روبرت بيريس: "أرسنال سيفوز بلقب الدوري الإنجليزي إذا تعاقد مع خضيرة"
الرياضية - نقلا عن قناة بي بي سي
يعتبر روبيرت بيريس من أساطير نادي أرسنال بعد الحقبة الذهبية والمستويات الكبيرة التي قدمها للفريق بين 2000-2006، حيث فاز فيها بالعديد من الألقاب المحلية وكان جزءا من تشكيلة قادها أرسين فينغر طيلة 49 مباراة دون خسارة.
ولد بيريس في مدينة "ريمس" الفرنسية، نشأ على عشق كرة القدم وتدرج في مختلف الفئات العمرية لفريق مدينته قبل أن ينتقل إلى نادي ميتز، ويخوض معه مشوارا مميزا جعله يمهد طريقه نحو أشهر ناد في فرنسا، وهو أولمبيك مرسيليا الذي لعب معه موسمين قبل انتقاله إلى أرسنال أبرز الأندية الإنجليزية والأوروبية، إذ خاض معه 284 مباراة سجل من خلالها 84 هدفا وحصد 3 ألقاب للدوري المحلي وكذلك بالنسبة لكأس الاتحاد الإنجليزي، ليمر بعدها النجم الفرنسي على عديد الأندية بداية بـ فياريال وأستون فيلا وصولا لـ أف سي جوا بالهند الذي قد يكون محطته الأخيرة.
بداية، بيريس كيف أحوالك في الهند مع تجربتك الكروية الجديدة؟
صراحة، أستمتع كثيرا بممارسة كرة القدم هنا في الهند، لقد أصبحوا يتفاعلون كثيرا مع هذه الرياضة، حيث سخروا ميزانية كبيرة لتطويرها والمساهمة في ارتقائها، أنا حاليا في نادي أفسي جوا وهو فريق مميز يطمح للوصول بعيدا في المنافسات المحلية والقارية، ومحاولة الصعود إلى مستوى جديد بالنسبة للكرة الهندية.
الدوري الهندي عرف توافد العديد من نجوم كرة القدم السابقين، كيف تعلق على ذلك؟
أظن أنه مكان مناسب للعديد من الأمور، وكرة القدم إحداها لاكتشاف الثقافة الكروية لهذا البلد ومدى رغبته في مقارعة كبار اللعبة في المستقبل، فكل المسؤولين يعلمون أن ذلك يتم بخطوات، وأولها استقطاب الأسماء التي تركت أثرا كبيرا في عالم المستديرة لكسب الشهرة، مثل تريزيغي وديل بيرو مرورا بـ ليونبيرغ ولويس غارسيا، والعديد من اللاعبين الذين يساهمون في نجاح هذا المشروع المميز.
هل يمكن القول إنها آخر تجربة في مسيرتك؟
لا أظن ذلك، لا أريد الابتعاد عن الملاعب طيلة حياتي، وسأبقى أمارس هذه الرياضة ما استطعت، أنا في سن 40 وأشعر بحالة جيدة وبالتالي سأواصل اللعب في أي مكان يسمح لي بذلك.
مررت بالعديد من المراحل في مسيرتك، ما هو المكان الذي حققت فيه أحلامك؟
بطبيعة الحال، مجرد ارتداء قميص ناد بحجم أرسنال يعتبر تحقيقا لحلم كبير جدا، لعبت لعديد الأندية مثل مرسيليا، فياريال، ميتز وأستون فيلا، ولكن تجربة أرسنال كانت بمثابة الحلم، وصلت لأفضل مستوياتي وقدمت كل ما أملك وحققت الألقاب والإنجازات ولعبت في أفضل الملاعب ومع أبرز النجوم، لهذا فلا يمكنني أن أطلب أكثر من ذلك بكثير.
كيف تصف أسلوب تسيير الفريق وعقلية اللاعبين في حقبتك؟
صراحة، بعد انتهاء الموسم الذي لم نخسر فيه أي مباراة وحققنا لقب الدوري الإنجليزي بعدها، شعرنا بأننا لا نقهر ولا يمكن الفوز علينا، حققنا لقبا مستحقا ومستويات مميزة، حتى أن عقلية الفوز تطورت لدينا فأصبحنا لا نخشى أي فريق مهما كان وزنه والأسماء التي يملكها في صفوفه.
أرسنال يعاني حاليا من تذبذب النتائج، هل يمكنك أن تحدد المشكلة؟
صراحة، لا أدري ماذا يحدث تحديدا في بيت النادي منذ مدة طويلة، لقد فقد أرسنال هويته وطموحه الكبير الذي كان يتمتع به قبل بداية كل موسم، وأظن أن الأمر يتوقف على العديد من الأمور البديهية أبرزها الإنفاق الموجه في سوق الانتقالات، والتركيز على الحاجات الضرورية للفريق وليس الأسماء المشهورة فقط.
في رأيك، من هو اللاعب الذي يحتاجه الفريق لاستعادة قدرته على المنافسة؟
بعد مرور 7 جولات وعقب مشاهدتي كل المباريات، أظن أنه على المدرب فينغر تقليص فارق النقاط مع المتصدر تشيلسي إلى 5 أو 6 قبل نهاية مرحلة الذهاب، ثم في الميركاتو الشتوي يقوم بالتعاقد مع سامي خضيرة، لأني متأكد أنه الشخص المناسب لقيادة أرسنال نحو التتويج بلقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم، لأن الفريق يحتاج إلى شخص يقاتل في وسط الميدان، ويملك خبرة في التعامل مع المباريات الكبيرة والحاسمة، وهو نفس الشيء الذي قام به مانشستر سيتي، لقد امتلكوا يايا توري وأصبح الفريق في قمة مستوياته.
الجميع ينتقد فينغر ويحمله مسؤولية الإخفاق في كل شيء، هل تؤيد هذا؟
بالطبع لا، فينغر من أفضل المدربين في العالم وهو من منح أرسنال هيبة وقوة كبيرة في بداية الألفية الجديدة، لقد قام بعمل يعجز الكثيرون القيام به وهو البناء من الصفر ثم الصعود إلى القمة، ولهذا أتمنى أن يحالفه الحظ هذا الموسم ويحاول في كل الاتجاهات للظفر بصفقة خضيرة، ومحاولة إقناعه لكي يكسب لاعبا سيعيد التوازن بين الخطوط الثلاثة في الفريق.
حسب كلامك، أنت تتابع أخبار فريقك السابق بشغف كبير..
أنا عاشق لـ أرسنال ومشجع كبير له وسأبقى كذلك، أشاهد المباريات بشكل دائم وأدعم اللاعبين والمدرب ولا أفوت أي مباراة مهما كان وقتها، كما أنني على اتصال دائم مع النادي والمسؤولين وحتى الجماهير التي مازالت تكن لي حبا كبيرا.
بعيدا عن أرسنال، كيف تعلق على التكهنات التي ترشح تشيلسي لحصد كل شيء هذا الموسم؟
تشيلسي يملك مدربا كبيرا وقادرا على تحقيق كل شيء ممكن، إضافة إلى هذا فإن نوعية اللاعبين توحي لك بأن الفريق قوي وقادر على تحقيق الإنجازات والألقاب في النهاية، ولكن فترة الفراغ ستأتي لا محالة، وهزيمة وحيدة قد تساهم في تسلل الشك للاعبين وتراجع مستواهم لتفادي هزيمة جديدة، وهو أمر يحدث في أكبر الأندية العالمية دون استثناء.
حسب رأيك، ما هي الأندية التي سينحصر بينها سباق المنافسة على اللقب؟
بحكم تجربتي في الدوري الإنجليزي، حاليا لا يمكن التنبؤ بأي شيء، لقد حدث وأن توقع الخبراء والمحللون منافسة أرسنال، ليفربول ومانشستر يونايتد على اللقب موسم 1994 وفاز بلاكبيرن روفرز باللقب، هذا هو الدوري الإنجليزي، كل شيء وارد وقابل للتحقق رغم أن الواقع وعلى الورق يحدد لنا الرباعي، تشليسي، ليفربول أرسنال والسيتي، رغم أن مانشستر يونايتد قادر على الرجوع إلى المنافسة إذا حقق الانسجام في أسرع وقت ممكن.
الخبراء أيضا يضعون ريال مدريد كمرشح رئيسي للاحتفاظ بلقبه الأوروبي !
بالنسبة للمناسبات الأوروبية فمن الصعب الحديث عنها، كل شيء وارد الحدوث وبطريقة تعتبر أكثر غرابة من الدوري الإنجليزي، ريال مدريد خسر 4 من بوروسيا دورتموند في نسخة 2013، ولكنه عاد وفاز على بطل أوروبا بـ 4 أهداف في ملعب "آليانز أرينا" في نسخة 2014، كل شيء يمكن أن يحدث لأن الأندية الأوروبية الكبيرة لا تعترف بالتوقعات، ولهذا فإن ريال مدريد سيكون مستهدفا هذا الموسم ونسبة الحفاظ على لقبه تقلصت كثيرا، حسب رأيي.
قبل الختام، هل يمكنك أن تعود يوما ما إلى أرسنال؟
نعم بالطبع، هذا أمر غير قابل للنقاش، سأعود لـ أرسنال كمشجع، إداري أو مدرب، لا يهم كيف ستكون عودتي ولكنها واردة، أظن أنني سأبدأ بدخول عالم التدريب والعمل على نيل الشهادة اللازمة لذلك، ومحاولة اكتساب خبرة في هذا المجال لأنني لا أنوي الابتعاد عن عالم كرة القدم مهما تطلب الأمر.
كلمة أخيرة لعشاق أرسنال ؟
أتمنى أن ينهي الفريق هذا الموسم على منصات التتويج، لأن جماهير أرسنال تستحق المكافأة على وفائها ودعمها المتواصل حتى في أسوأ مستوياته، لهذا أطالب فينغر بالتعاقد مع خضيرة ومحاولة تدعيم الخطوط الثلاثة للوصول إلى المرحلة الأخيرة من سباق المنافسة على اللقب، ومحاولة الذهاب بعيدا في مسابقة رابطة أبطال أوروبا.