فدائي الشباب في بطولة الديار العربية..ما بين التحديات والطموحات
فدائي الشباب في بطولة الديار العربية.. ما بين التحديات والطموحات
القدس - دائرة الإعلام بالاتحاد/
في عالم كرة القدم، تتشكل الحكايات العظيمة من رحم التحديات والطموحات، وفي حكاية منتخبنا الوطني للشباب تتجلى إرادة الوصول إلى الهدف في ظل ظروف قاسية وأحلام متقدة.
من بطولة "الديار العربية - غرب آسيا 2024" تبدأ رحلتنا مع منتخب سيكون له الشأن الكبير في المستقبل، منتخب قاده ساجد كراكرة بقلب مفعم بالأمل وعزيمة لا تنكسر.
التحضيرات تحت الضغوطات
بدأت رحلة منتخب فلسطين للشباب وسط ظروف صعبة، حيث ضاق الوقت وقلّت الموارد، ولكن بفضل إرادة المدرب كراكرة وفريقه الفني، تم التحضير للبطولة رغم غياب المعسكر التدريبي والمباريات الودية.
يروي كراكرة قائلاً: "كانت الاستعدادات مقتصرة على التواصل بين الجهاز الفني واللاعبين، عملنا على جاهزية اللاعبين من حيث الأمور البدنية من خلال التواصل معهم. لكن للأسف، كان هناك نقص في نَفَس المباريات ولم نتمكن من لعب مباراة ودية واحدة، ما انعكس سلباً على نتائج المباراة الأولى بسبب عدم جهوزية اللاعبين وانسجامهم".
تحديات جمع اللاعبين
لم تكن عملية جمع اللاعبين سهلة، فقد واجه الفريق تحديات كبيرة في جمع اللاعبين من مختلف أنحاء العالم.
يقول كراكرة: "التحديات كانت كبيرة. ولكن بفضل جهود المدير الإداري والأمانة العامة بالاتحاد ودائرة المنتخبات وبدعم المدير الفني بالاتحاد، تمكنا من متابعة اللاعبين في ثلاث مناطق. لاعبو الضفة كانوا يتدربون معي بشكل أسبوعي، ولاعبو الشتات في لبنان كانوا ملتزمين بالتدريبات الفردية والجماعية. وتواصلنا أيضاً مع اللاعبين المقيمين في أوروبا وألمانيا بالتحديد لضمان جاهزيتهم".
التحفيز والإلهام
عند وصول الفريق إلى الطائف، كانت المهمة الأساسية للمدرب كراكرة هي تحفيز اللاعبين وتخفيف الضغوطات عنهم. كانت الكلمات الموجهة إليهم مليئة بالأمل والتشجيع.
يضيف كراكرة: "عند وصولنا إلى الطائف، عملنا على تحفيز اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم دون ضغوطات، هذا المنتخب جديد بالنسبة لنا، ويضم عناصر تظهر لأول مرة على الساحة العربية والآسيوية. منحناهم الثقة والهدوء لتحقيق الأهداف المستقبلية".
اختيارات اللاعبين وتحديات الشتات
أوضح كراكرة: "تم اختيار اللاعبين المحليين من خلال المعسكرات في أريحا التي امتدت على مدار 8 أسابيع. أما اللاعبون المغتربون، فتم اختيارهم بناءً على متابعة المباريات والفيديوهات الخاصة بتدريباتهم، وقمنا بالتواصل مع المدربين في الخارج للتأكد من جاهزية اللاعبين"
وسط تلك التحضيرات والتحديات، تبرز قصة عبد الهادي راشد، لاعب منتخب فلسطين للشباب ونادي الأنصار اللبناني.
من مخيمات الشتات إلى تمثيل منتخب فلسطين
نشأ عبد الهادي في المخيمات الفلسطينية بلبنان، وبدأ رحلته مع كرة القدم في سن مبكرة، كانت المخيمات هي مسرح بداياته، حيث انضم إلى أول فريق لبناني، أكاديمية هوليجنز، في سن العاشرة. واصل تألقه هناك قبل أن ينتقل إلى نادي السلام زغرتا، حيث حقق أول دوري لبناني في تاريخ النادي خلال موسمه الأول.
عندما تلقى عبد الهادي خبر انضمامه لمنتخب فلسطين للشباب، كانت مشاعره مزيجاً من الفخر والمسؤولية. وقال: "كان لي كل الفخر أن أمثل منتخبي الوطني الفلسطيني. بصراحة، كنت أنتظر هذه الفرصة منذ فترة طويلة لأثبت نفسي خارج لبنان".
أداؤه في بطولة الديار العربية
رغم قصر فترة التحضير، قدّم المنتخب أداء قوياً في بطولة الديار العربية. وكان أداء عبد الهادي في البطولة محل إشادة الجميع، خاصة في المباراة ضد البحرين حيث حصل على جائزة أفضل لاعب.
قال عبد الهادي: "الحمد لله، المنتخب لم يبخل بأي نقطة عرق بفضل المدربين وروح اللاعبين. قدمنا مباراة جيدة ضد سورية، رغم أننا لم نجتمع كفريق لفترة كافية".
الطموحات المستقبلية
يطمح عبد الهادي لتحقيق المزيد في مسيرته الكروية، سواء على مستوى الأندية أو مع المنتخب الوطني. قال عبد الهادي: "بإذن الله، هذه الخطوات الأولى لتحقيق أهدافي. أطمح للاحتراف في أفضل الفرق العربية أو الأوروبية، وبالنسبة للمنتخب، سأقدم دمي للوصول إلى المنتخب الأول وتحقيق البطولات".
رؤية للمستقبل
مع اقتراب تصفيات كأس آسيا للشباب، يعمل كراكرة وفريقه على زيادة جاهزية اللاعبين لمواجهة التحديات القادمة. قال كراكرة: "الجانب المهم من هذه البطولة كان التعرف على اللاعبين وتحديد المراكز التي نحتاجها ونعمل على إقامة مباريات ومعسكرات تدريبية لزيادة الجاهزية لمواجهة أستراليا والسعودية في التصفيات المقبلة".