في المرمى.. من وحي اليورو

في المرمى
من وحي اليورو
فايز نصّار
انفضَّ سهرةَ أمس سامرُ بطولة أمم أوروبا، وودع النجوم بعضهم، ولسان حالهم يردد: على المحبة نلتقي بعد أربعِ سنوات، سيختفي خلالها نجومٌ، ويظهر نجومٌ آخرون، لأنّ الملاعبَ ولادة، وقد أنجبت في هذا اليورو عدداً من المواهب، كلامين يامال وأراغولر.
سيذهبُ الأوروبيون إلى الشواطئ، قبل العودةِ للمشاركة في التدريب للموسمِ الجديد، تاركين لنا الجدل على معادلةِ البيضةِ والدجاجة، وكون الملائكة ذكراً أم أنثى، والتندر بعشاء ميسي ورونالدو الأخير في الملاعب، والتَطَيُّر بمصيرِ الكرة الذهبية القادمة!
أسدلت الستائرُ في محفل أوروبا الكبير، وراح المحللون يدرسون ما رصدوه من مستجدات المباريات ال 51، التي لعبها 24 منتخبا، والتي أظهرت تقارباً كبيراً في المستوى، ولم تظهر أيّ منتخب كحمل وديع، قَبِلَ بأن يكون حصانَ مرور للآخرين.
أكيد سيدرس المحللون أداء جميع المنتخبات، دون التركيز على فارسي النهائي، لأنك قد تجد في النهر ما لا تجده في البحر، بمعنى أن مشهداً واحداً من مشاهد أداء ألبانيا أو جورجيا قد يكون مجالاً لدراسة مفيدة.
والسؤال هنا: كيف يتابع مدربونا مثل هذه البطولات؟ فهل يتابعونها مثل الجماهير، يميلون لهذا المنتخب أو ذاك، ويفرحون لهدف من ضربة جزاء لرونالدو، وآخر من لمسة غير مقصودة لميسي، أم أنهم يستعدون لكل مباراة كأنّها درس في التكتيك والتكنيك، والتحضير البدني والنفسي؟
أزعم أن قليلاً من مدربينا يتابعون مثل هذه المباريات، وأمامهم ورقة وقلم، يسجلون كلّ شاردة وواردة، ويقيدون الجزئيات التي قد تفيدهم في التدريب ، وتساهم في تطور أداء فرقنا ومنتخباتنا.
أذكر أنني تابعت أكثر من مرة مباريات مع الدكتور منصور الحاج سعيد، فكان يسجلُ ما قد لا يخطر على بال، ويتوقف عند كيفية تنفيذ الكرات الثابتة والركنيات ورميات التماس، ويسجل الملاحظات حول توجهات اللعب، وقد لاحظت تطبيقه لمّا سجل في التدريب.
منذ أيام حدثني الدكتور منصور عن تركز التطور الكرويّ في الفترة الأخيرة على الجانب البدني، الذي جعل رونالدو يكمل خمس مباريات في سنّ ال 39، وهو عامل هام أكده المحاضر الآسيوي أحمد الحسن، الذي ذهب إلى كون الانضباط التكتيكي، واللعب الجماعي أهم دروس يورو 24.