رحلوا في صمت وتركوا الوصية

الرياضية أون لاين : كتب / أسامة فلفل
في خضم الأحداث المتلاحقة يمتد البصر في أفق المستقبل باحثا عن سمات وقادة ورجال ورموز مضيئة تنير درب الطريق الطويل والشاق، وتحمل المسؤوليات الوطنية وعبور بحور التحديات والوصول بقطار الحركة الرياضية الفلسطينية والكشفية إلى موانئ التاريخ، لتظل المكاسب والإنجازات التي صاغ أبجديات حروفها رجال صدقوا الله في كل خطواتهم ومشاركاتهم، وكانوا فوق مستوى المسؤولية الوطنية والانسانية.
من قلب الجراح والمعاناة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني المكلوم بكل ألونه وشرائحه وانتماءاته نودع كل يوم رموز ومرجعيات ومشاعل رياضية وكشفية من أولئك الرجال الذين حملوا مشاعل النور والضياء عبر مراحل ومحطات التاريخ وكانوا يقدمون الوطن على أنفسهم مهما كانت الظروف.
تجاوزوا هؤلاء الأبطال والشهداء الذين عشقوا الليل وسكناته كل حدود التحديات والتضحيات من أجل تعظيم الإنجازات، وإعادة بوصلة الحركة الرياضية والكشفية والشبابية لمكانتها المرموقة بالمشهد الإقليمي والدولي، كانوا مؤمنين بعقيدتهم الراسخة، مثابرين في نضالهم الوطني، منضبطين في التزامهم الرياضي والوطني، متمسكين بالمبادئ والقيم الإنسانية والرياضية والوطنية، حملوا الراية وتقدموا الصفوف في ساحات العمل النضالي والكفاحي، كانوا على يقين أن الوطن الملاذ الآمن والحضن الذي يأوي الأرواح العاشقة لترابه.
الأمطار قليلة يا سادة يا كرام هذا العام، والليل طويل والظلام دامس وقطع التيار الكهربائي بلغ ذروته صرخات تدوي من الأعماق وتقول رحل القادة والمرجعيات وسفراء الوطن وشهداء الحركة الرياضة الفلسطينية في صمت إلى رحلة الخلود الأبدية.
لا تحزنوا أيها الاحباب سوف تمتزج دموع الأمهات الصابرات مع دماء الإخوة والرفاق وسوف تمتلئ أغصان الزيتون وتفوح رائحة الزهر، وسوف تبتسم فلسطين وينبثق فجر جديد يعيد فيه الحق لأصحابه.
اليوم المطالبة بالحقوق لهؤلاء الرجال والأبطال الذين رحلوا لعلياء المجد والخلود واجب ومسؤولية وطنية، وصدق ووفاء لنظل على ذات الطريق الذي يوصلنا للغايات والتطلعات المنشودة.
إن استمرار جذوة المطالب بالوفاء المعنوي والمادي لابد أن تظل جذوتها متوقدة، لأن ذلك له أثر إيجابي يترك صداه بالمشهد الوطني وبذلك نعيد الحق لأصحابه، فلا وطن بدون وطنية صادقة، ولا إنجازات بدون وفاء للشهداء وللقادة والرواد والأبطال والمرجعيات الرياضية صناع التاريخ ورموزه الذين كتبوا بالعرق والدم الأحمر القاني الحكاية والرواية الرياضية والكشفية الفلسطينية.
ختاما ...
ستبقى هذه الكوكبة من الشهداء والأبطال المخلصين لوطنهم يذكرون عبر التاريخ، وستظل الأجيال مدينة لهم لما قدموا لهذا الوطن من تضحيات وإنجازات تعطر صفحات وحروف وصفحات وكتب ودفاتر التاريخ.