في المرمى.. الأمين جمال

في المرمى
الأمين جمال
فايز نصّار
عندما يكونُ عمرّ اللاعبُ في بلاد العرب 16 سنة، يقال: بأنّه يحتاجُ إلى فترة لاكتساب الخبرة، وإنّه بحاجة إلى " فت خبز" حتى يصبح مؤهلاً لارتداء قميص المنتخب الوطني.
من هنا يتأخر ظهور الموهوبين العرب، وباستثناء العراق الراحل أحمد راضي، الذي مثل أسودَ الرافدين، وعمره 18 سنة، والمغربي أشرف حكيمي، الذي لعب لأسود الأطلس في السنّ نفسه، يتأخر ظهور النجوم العرب مع منتخبات بلادهم، حتى أنّ المصري محمد صلاح لعب لأول مرة لمنتخب الكنانة، وعمره يزيد عن عشرين سنة، فيما ظهر رياض محرز مع محاربي الصحراء لأول مرة وعمره 23 سنة.
في أوروبا حقق ميسي الكرة الذهبية وعمره 22 سنة، وحقق أربع كرات ذهبية قبل أن يبلغَ سنَّ الخامسة والعشرين، لأنّ الناس هناك يمنحون الثقة للواعدين، ويُعدوهم جيداً للمشاركة في المباريات الكبرى، التي تكون مناسبة لبروز مواهبهم.
قبل أن يصبح عمره 17 سنة بأيام، فرض الاستثنائي الأمين جمال نفسه كأفضل نجم في يورو 24، من خلال مشاركاته المؤثرة في وصول الماتادور الإسباني للنهائي، مساهماً في نجاح كتيبة دي لا فوينتي في ستّ مباريات، وخاطفاً الأضواء بلمساته الإبداعية وسرعته، وأسلوبه الأنيق.
وحسم سليل المغرب نجومية البطولة، بتسجيله أفضل أهدافها في مرمى فرنسا، على طريقة ملهمه ليونيل ميسي، بما سيجعلُ المختصين يختارون الهدف المذهل مع أفضل أهداف العام، إن لم يكن أفضلها.
بسرعة ذهب المعلقُ حفيظ دراجي إلى أنّ جمال سيكون مرشحا للكرة الذهبية، على اعتبار أنّ أفضل مرشح لها فينيسيوس جونيور خرج بخفي حنين من كوبا أميركا، وبسرعة سأل الصحافيون الأمين حول كونه أسطورة إسبانيا، فردّ: أحاول ألا أولي هذا اهتماماً كبيراً، لا أعرف ما إذا كنت أيقونة ".
وبسرعة أردُّ: بأنّ الوقت مبكرٌ للحديث عن مثل هذا التتويج، لأنّ جمال تنتظره مبارياتٌ كثيرة، يجب أن يثبت نفسه فيها، ولأنّه خرج بموسم صفري مع فريقه برشلونة، فيما نال فينيسيوس مع الريال ثلاثية الأبطال والليغا والسوبر.
مذهل ما قدمه الفتى، الذي جاء أبوه من جنوبي المتوسط، ومهم أن نشجع موهبته التي تفتحت مبكراً، والأهم أنّ نُرشِّد إطراءنا على اللاعب، لأنّ عودَه الغض لا يتحملُ الكثير من الإشادة، التي قد تأتي بنتائج عكسية.