ما بين الايجابيات والسلبيات.. جردة حساب بعد تأهل الفدائي لأمم آسيا والدور الثالث لتصفيات المونديال
بعد ضمان التأهل لامم اسيا والدور الثالث لتصفيات كاس العالم
"ما هي الايجابيات والسلبيات التي غلفت اداء الفدائي فنيا و المطلوب مستقبلا وما هي مكامن القوة والضعف لدى منتخبنا"
كتب محمد عراقي- طولكرم/
سعدنا جميع بالانجاز المهم الذي حققه منتخب فلسطين "الفدائي" بتأهله لنهائيات امم اسيا والوصول لاول مرة للدور الثالث لتصفيات كاس العالم في قارة اسيا وهو الامر الذي رسم ابتسامة خفيفة على شفاه شعبنا الصامد المناضل الذي يواجه حرب الابادة والتشريد والقتل والتدمير في غزة العزة وفي الضفة الباسلة .
تحية للفدائي ومكوناته
في البداية لا بد من توجيه الشكر والتقدير لصانعي الانجاز وهم لاعبي منتخبنا الوطني والطاقم الفني والاداري وخلفهم اتحاد الكرة الداعم الاول للمنتخب في جميع الاوقات وهي حقيقة لا يمكن انكارها .
تحقق الهدف والقادم اصعب
لا شك ان الهدف الاكبر تحقق وهو التاهل لام ماسيا وللدور الثالث من التصفيات لاول مرة ، واذا اردنا ان نصيب كبد الحقيقة فقد كان هذا التاهل متوقعا الى حد كبير بالنظر لمجموعتنا فمنذ القرعة كانت كل التوقعات تشير لتصدر استراليا المجموعة نظرا لقوتها وجاهزيتها وان ينحصر التنافس على مقعد الوصافة الهام بين فلسطين المتطورة كرويا ولبنان المتراجعة في ظل تواضع مستوى بنغلادش وهو ما تحقق فعلا.
افضلية بلا اهداف
الواقع اننا تفوقنا على لبنان ذهابا وايابا في الاداء والسيطرة والافضلية الميدانية الجماعية ولكن المحصلة اننا لم نستطع هزيمة منافسنا على بطاقة التاهل الثانية بل لم ننجح في التسجيل في مرماه رغم الفرص العديدة التي سنحت للاعبينا في المباراتين .
وهذا يدق ناقوس الخطر نوعا ما لموضوع انهاء الفرص والفاعلية الهجومية التي كانت غائبة ومن اين يجب ان تاتي اهداف الفدائي هل فقط من المهاجمين وهذا موضوع مهم وغائب عن اذهان الكثيرين وهو مفتاح نجاح او فشل لاي فريق.
تنويع الاهداف مفقود في منتخبنا حاليا وهذا يجب العمل كثيرا من حيث تفعيل ادوار الاجنحة ولاعبي الوسط اضافة للاعتماد الكبير على مهاجمينا المميزين .
نقاط قوة
تكمن نقاط قوة منتخبنا في تشكيلته بوجود خط هجوم قوي حاليا بقيادة الوافد الجديد وسام ابو علي نجم الاهلي المصري ونجم المنتخب وهدافه عدي الدباغ اضافة للهداف المميز شهاب القنبر بما يحتم على جهازنا الفني حسن التعامل معهم والاستفادة منهم على اكمل وجه من خلال فترات اللعب وطريقة اللعب وحسن الاستخدام .
كذلك لدينا حامي عرين مميز بلا شك وهو امر معروف ممثلا برامي حمادة وامامه خط دفاع قوي فعلا متكامل سواء في العمق او الاطراف الدفاعية بوجود ترمانيني ومحمد صالح وعميد محاجنة والبطاط ومحمد خليل وكاميلو ومعهم فيراوي والجندي وحمد وغيرهم من البدائل المحلية التي يجب تجهيزها للمستقبل مثل المهدي عيسى و علي ربعي ووجدي نبهان وبشار الشوبكي وغيرهم .
الوسط الدفاعي جيد ومستقر وثابت ومقنع بقيادة المتطور عدي خروب ومعه عطاء جابر ومحمد باسم وعميد صوافطة وهو امر طيب حقا في هذا المركز المهم وان كنت ارى ضرورة ضم لاعب محلي مع الرباعي المحترف المذكور لمزيد من العمق ولنظرة مستقبلية بحتة وتوجد اسماء مميزة مثل هاني عبد الله وسامر زبيدي وادهم خويلد وغيرهم.
حمد وجوناثان ..وعلامة استفهام كبيرة ؟!
ثبت فنيا خلال المباريات الرسمية الاخيرة ان وجود ياسر حمد وجوناثان سوريا في تشكيلة الفدائي امر محير جدا بل ذهب البعض ان استدعائهما ومشاركتهما جاءت على سبيل المجاملة على حساب لاعبين اخرين سواء محليين او محترفين.
جوناثان لاعب كبير في السن"32 عاما" ووصل تقريبا لنهايات مسيرته الكروية ولم يعد اللاعب الشاب الذي تالق قبل ثمانية اعوام بصفوف المنتخب ، واستغرب الاصرار على استدعاءه واشراكه رغم كبر سنه وعدم جاهزيته البدنية والفنية الواضحة فهو لا يقدم أي اضافة في الشق الامامي .
فهل مدربنا مثلا نظر مااذا يقدم لاعب مثل محمود عيد في رحلة احترافه وهو في نفس مركز جوناثان ، فالاول في قمة مستواه حاليا وبامكانه تقديم الاضافة المطلوبة ولا ننسى طبعا بعض الخيارات الاخرى مثل انس بني عودة ومحمد عبيد هذا اذا اردنا بناء منتخب للمستقبل وليس الاعتماد على سياسة الترقيع.
ياسر حمد ثبت موقعه في المنتخب في السنوات الاخيرة ولا ننكر ان بدايته كانت قوية منذ انضمامه عندما كان يلعب في الدرجات الدنيا في اسبانيا ، ولكن في الفترة الاخيرة يمر اللاعب بانحدار هائل في مستواه فهو لم يلعب اطلاقا مع الزمالك المصري الذي انهى تعاقده معه مؤخرا وشاهدنا مستواه الغير مقنع امام استراليا.
فهل لا يستحق لاعب اخر نفس الفرص التي ما زالت تمنح لحمد سواء كان محترفا او محليا مثل المهدي عيسى وربعي وبشار الشوبكي ووليد القنبر وغيرهم.
نواقص وعيوب
مما لا شك فيه ان ابرز عيوب تشكيلتنا وطريقة لعبنا في المباريات الاخيرة حسب تقديري هي غياب صانع العاب هجومي ماهر نظرا لعدم وجود لاعب رقم 10 في طريقة اللعب الحالية وهي 4/4/2 وهو امر تاثرنا به كثيرا بشكل واضح ، ومن اجل معالجة ذلك يجب توظيف الموهوب ابو وردة في هذا المركز عندما يعود من الاصابة وعدم توظيفه على الاجنحة كما يجب اعادة النظر في عدم استدعاء الثنائي سامح مراعبة ومحمد يامين فكلاهما يقوم بهذا الدور بشكل فعال ومميز .
غياب الاجنحة
نعاني من غياب اجنحة طبيعية في المنتخب فباستثناء تامر صيام المميز صاحب الخبرة الذي حجر مقعده اساسيا في الصفوف يوجد اسلام البطران على مقاعد البدلاء ، وغير ذلك لا يوجد اجنحة تتميز بالسرعة ومهارة الاختراق والمراوغة وهي اهم سمات أي جناح فعال .
مدربنا يوظف اللاعب زيد القنبر في مركز الجناح وهو يستطيع اللعب هناك رغم ان مركزه الطبيعي هو مهاجم ثان ولكن نظرا لازدحام منطقة راس الحربة يتم توظيف المميز زيد كجناح ، ولكن لماذا لا نستدعي لاعبين امثال انس بني عودة المهاري الموهوب والذي يمكن البناء عليه مستقبلا وتطويره تدريجيا الى جانب استدعاء بعض المحليين لخلق عنصر المنافسة مع المحترفين امثال محمد عبيد وشاهر داود .
حراسة المرمى
لا شك اننا نثق كل الثقة في حامي العرين رامي حمادة الذي يؤدي بمستوى ثابت ومميز ومقنع ولكن السؤال الذي طرحته سابقا مرات عديدة ماذا لو غاب حمادة عن اية مباراة رسمية من سيكون البديل وهل سيكون مقنع واهل لهذه المسؤولية الكبيرة في حراسة مرمانا ؟
الجواب مقلق وهو لا بدرجة كبيرة مع الاحترام للحراس المختارين حاليا قياسا على مستواهم المعروف محليا وخبرتهم المعدومة دوليا ، وهذا يفتح الباب على مهمة الجهاز الفني للمنتخب بضرورة العمل على ايجاد حراس مميزين ينافسون حمادة سواء من دورينا وهناك رمزي فاخوري وابو عكر او ربما البحث في الشتات لعل وعسى اما الارتهان بالوضع الحالي فهو غير جيد في تقديري.
كلمة اخيرة
ربما تغضب صراحتي الفنية الكثيرين من المسؤولين ولكن يشهد الله انها نابعة من قلب مخلص ومحب للوطن ولمنتخباته الوطنية وعلى راسها منتخبنا الاول سفيرنا في المحافل الدولية ، واختلاف الراي لا يفسد للود قضية ويبقى هدفنا هو لفت الانظار نحو اراء فنية مهمة تساعد على تطور منتخبنا الغالي وبالتالي رفع اسهم نجاحاته الفنية لان لنا نظرة تتسم بالجراة في بعض الامور الفنية الخاصة بالفدائي الغالي والله الموفق .
اقرأ ايضا
- "الفدائي" يصل الدوحة ويبدأ التحضير لـ "الأزرق الكويتي"
- دبوب راض عن أداء "الفدائي" أمام العراق ويؤكد ضرورة الفوز على الكويت
- الفدائي لم يستحق الخسارة أمام أسود الرافدين
- الانضباط التكتيكي.. خيار "الفدائي" الناجع في حواره الصعب مع العراق
- مدرب منتخب فلسطين التونسي مكرم دبوب يكشف قائمة الفدائي لتصفيات آسيا الحاسمة