عندما يصفق انفانتينو
في المرمى
عندما يصفق إنفانتينو
فايز نصّار
تشرف كثير من أبناء جيلي بتصفح رائعة الروائي الجزائري الراحل محمد الطاهر وطار " الشهداء يعودون هذا الأسبوع "، لأنّهم – والله يعلم - يعودون في كلّ لحظة، ليطمئنوا على مصير المبادي، التي ارتقوا من أجلها!
ولا خلاف على أنّ الأكرم منّا جميعاً يعودون كلّ يوم في فلسطين، لأنّ عهدهم معها باقٍّ، حتى بعدما حنّوا جبالها بدمّهم الزكيّ.. يعودون ليفخروا بما أنجزته سواعد من جاءوا بعدهم، من الفدائيين المبدعين في كلّ مجال!
"الشهداء يعودون هذا الاسبوع، فيفرحوا لتوحد أبناء فلسطين وراء المنتخب الفلسطينيّ، الذي ملأ الدنيا، وشغل الناس، وحوّل أحلام الجلد المنفوخ إلى حقائق، بعدما تأهل رفاق مصعب البطاط للمرة الرابعة تواليا لمونديال آسيا، وبعدما خطى الفدائيّ خطوة مباركة، في مسيرة البحث عن مكان تحت شمس المونديال.
لذلك حاول كبير الفيفا جياني إنفانتينو تصحيح خطيئته في كونغرس الفيفا، بنشر صورة المنتخب الفلسطينيّ المنتشي بالتأهل، مع صورة شخصية له، ظهر فيها يصفق لنجوم فلسطين.
ولا نريد هنا أن نحسب تهنئة جياني على سلوك النفاق، لأنّ الأصيل لا ينكر الجميل، ولكنّ ألا يدعو هذا الإنجاز السيد إنفانتينو إلى تذكر أن هذا المنتخب الذي يصفق له لا يستطع التحضير للبطولات بسلاسة، وأنّ نجومه من أبناء قطاع غزة حرمهم العدوان من تشريف قميصهم الوطنيّ، وأنّ معظم لاعبي هذا المنتخب لا يمارسون كرة القدم، بسبب توقف الدوري جراء العدوان المسعور.
ألا يدعو كلّ هذا السيد إنفانتينو إلى تصحيح موقفه، وينتصر للحقّ الفلسطينيّ، كما فعل سلفه جوزيف بلاتر، الذي يبدو أنّه دفع غالياً ضريبة انحيازه للعدالة، في مواجهة جرائم الاحتلال بحقّ قطاع الرياضة والشباب في فلسطين.
وقبل مطالبة الأخرين بالانحياز لفلسطين، يجب علينا نحن أن نضرب المثل في الوفاء للغالية الكنعانية، التي تتضرع إلى الله أن ينجب هذا الالتفاف الرسميّ والشعبيّ حول الفدائي، وحدة في جميع المجالات، فكلّ دقيقة في ظلّ الانقسام البغيض ليست في مصلحة شعبنا، الذي تكالب عليه الأعداء.