في المرمى.. الإعلام المكتوب
في المرمى
الإعلام المكتوب
كتب/ فايز نصّار،،
"أنتم الإعلاميون تنتقدون كلّ شيء، فمن ينتقدكم ؟" سؤال موضوعيّ طرحه إداري فاهم، مضيفاّ: الإعلام الرياضي الفلسطيني ما زال ضعيف المستوى .. فيما صبّ إداري آخر جام غضبه على فرسان القلم الرياضي، لأنّهم يتحملون – على ذمة صاحبنا – مسؤولية تخلفنا الرياضي!
أُوضِّح هنا أن هذا الكلام لم يقل اليوم أو البارحة، وإنّما في ذروة التنافس الكرويّ، قبل اندلاعِ الحربِ المدمرة تشرين أول الماضي، حيث كنا نسمع في ردهات الملاعب كلام فظاً، يقابله كلام ناضج، يُطري عمل جند الإعلام الرياضي الموزون، لأنّ معظمهم يعملون طوعاً بدون دراهم.
بين هؤلاء وأولئك يجتهد المخلصون من الإعلاميين في أداء رسالتهم غير منقوصة، متطلعين للعب دور أكثر تأثيراً في تحولات الملاعب، مساهمين بفعالية في دفع الحالة الرياضية قدماً .
نعترف أنّ الإعلام الرياضي الفلسطيني، الذي طالما كان يسبق زمانه، ويتفوق على كثير من أركان المنظومة الرياضية، قد تراجع بشكل لا يسرُّ الخيرين، وأسبابُ ذلك موضوعية وذاتية.
مع تراجع دور الصحافة المكتوبة، أمام زحف الشبكة العنكبوتية، التي جعلت كثيراً من غير المؤهلين "إعلاميين بارزين" نرى أنّ تضافر جهود المؤهلين، وسعيهم الحثيث قادر على استعادة دور الإعلام المكتوب، والأمرُ يقتضي أن يُشمِّر كوادر الإعلام عن سواعد العمل، وتطوير قدراتهم، وإثراء الإعلام الرياضي، في أجواء الكفاءة والنزاهة والالتزام.
رغم تقديرنا لمعظم ما يكتب، إلا أنّ ذلك لا يمنعنا من القول: إنّ كثيراً منه يحتاج إلى مزيد من الجهد، لتحسين الأداء، حتى لا تبقى التقارير الرياضية، مجرد اجترار لوصف تفصيلي، وحتى يتحول التقرير إلى قصة رياضية، يتفاعل المتذوقون مع تشويقها، ويحرصون على قراءتها أكثر من مرة !
يجبُ أن يتحسنَ الأداء، ويجبُ أن يرتقي الجميع بأساليبهم، ويجبُ أن يبحث الإعلاميون عن إبداعات تحمل بصماتهم، وتحويل ما يكتبون إلى قصص مشوقة، تساهم في رصد التحولات الكبرى في ميادين الرياضة.
المختصر المفيد أنَّ الإعلامي الرياضي، الذي يريد أن يكتب تقارير لا تنسى، يجب أن يُحضِّر عمله جيداً، ويجتهد في الانخراط بجامعة التكوين المتواصل، ويتفنن في عرض النتائج، التي وصل اليها من مقدمات خضت للاختبار، بقالب سهل ممتنع، وممتع لا غُلوّ فيه ولا شطط !