رسالة من غزة أرض النصر و العزة للرفاق بالضفة
رسالة من غزة أرض النصر والعزة للرفاق بالضفة
***********
كتب أسامة فلفل
الشهامة والاصالة والرجولة نسجتها المواقف والمحطات النضالية وترجمتها بلغة الدم الأحمر القاني مسيرة طويلة في محراب النضال والصمود من أجل البقاء على هذه الأرض أم الأرض سيدة الأرض
أم البدايات وأم النهايات.
الحرب والعدوان على غزة أرض النصر والعزة والضفة يا رفاق الدرب والمسيرة قدر كتب علينا وشربنا كأس المنون وتذوقنا كل أشكال وأصناف العذاب والحرمان والجوع والعطش، ولم نركع، لم نبالي صوت قصف الطائرات وهى تصب حممها فوق رؤوس الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء، لم ترهبنا الاجتياحات البرية ولا قذائف البحرية، ولا حتى المقابر الجماعية، ولا أكوام الجثث المتحللة من حولنا، ولا أشلاء الشهداء المحترقة والمقطوعة والمتناثرة في كل مكان من أرض النصر والعزة في غزة.
الموت الأسود يلف غزة ونداءات الاستغاثة من تحت الأنقاص وركام الأبراج والمنازل المدمرة، لا تتوقف، عشرات الآلاف من الشهداء والمفقودين والجرحي المعذبين الذين تجري جراحتهم دون تخدير، ناهيك عن النازحين والمشردين في خيام الإيواء الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ولسان حالهم يشكوا لله ظلم الظالمين المتخاذلين
وسط هذا الضجيج والألم ووسط وحشة الليل المظلمة وصوت القصف الذي لا يتوقف نسمع وعبر الأثير أصوات الأحبة من الضفة الثائرة والمتضامنة مع غزة العزة ينادون بصوت جهوري كيف أنتم والأهل والعشيرة قلوبنا معكم ودعواتنا لكم بالنصر والتمكين
وفي لحظة صمت رهيبة يدق جرس الهاتف فيثير فينا الرعب والخوف خوفا من أن يكون اتصال من أجل اخلاء البيت للقصف بالطائرات الحربية الملعونة
وفي حالة تردد للرد على المتصل وبخطوات ثقيلة أمسك بالهاتف وإذا برفيق درب طويل وأخ وصديق حميم من خليل الرحمن وائل الشيوخي الذي عايشناه في أحلك الظروف والأوقات وكان فارسا بكل ما تعنيه الكلمة على الخط وبصوت يكتنفه القلق والخوف يقول أخي أبا محمد طمني عنكم عساكم جميعا بخير ربنا يحميكم ، وبلهجة الخليلية المعروفة يقول يا عمي دخت وأنا بحاول الاتصال والتواصل للاطمئنان عليكم وعلى الزملاء
كانت مكالمة تحمل خوف وحب صادق وانتماء مغموس في خلايا الدم
ويعود هاتف التلفون ليدق مرة أخرى، لكن المره هذه من رمز وتاريخ نضالي ورياضي داود متولي أبا صبحي هذا الرجل في مواقفة ومحطاته زادنا وعزز من صمودنا مع الصديق الخلوق منذر زهران الذي بصعوبة بالغة استطاع أن يصل لرقم الهاتف للاطمئنان والسؤال، ولا يمكن أن ننسي الصوت الهادر من نابلس جبل النار الزميل وضاح العيسوي الذي لم ينقطع طوال أيام الحرب والعدوان من التواصل، وأما الزملاء الأعزاء من القدس المخضرم بدر مكي والناشط الإعلامي أحمد البخاري خففوا عنا ألم فراق الأهل والأحبة والعذاب والخوف والقلق بتواصلهم ورسائلهم وكتابتهم، والاحترام للأخ خالد عرباس الذي كان يتواصل بشكل يومي من أجل الاطمئنان.
ختاما ...
ملحمة العطاء مستمرة وعلى إيقاع حالة الصمود الأسطوري بالميدان والتي باتت تمثل صورة نضالية تجسد مدى الارتباط بالأرض والوطن والقضية
والتحية كل التحية للإخوة والأحبة من الإعلاميين والرياضيين في عالمنا العربي الذين لم ينقطعوا عن التواصل من بغداد العرب وجسر المدد وكويت الشرف وقطر والسعودية واليمن والكنانة أم العرب ولبنان قلب الوطن تونس والجزائر والمغرب سند القضية ورهان الامة و الأردن توأمة الروح والفؤاد في المحن ولسوريا وعمان من فلسطين ألف تحية.
أسامة محمد حافظ فلفل
كاتب وباحث ومؤرخ رياضي