أشهر حراس المرمى عبر التاريخ الجزء الثالث
بعد ثورة كرة القدم العصرية...
أشهر حراس المرمى عبر التاريخ "3"
الخليل- كتب فايز نصار/ تناولنا في الحلقة الأولى من ملف حراس المرمى أبرز الأمور التي تتعلق بالحراس العصريين، وركزنا على دور الحارس في قيادة الفريق للانتصارات، والمؤهلات التي يجب أن يمتلكها الحارس، وخاصة ما يتعلق بإتقانه كلّ مهارات اللعب، والمهام الجديدة التي أصبح المدربون يوكلونها للحراس.
وفي هذه الحلقة نركز على الدور القيادي للحارس، وإمكانية تكليفه بمهمة كابتن الفريق، ولياقة الحراس، الذين اصبحوا يقومون بأدوار تكتيكية في قيادة الفريق، لدرجة أنّهم أصبحوا يسجلون الأهداف، مع وقفة أمام الإصابات التي يتعرض لها الحراس، وأشهر الحراس في العالم، والوطن العربي ، وفلسطين.
دور قياديّ للحارس
الثابت أنّ كثيرا من الحراس يعمرون في الملاعب، لأهمية الخبرة والرزانة في حسن قيام الحارس بمهامه، ومثال ذلك ما فعله الايطالي دينو زوف، والايرلندي جيننغ، والانجليزي شيلتون، والمصري عصام الحضري، والبحراني حمود سلطان، ومعظم هؤلاء من عمداء الملاعب، الذين لعبوا أكثر من مئة مباراة دولية.
ومع تطور خطط كرة القدم، وتمركز أفضل النجوم في خطيّ الوسط والهجوم، أصبح بعض المدربين يبحثون عن أوراق رابحة من غير الخطين، فوجد بعضهم ضالته في خط الدفاع، من خلال أداء هجوميّ للظهيرين، أو مدافعي المحور، فيما راح آخرون يوظفون الحراس في مهام جديدة، وتكليفهم بدور تكتيكي لضبط إيقاع اللعب، برفع الريتم حينا، وقتل الوقت أحيانا، حتى أنّ بعض المدربين كلفوا الحراس بالتقدم والمراوغة والتمرير، فاستفادت الفرق من هذا الابتكار، الذي يساهم في التفاضل العددي، ودفعت بعض الفرق ثمنا غاليا لهذا الحل المتهور، كما حصل مع حارس كولومبيا الأكروباتي هيغيتا، الذي حاول مراوغة عجوز الكاميرون روجي ميلا، فطمع ولم يدري أنّه وقع، لأنّ الثعلب الافريقي خطف الكرة ، وسجل هدفا في مرمى هيغيتا.
الحارس الهداف
يكلف بعض المدربين الحراس بمهمة تنفيذ الكلات الثابتة، وركلات الجزاء، وحسم الأمر في الركلات الترجيحية، ووصل الأمر بحارس البحرين السابق حمود سلطان أنه جاء ثانيا في ترتيب الهدافين، بتسجيله12 هدفا، ومن الحراس الذين بروزا في تسديد ضربات الجزاء، والكرات الثابتة البرازيلي روجيرو سيني الذي سجل 129 هدفا، والبارغوياني تشيلافيرت الذي سجل 67 هدفا، ومعهما المكسيكي كامبوس، والكولومبي هيغيتا، والبيروفي فرنانديز، والبرازيلي ماسيو، والألماني يورغ بوت.
الحارس الكابتن
وبما أنّ المدربين يفضلون الحراس الأكبر سنّا، لأنّهم أكثر تجربة، وأنضج تكتيكا، فإنّ كثيرا منهم يسندون للحراس مهمة قيادة الفريق، على اعتبار أنّ الحارس يشاهد كلّ مربعات الملعب، كونه الوحيد الذي لا يدير ظهره للميدان، لذلك يطلب المدربون من الحراس توجيه زملائهم، وكم من حارس سمعناه ينادي على أصحابه كالمجنون، وخاصة في عملية بناء حائط الصدّ.
وعلى عكس ذلك لا يفضل مدربون آخرون إسناد مهمة الكابتن للحراس، لأنّهم بعيدون عن زملائهم، ولا يستطيعون ترك منطقتهم لمحاورة الحكام، أو توجيه الزملاء عن قرب.
لياقة حراس المرمى
يستحسن الخبراء تخصيص مدرب خاص لحراس مرمى الفريق، وهذا الأمر بديهي في الأندية المحترفة والمنتخبات الوطنية، والمطلوب تعميم الأمر على الأكاديميات، والفئات السنية، لأنّ إعداد الحراس يبدأ هناك .
ولأنّ الحارس يلعب بفدائية أكثر من غيره، ويواجه مواقف تتطلب تدخلات مُجازفة، يجب إعداده جيدا من الناحية البدنية، حتى يكون قادرا على الصراعات الكبرى مع عتاولة المهاجمين، ويستحسن هنا اختيار الحراس الأقوياء بدنيا، مع التركيز على طول الحارس، والطول هنا ليس الطول المورفولوجي، وإنما الطول الارتقائي، لانّ الحارس الأطول هو من يرتقي أكثر .
ويجب تدريب الحراس على الوصول إلى الكرة وتجنب الالتحامات، وتفادي خشونة المهاجمين، ورغم ذلك يبقى الحارس من أكثر اللاعبين تعرضا للإصابات، فيقضي عمره برجل في الملعب، ورجل في العيادة.
غرائب الحراس
وعلى مرّ التاريخ اشتهر عدد من الحراس بتصرفات معينة، قد تبدو غريبة أحيانا، فحارس المانيا الأسطوري شوماخر كان يرمي القفازات على الجمهور بعد المباراة، وحارس ايطاليا زوف كان يحب اللعب بالقميص الرمادي، لأنّ المهاجمين لا يرونه جيدا كما كان يعتقد، وحراس افريقيا معروفون باللجوء للسحر والشعوذة، والحارس ياشين كان مشهورا بقبعته، والحراس بارتيز عرف بصلعته، وحارس المكسيك ماركوس كان مشهورا بقميصه الملون، أمّا حارس كولومبيا هيغيتا فقصته طويلة، حيث كان يترك مرماه، ويتجول في نصف ملعبه، ويراوغ لاعبا ولاعبين وأكثر، ويحتفظ الأرشيف بلقطة إبعاده الكرة عن خطّ مرماه بكرة خلفية لعبها بعقبهّ أكثر من مرة!
أشهر الحراس
تضم قائمة أفضل الحراس في القرن الماضي ياشين، وغوردن بانكس، وزامورا، وداسييف، وسيب ماير، وزنغا، ودينو زوف، وباف، وهيغيتا، وزوبزيرتا، وشيلتون، وشمايكل.. فيما تضم القائمة من حراس القرن الحالي بوفون، وكاسياس، وبيترتشيك، وفانديرسار، وفالديس، واوليفر كان.
أمّا على المستوى العربي فظهر في القرن الماضي بوبكر، ومروان كنفاني، والهزاز، وعتوقة، والنايلي، واكرامي، والبطل، والزاكي، وسرباح، وظهر أيضا الكويتي "اللبناني الأصل" أحمد الطرابلسي، ورعد حمودي، ومالك شكوحي، وباسم تيم، دون أن ننسى حارس بيت جالا نادر سرور الذي لعب للفيصلي، فيما ظهر في القرن العشرين محمد الدعيع، وعصام الحضري، وشكري الواعر، وياسين بونو، وعلي الحبسي ، ورايس مبولحي، وعامر شفيع.
افريقيا منجم الحراس
ومنذ سبعينات القرن الماضي برز كثير من الحراس الأفارقة، ليقف المختصون على أنّ القارة السمراء منجم لحراس المرمى، كون الرشاقة والبهلونية والشجاعة أمر يفطرون عليه، ناهيك عن محاولتهم إثبات انفسهم في هذا المجال.
وظهر من حراس افريقيا نكونو، وانطوان بيل، وشوبير، والزاكي، وسرباح، وقبلهم ظهر الهزاز، وعتوقة، والنايلي، واكرامي، والبطل، ليظهر بين حراس القرن الجديد عصام الحضري، وشكري الواعر، وياسين بونوورايس مبولحي، .
أشهر حراس فلسطين
أما في فلسطين فظهر في القرن الماضي مروان كنفاني، وفايق الحناوي، وخليل بطاح، وماهر حميدة، وسامح كنعان، وماهر العلمي، وسليمان هلال، وزياد بركات، وعماد عكة، وعبد الكريم أبو شمالة، وعبد العظيم أبو رجب، ورباح كببجي، وزاهر النمري، وزهير عرفة، ومحمد صندوقة، وخليفة الخطيب، ومأمون ساق الله.
وبعد قيام السلطة ظهر حراس المنتخب اسماعيل الخطيب، ولؤي حسني، واياد دويمة، ورمزي صالح، وعبد الله الصيداوي، وعاصم أبو عاصي، ومحمد شبير، وتوفيق علي، ورامي حمادة.... وغيرهم .