الرياضية - نقلا عن موقع "سو فوت" الفرنسي

نشر موقع "سو فوت" الفرنسي المقابلة التي أجراها مع كارلو أنشيلوتي الرجل الأول في العارضة الفنية لـ "الملكي" واستهل التقني الإيطالي حديثه عن أول يوم تولى فيه مهام مدير فني لنادي القرن، الأجواء المكهربة بعد جوزي مورينيو وكيفية تعامله معها، كما تحدث عن النجوم الذين دربهم، أقربهم وأفضلهم بالنسبة له، منهيا حديثه بتوضيح مخططاته المستقبلية.

 كيف كانت الأمور لحظة وصولك إلى مدريد الموسم الماضي بعد ذهاب جوزي مورينيو؟

أنا ومورينيو لدينا فلسفة متشابهة في العمل، لم أقم بتغيير الكثير من الأمور، اللاعبون اعتادوا على العمل كثيرا بالكرة وتنمية القدرات البدنية.

نتحدث عن الأجواء بالتحديد، لقد كان الهدوء ميزة بعيدة عن غرفة الملابس؟

كنت أعلم قبل مجيئي إلى الفريق أن هناك الكثير من المشاكل في غرفة الملابس بين مورينيو وبعض اللاعبين، لكن المشاكل أصبحت من الماضي بمجرد رحيله وإمساكي بزمام الأمور في النادي، لم أجد أي مشاكل عند تولي مهام تدريب الريال.

إذن فأنت لست المسؤول عن إعادة الهدوء المفقود لغرفة الملابس؟

لا على الإطلاق، عندما وصلت إلى مدريد لمست الكثير من الجدية عند اللاعبين والكل كان متحمسا لبداية عهد جديد، الأجواء كانت مثالية منذ اليوم الأول لي في العارضة الفنية، بطبيعة الحال مهنة المدرب مليئة بالمتاعب والمشاكل، وأنا واجهت بعضا منها في مدريد، لكنها ليست أكبر مما صادفته في الأندية الأخرى التي دربتها، أعتقد أنني أعمل براحة أكبر هنا من الفرق التي عملت فيها، منذ وصولي إلى مدريد لم يحصل لي أي مشكل في غرفة الملابس مع لاعب معين أو بين اللاعبين، المجموعة تحترم بعضها البعض وتطبق تعليماتي.

ألا تعتبر قضية حراسة المرمى والجدل في الموسم الماضي بين كاسياس ولوبيز من المشاكل الجوهرية؟

لا أبدا، لأنهما احترما قراراتي بالدرجة الأولى، صحيح أنهما لم يكونا سعيدين بمبدأ المداورة لكنهما قبلا بالأمر احتراما لي، إنهما حارسان من أعلى طراز.

من تفضل بين النجوم الذين دربتهم في الريال؟

بطبيعة الحال، أفضل اللاعبين الذين ينشطون في نفس المركز الذي لعبت فيه (لاعب ارتكاز)، أحب تشابي ألونسو كثيرا وإياراماندي، تشابي ممتاز من الناحية البدنية لكنه ليس سريعا على الإطلاق، وأنا لم أكن كذلك، لكنه ذكي جدا وأعتقد أنه أفضل مني، لا أحد يستطيع أن يقوم بما يقوم به تشابي.

قلت إنك تحب إياراماندي لكنك لم تشركه أساسيا في نهائي رابطة الأبطال عندما غاب ألونسو، بما تبرر ذلك؟

تشابي كان من أفضل اللاعبين الموسم الماضي، غيابه سبب لنا مشاكل عديدة في نهائي الأبطال، فكرت أن المباراة ستكون مغلقة من جهة "الأتلتيكو" وأن الكرات الثابتة ستصنع الفارق، إنها نقطة قوة هذا الفريق ولذلك فضلت الزج بـ خضيرة لأنه قوي في الالتحامات والكرات الهوائية.

وكيف شرحت الأمر لـ إياراماندي؟

بنفس الطريقة التي شرحتها لكم الآن، أهم شيء بالنسبة للمدرب هو أن يكون صريحا مع لاعبيه.

كيف تنظر غرفة ملابس ريال مدريد المليئة بالنجوم إلى كارلو أنشيلوتي؟

لا أعلم كيف، لا أعرف إن كانوا يعتبرونني كصديق، أخ أو والد لهم، أنا فقط شخص يحترمهم كثيرا وقريب منهم على الدوام، لاعبو كرة القدم يحبون الحديث عن كل شيء، إنهم فضوليون ويريدون دائما تعلم المزيد من الأشياء، أنا قريب منهم على الدوام، وأطلب منهم دائما تكثيف العمل الفردي لأنه يعود بالمنفعة على الفريق.

دربت الكثير من اللاعبين في مسيرتك، من هو أفضل لاعب دربته إلى غاية الآن؟

علي الاعتراف بأن كريستيانو رونالدو هو اللاعب الأكثر موهبة بين كل اللاعبين الذين دربتهم، إنه لاعب يسجل أكثر من 50 هدفا في كل موسم، هذا الأمر يساعد كثيرا فريقه وزملاءه، رونالدو ليس أنانيا بالنظر إلى المنصب الذي يلعب فيه، إنه لاعب يساعد فريقه كثيرا ولا يبخل بمجهوده، كما يقدم الكثير من التضحيات من أجل زملائه، إبراهيموفيتش أيضا يشبهه حتى ولو كان الكثير من الناس يعتقدون أنه لا يمكن تحمله.

أليس رونالدو أنانيا نوعا ما؟

لا على الإطلاق، إنه أكثر اللاعبين الذين دربتهم تقديما للتضحيات من أجل زملائه، من المؤسف أن يعتقد العالم بأسره العكس.

ألم تفكر في العودة إلى إنجلترا بعد الفوز بالعاشرة؟

لم يحدث ذلك، حتى ولو كنت أحب كرة القدم الإنجليزية، إنهم يعيشون كرة القدم بطريقة ممتازة هناك، إنجلترا جنة الرياضات، ليس هناك عنف في الملاعب أو شتم، الكل يحترم منافسه. 

وهل تريد العودة يوما ما إلى هناك؟

نعم، أريد أن أعود هناك يوما ما لأن العمل في الدوري الإنجليزي مريح للغاية مقارنة بدوريات أخرى، هل تعلمون ما يقلقني أكثر؟ قلة الاحترام، أنا قادر على تحمل كل الضغوط من قبل الإعلام أو رؤساء الأندية، لكن أن أتعرض للشتم أو حركات عنصرية من المدرجات فهذا ما يثير قلقي، لا أستطيع تحمل شتم والدتي أو والدي، في مدريد هناك تنافس كبير بين الريال والأتلتيكو، لكنني أحببت كثيرا ما رأيته من الجماهير في نهائي لشبونة، في ذلك اليوم أعتقد أن إسبانيا أعطت صورة إيجابية للعالم بأسره، أنصار الفريقين احترموا القوانين وعادوا إلى مدريد منهم من هو سعيد ومنهم الحزين، لكن دون حدوث أي مشاكل، فهذه هي الرياضة.