في المرمى

المثقف الرياضي

فايز نصّار

ضمن العصف الذهني الجامعيّ، سألنا الدكتور الغزّيّ المبدع علي جميل مهنا يوماً: من هو المثقف؟ فتعددت الإجابات، وتنوعت الاجتهادات، ليكون جواب الشيخ الجليل: "المثقف من يعرف شيئاً عن كلّ شيء، وكلّ شيء عن شيء".

السؤال نفسه طُرِح على الكاتب الكويتي نجم عبد الكريم في مقابلة تلفزيونية، فردّ: "المثقف من يقلص أكبر قدر من السلبيات، ويوسع دائرة الإيجابيات.. قد يكون فلاحا.. وقد يكون نجارا.. قد يكون أميراً ".

نعم.. وقد يكون لاعب كرة قدم، أو مدرب لعبة رياضية، وربما كان إدارياً، أو إعلامياً رياضياً، وهنا ضعوا ألف خطّ وخط، لأنّ مقتضيات الكفاءة تُحتِّم أن يكون الإعلامي مثقفاً - كما أراده الدكتور الغزّيّ- يعرف كلّ شيء من مهارات الإعلام الرياضي، ويجمع من كلّ فن بطرف. 

وليس المثقف – يا جماعة الخير – بمستوى اللغة العربية الفصحى التي يتحدثها فقط، لأنّ تكامل الثقافة يقتضي شيئاً من المعرفة بمعزوفات بتهوفن، وبعضاً من أسرار جرنيكا بابلو بيكاسو، دون إغفال مطاليب أسواق النفط، وحركة البورصة.

وقبل هذا وذاك.. يجب على الإعلامي الرياضي" المثقف" معرفة كلّ شيء عن الرياضة، التي يتخصص في مجالها، لأنّ التخصص الدقيق لغة العصر، والأخذ بشيء من كلّ الرياضات الأخرى، حتى لا يصدمه العمل بموضوع عن رياضة الكرة الحديدة، وهو لم يسمع بها، أو عن رياضة السومو، التي لها ملايين المعجبين!

ورغم أنّ الكثير من المبدعين ولدوا وملعقة الموهبة في أفواههم، إلا أنّ هذه المهارة الربانيّة يجب أن تُثرى، بفتح قنوات التكوين الذاتي، بزيارة المكتبات، ونفض الغبار عن أمهات الكتب الرياضية، ومعاجم الصحافة الرياضية، وغير الرياضية.

 وبعد التزود بما يقتضيه العمل من قوانين ولوائح الألعاب الرياضية، وجمع ما تيسر من أرشيف الرياضات المختلفة، يجب على المثقف الرياضي مواصلة تعزيز قدراته، بفتح قنوات مع الجهات الدولية ذات الصلة، للاطلاع على المستجدات في مختلف المجالات.

يجب على المثقف إعداد زاد الطريق، حتى لا تخذله مطبات عدم المعرفة، وكم من إعلاميّ أفادته إلياذة هوميروس، أو أنقذته لزوميات المعري، وعبقريات العقاد!