ابو جزر: أتابع العدوان على اهلي في غزة بحسرة وألم

المدير الفنيّ للمنتخب الاولمبي إيهاب أبو جزر:
أتابع العدوان على أهلي في غزة بألم وحسرة
القدس الرياضي
صعب جداً أن تعيش مثل هذه الحرب، وصعب أيضاً ان تتابع فصول المجازر ضد أهلك وأقاربك وجيرانك، وأنت لا تستطيع أن تفعل شيئاً لوقف نزيفهم، هذا الشعور يخالج المدير الفني للمنتخب الأولمبي الفلسطيني الكابتن إيهاب أبو جزر، الذي يعيش – بمقتضى عمله – في رام الله منذ سنوات، لعب خلالها لعدة أندية، ودرب عدداً من الأندية والمنتخبات.
ألم وحسرة
يقول أبو محمد للقدس الرياضي: :أتابع الحرب بكلّ آلم و حسره، إنّها حرب مسعورة أخذت كل شيء جميل في غزة، خطفت أحلام الناس، ودمرت مستقبل الجميع".
وحول تضحيات عائلته خلال العدوان قال الكابتن إيهاب:" نحن عائلة بفضل الله كانت - وما زلت - تقدّم للوطن أبناءها بكل فخر وعزة" مؤكداً بأنّ عددا كبيرا من أبناء عائلة أبو جزر ارتقوا في هذه الحرب.
ويحرص أبو محمود على التواصل مع أهله وأقاربه وجيرانه وزملائه في الملاعب بشكل دائم، رغم أنّ التواصل في أغلب الأحيان صعب جداً، ولكنّه يتواصل معهم، و يطمئن عليهم باستمرار كلما سنحت الظروف.
ويعتز أبو محمود بعلاقاته الكثيرة مع رياضيي القطاع، يقول: "بفضل الله لي الكثير من الأصدقاء في القطاع الحبيب، وأحاول من خلالهم توفير غاز وخيام وبعض المساعدات، وهذه أهم الأشياء التي نعمل على توفيرها بشكل دائم".
تدمير المنشآت الرياضية
وكونه أحد أبناء مدينة خانيونس، يتذكر أيام الزمن الجميل في المدنية المنكوبة، مشيرا إلى أنّ: "٩٠ في المئة من المدنية تمّ تدميره بشكل كبير، بما في ذلك المنشآت والمرافق الرياضية" .
وحول رفاقه الرياضيين في القطاع، يقول الكابتن إيهاب: "أحرص على التواصل مع زملائي اللاعبين والرياضيين بشكل دائم كل ما سمحت الظروف" مضيفاً بأنّ: "الرياضيين في غزة يعيشون أوضاعا صعبه جداً كباقي أهل القطاع".
وتأثر مدرب المنتخب الاولمبي بخبر استشهاد رفيقه الكابتن هاني المصدر، الذي كان كما يقول: "بمثابة الصاعقة التي ضربت جوارحي، ومشاعري، هاني أخي وصديقي، عملنا لسنوات معا، كان خلالها نِعم الناصح الأمين، وفي بدية الحرب عملنا على توصيل المساعدات للرياضيين في غزة بشكل خاص، وللعائلات المتضررة من خلال حمله أهل الخير في عمان والمهجر، وإلى اليوم هذه الحملة تعمل في القطاع بشكل مستمر".
هاني شهيداً
ويؤكد أبو محمود بأنّ ارتقاء المرحوم هاني يشكل خسارة فنية ورياضية وإنسانية، يقول: " خسرنا كادرا رياضيا يستطيع أن يخدم الوطن لسنوات طويلة".
ويحتسب الكابتن أبو محمود عند الله الشهداء، ومن بينهم أبناء قطاع الشباب والرياضة، فعددهم – كما يقول - كبير جدا، وتحديدا من لاعبي كرة القدم، لقد تجاوز العدد ٢٢٠ لاعب كرة قدم تقريبا.
وحول ما يقدمه من نصائح لنجوم الرياضة في غزة للاحتفاظ بقدراتهم يقول: "بصراحة لا مجال اليوم للنصائح، المواطن في غزة لا يفكر في شيء، تفكيره ينصب على كيفية الهروب من الموت، ليستمر على قيد الحياة".
ويأسف أبو محمود لاستهداف الاحتلال مقدرات شعبنا الرياضية، يقول" الآن لا يوجد مرافق رياضية في غزة، كل شيء تم تدميره بشكل كامل، وهذا سيؤثر على المستقبل إن وجد في غزة".
خطة مستقبلية للأولمبي
وحول المنتخب الاولمبي، الذي يدربه الكابتن إيهاب يقول: " الفترة القادمة سنعمل بتوجيهات رئيس الاتحاد الفريق جبريل الرجوب على تكوين المنتخب الأولمبي للاستحقاقات القادمة في "٢٠٢٥، وستكون هناك خطة إعداد كامل للفترة القادمة للمنتخب الأولمبي".
وبخصوص حظوظ المنتخب الأول في التصفيات الحاسمة في الطريق لمونديال 2026، يقول أبو محمود: "الفدائي وقع في مجموعه صعبه من وجهة نظري، وسيكون للملعب البيتي الكلمة الفصل في حظوظ المنتخب".
ويأمل الكابتن أبو جزر أن يرحم الله الشهداء، ويشفي الجرحى، ويعيد النازحين، ويعوض على من دمرت بيوتهم وممتلكاتهم، موضحاً بأنّ منزل عائلته، و منازل أعمامه كلّها دمرت بشكل كامل.
ويرى أبو جزر أنّ هذه الغمة ستزول إن شاء الله تعالى، متمنيا أن يحفظ الله غزة وكل فلسطين، وأن يلهم الجميع باستخلاص العبر من هذه المحنة، والتأسيس لمستقبل فلسطيني بعيد عن الانقسام، وأن يحقق الله آمال شعبنا بالحرية والانعتاق، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
سيرة ومسيرة
يُذكر أن المدرب إيهاب أبو جزر تألق في ملاعب المحافظات الشمالية، كعلامة مضيئة من ثمار النهوض الرياضي الفلسطيني، منذ مجيء اللواء أبو رامي على رأس اتحاد كرة القدم، حيث شكل مع رفاقه من اللاعبين والمدربين في تحسن مستوى دوري المحترفين، وتقدم المنتخبات الوطنية.
ولعل في مقدمة نجاحات "الأسطورة" إيهاب أبو جزر في ملاعبنا أنّه لم ينل أي بطاقة في دوري المحترفين، ونال أحد عشر لقباً في منافسات الشمال والجنوب .
وكان إيهاب محمود حمد أبو جزر " أبو محمود " ولد في خانيونس يوم 8/1/1980، وهو من عائلة رياضية، حيث لعب شقيقاه موسى وخليل مع أندية المحافظات الشمالية والجنوبية، فيما يعتبر أحد أبناء عمومته سليمان من أفضل نجوم فلسطين في زمانه، دون نسيان كل من أنور ومرعي وسعيد أبو جزر، وهناك أيضا النجم رمضان أبو جزر.
اقرأ ايضا
- باسل ناصر.. رحيلك حزن وألم وطن
- "حامي عرين الفدائي" رامي حمادة: أثبتنا أنفسنا رغم التحديات وظروف العدوان...
- "ميسي فلسطين" محمود السلمي..يروي بعضاً من معاناته بفعل العدوان الإسرائيلي على غزة ...!!
- كرة القدم في دائرة العدوان.. قمرا في القطاع... وهدم ملاعب بالقدس
- مشاعر الرياضيين مختلطة بالذكريات والحنين وألم الفراق