الرياضة الفلسطينية في اوروبا
عضو اللجنة الأولمبية السابق الوزير أنور أبو عيشة
سفير الرياضة الفلسطينية في أوروبا
القدس الرياضي
احتاجت فلسطين إلى نضال رياضي طويل، للحصول على حقّ شبابنا في التواجد في المحفل الأولمبي، وما يتطلبه الأمر من الحصول على عضوية اللجنة الأولمبية الدولية، التي تهربت من استحقاق الاعتراف بشعبنا، رغم الجهود الحثيثة لجنود الرياضية الفلسطينية، قبل أن يرضخ السيد سامارانش للمطلب الفلسطيني بعد توقيع تفاهمات اوسلو.
وكان من جنود الحراك الفلسطيني لانتزاع عضوية فلسطين في اللجنة الأولمبية الدولية وزير الثقافة السابق، الدكتور انو أبو عيشة، الذي روى للقدس الرياضي أبز المحطات النضالية، في الطريق للحصول على العضوية فلسطين في اللجنة الدولية.
بداية اللجنة الأولمبية
يقول الدكتور أنور: إن اللجنة الأولمبية الفلسطينية الحديثة تأسست سنة 1978في بيروت، بعد اكتمال نصاب الاتحادات الرياضية المؤسسة، ومن بينها اتحاد كرة القدم.
ومنذ التأسيس يضيف الدكتور: بدأت المحاولات الفلسطينية لنيل عضوية اللجنة الأولمبية الدولية بدعم عربي، وخاصة من الكويتي الشهيد فهد الأحمد، الذي كانت له علاقات وثيقة بأعضاء اللجنة الدولية، وحاول تمرير فكرة الاعتراف بالأولمبية الفلسطينية.
ويذكر الدكتور أنور: أن فلسطين تقدمت بطلب الانضمام للأولمبية الدولية، ولكنّ السيد سامارانش لم يردّ على الطلب، وجاء العدوان على لبنان سنة 1982 ليخلط الأوراق، وبدأت منظمة التحرير بعدها في التفكير بتوسيع دائرة النضال في المحافل الدولية، فكان الالحاح في طلب الانضمام للأولمبية الدولية.
ممثل المجلس الأعلى في اوروبا
وحول مسؤوليته في تلك الفترة، يقول أبو جمال: عينت سنة 1983 ممثلاً للمجلس الأعلى للشباب والرياضة في أوروبا، فاستثمرت علاقاتي مع الفدرالية الفرنسية للرياضة العمالية (FSGT) لتعميم فكرة اعتماد الأولمبية الفلسطينية في المؤسسات الدولية، فعملت على محورين.
الأول: خلق علاقات تعاون رياضية بين الفدرالية الفرنسية، وقطاع الرياضة والشباب في الوطن، من خلال مدّ الجسور مع رابطتي الأندية، حيث نجحنا في تنظيم العديد من الفعاليات المشتركة.
والثاني: حشد الجهود لانتزاع الاعتراف في الأولمبية الفلسطينية، من خلال عريضة وقع عليها آلاف المثقفين والرياضيين الأوربيين، وفعلاً قدمنا العريضة للأولمبية الدولية، ولكن لا حياة لمن تنادي .
رضوخ سامارانش
بعد ذلك يقول الدكتور أنور: كنت اتقاطع مع السيد سامارانش في مؤتمرات دولية، وكنت أحاول التقرب منه ومصافحته، ولكنّه كان يتهرب، فواصلت الجهود بالتقرب مع المسؤولين المقربين منه، ولكنّه كان داهية رياضي وسياسي، حيث سبق له العمل سفيرا لإسبانيا في الاتحاد السوفيتي.
وخلال عشر سنوات بين 1983 و 1993 لم تتوقف المحاولات الفلسطينية – كما يقول الدكتور انور- الذي يضيف: ولكن بعد توقيع تفاهمات اوسلو يوم 13 ايلول 1993 بيومين ذهب سامارانش برجليه إلى تونس، وصافح أبو عمار بحميمية، وقدم له اعتراف اللجنة الأولمبية الدولية المؤقت باللجنة الأولمبية الفلسطينية، والذي تم فعلا في وقت لاحق.
أول مشاركة فلسطينية
وبعد الاعتراف بالأولمبية الفلسطينية، كانت أول مشاركة رسمية لفلسطين في أولمبياد اتلانتا 1996، من خلال رياضيين، ووفد ترأسه رئيس اللجنة الأولمبية المرحوم الحاج احمد القدوة، ويذكر الجميع كيف تأخر العداء المرحوم ماجد أبو مراحيل دورتين عن المتسابقين، ولكنّه أصر على اكمال السباق، فكان ذلك في فائدة فلسطين، التي صفق لها كل من حضر في الملعب.
التحدي الأولمبي الكبير
ويقول الدكتور أنور أبو عيشة: إنّ اكبر تحد أولمبي كان دخول عضو اسرائيلي للجنة الفيفا، وكان ذلك يلزم محاولة إيجاد موطئ قدم فلسطيني في اللجنة، وبصراحة – يضيف الدكتور أنور – حاولت الترشح، ولكنّ اللجنة الأولمبية الفلسطينية لم ترشح احداً، كما أنّ طبيعة عضوية فلسطين المؤقتة حالت دون ذلك، وخاصة ما يتعلق بضرورة القدرة على استضافة الفعاليات الأولمبية، وهذا ما جعل القيادة الرياضية الفلسطينية الحالية برئاسة الفريق جبريل الرجوب تقاتل لاعتماد الملعب البيتي.
ويضيف أبو عيشة: إن وجود العضو الإسرائيلي في الفيفا يجعله الخطّ الأول في الدفاع عن مصالح الاحتلال الرياضية، ومحاولة تسويق السياسة الاسرائيلية، وتبرير الجرائم.
الدكتور انور أبو عيشة
ولد الدكتور أبو عيشة في الخليل يوم 30 تموز 1951 في الخليل، وهو مُحامي وقانوني فلسطيني، شغل منصب وزير وزارة الثقافة، وهو عضو سابق في مجلس بلدي مدينة الخليل.
وتلقى ابو عيشة دراسته العليا في الجزائر، وحصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة وهران عام 1977، ودرجة الماجستير في القانون المدني من جامعة باريس العاشرة في فرنسا عام 1980، ولاحقًا درجة دكتوراه الدولة في القانون المدني عام 1989 من الجامعة نفسها، وترأس مجلس اتحاد الطلبة الفلسطينيين.
اعتقل الدكتور أبو عيشة، وحَكم عليه بالسجن لمدة عام، وإقامة جبرية لمدة عام أيضًا، ثمَّ أُبعد 1974، حيث عمل سكرتيرًا خاصًا بالمرحوم عصام السرطاوي، وأصبح عضوًا في اللجنة الأولمبية الفلسطينية عام 1982، وممثلًا للمجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني في أوروبا في الفترة 1983–1994، ومنذ عام 1996، يعمل محاضرًا في كلية الحقوق بجامعة القدس.