حكاوي الملاعب : لماذا خسرت الشجاعية وفازت الخدمات
الرياضية اون لاين : كتب - جهاد عياش
حكاوي الملاعب
مع انطلاقة الموسم الكروي الجديد يتجدد اللقاء بكم مع حكاوي جديدة نرصد من خلالها بعض الظواهر السلبية ونحاول معالجتها والظواهر الإيجابية ونؤكد عليها ونشيد بالمجتهدين من الطواقم الفنية والإدارية والحكام والجماهير واللاعبين كما سنعاتب من قصر في حق نفسه وفريقه من عناصر المنظومة الرياضية ونثمن الانجازات التي تحققت على صعيد البنية التحتية الرياضية وكل ذلك في إطار القوانين والتشريعات مشفوعا بالموضوعية والمهنية والأخلاق والروح الرياضية التي هي شعارنا جميعا .
بداية أهنئ الأسرة الرياضية بمناسبة انطلاقة الموسم الجديد مع تمنياتي لاتحاد كرة القدم بكل لجانه والأندية بمجالس إداراتها وأجهزتها الفنية والإدارية ولاعبيها وجماهيرها والأسرة الإعلامية بالتوفيق والسداد وأن يجتهد كل في تخصصه حتى تكون الصورة في النهاية مشرقة براقة يفتخر بها الجميع.
أولا : أبو العيش ملاعبنا بمقاييس دولية
تحفة فنية رائعة ،وصف قد يري فيه البعض مبالغة إذا اكتفي بقراءة العنوان ولم يكلف نفسه عناء الذهاب إلي ملعب اليرموك أو فضل الاحتفاظ بالصورة القديمة لهذا الصرح الرياضي، وربما يري فيه البعض الآخر الذي تجشم عناء الذهاب إلي الملعب والاستمتاع بما شيد من مدرجات ومنصات ومظلات ومقاعد للبدلاء والحكام ورصف المضمار والممرات ربما يري أن هذا الوصف واقعي، هذه الاضافات النوعية التي تخدم رواد هذا الملعب وتبعث في نفوسهم الطمأنينة والفرح وتسهل عمل عناصر المنظومة الرياضية ما كان لها أن ترى النور لولا جهود الغيورين من أبناء شعبنا: على غرار أعضاء اتحاد كرة القدم والقائمين على الوزارات المعنية والمؤسسات الخاصة كمؤسسة أمواج والوطنية موبايل وشركة جوال والحكومات الشقيقة والصديقة كقطر والسعودية واليابان وغيرهم.
ولكي نستفيد من هذه الصروح الشامخة كملعب اليرموك وملعب فلسطين على الصعيد الدولي والقاري والعربي تحدثت مع الكابتن إبراهيم أبو العيش أمين سر لجنة الحكام عن مدى جاهزية ملاعبنا لاستقبال مباريات دولية واكد لي ان ملعبي اليرموك وفلسطين جهزا حسب المعايير الدولية وهما على أهبة الاستعداد لاستقبال المباريات الدولية وهذا يفتح المجال أمام قطاعنا الحبيب بأنديته ولاعبيه للمطالبة بحقه في استقبال بعض المباريات التي يكون منتخبنا الفلسطيني طرفا فيها أو إقامة معسكرات إعدادية لمنتخبنا في غزة خاصة ونحن نستعد للمشاركة في نهائيات كأس أمم آسيا في الإمارات وإعطاء الفرصة للاعبي أندية القطاع في المشاركة مع المنتخب، إضافة إلي فتح مجال المشاركات الخارجية لأندية القطاع على الصعيد القاري والعربي فلم يعد مبررا تهميش أبطال قطاع غزة .
ثانيا : لماذا خسرت الشجاعية وفازت الخدمات
ربما لا يتمنى أحد من عناصر الشجاعية أو خدمات رفح أن تكون مباراة افتتاح الدوري لكليهما ضد الآخر ولكن القرعة كانت قاسية عليهما وأجبرا على النزال مبكرا، وفي العادة تكون المواجهة بينهما في غاية الأهمية والصعوبة نظرا لشدة المنافسة بينهما ، ومن الواضح أن فريق اتحاد الشجاعية لم يكن جاهزا لهذه المباراة وهذا ما أكدته أحداث المباراة ونتيجتها وربما يرجع ذلك لتأخر مجلس إدارة الشجاعية في التعاقد مع المدرب القدير غسان البلعاوي الذي لم تمض سوى ايام على توليه المهمة ولم يكن باستطاعته التعرف على اللاعبين بدليل أنه أجرى تبديلا مبكرا في الشوط الأول في خط الوسط نظرا لضعف الأداء واعتماده على ثلاثي هجومي يتمتع بالخبرة والمهارة ولكنه جامد وثقيل نوعا ما دون أي تمويل من خط الوسط الضعيف إضافة إلي فقدان التركيز في الدقائق الأخيرة والاندفاع الغير محسوب لبعض اللاعبين طمعا في نقاط المباراة وربما تأخر المدرب في الدفع بمحمود سلمي الذي حرك المياه الراكدة وحرر علاء عطية من الضغط الواقع عليه والذي كاد أن يخطف نقاط المباراة في اللحظات الأخيرة لولا تألق أحمد ظهير حارس الخدمات لترتد الكرة للبديل الرائع هلال غواش الذي أربك دفاعات الشجاعية ولم يتنبه له مدرب ولاعبو الشجاعية وصنع هدفا جميلا لبدر موسي في الثواني الأخيرة من المباراة ليرد الدين للشجاعية من الموسم الماضي عندما أحرز علاء عطية هدف الفوز للشجاعية في الثواني الأخيرة من مباراة الدور الأول على ملعب فلسطين ،خدمات رفح الذي عاد لتوه من الظفر ببطولة بيان خماش التنشيطية يبدو أنه عازم العقد بقيادة مدربه الواعد إسلام أبو عريضة على المنافسة بقوة على البطولة، هذا المدرب الذي أدار المباراة بحنكة واستثمر التغييرات بشكل رائع خاصة أنه أخرج نجمي الفريق عماد فحجان ومحمود النيرب في وقت شعر فيه باندفاع لاعبي الشجاعية فكان لابد من الدفع بلاعبين يتمتعون بالسرعة والمهارة على غرار محمد الجرمي وهلال غواش فكل التحية والتقدير لهذا المدرب وهذا الفريق وكلي ثقة بقدرة مدرب الشجاعية بإعادة الفريق لجادة الصواب.
ثالثا : جماهير الشاطئ .. ما أروعك
على الرغم من انتهاء مباراة خدمات الشاطئ ونظيره شباب خانيونس حامل اللقب بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله ورغم تأخر البحرية بهدف في بداية المباراة إلا أن جماهير البحرية ظلت على عهدها وأناقتها في المواسم الأخيرة وكانت رائعة في تشجيعها وسلوكها وآزرت لاعبيها في الأوقات الصعبة وشحنت هممهم واستنفرت طاقاتهم حتى عاد اللاعبون إلي اجواء المباراة وسجل نجم الفريق سليمان العبيد هدف التعادل ولولا الرعونة من جهة وتألق حارس مرمى النشامى من جهة أخرى وتأخر المدرب القدير عماد هاشم في التغييرات لخرج البحرية بنقاط المباراة بعد تألق لافت لمجدي المغربي ومهند أبو زيد وعلاء إسماعيل ومحمد أبو ريالة .
ولكن السلوك الرائع لجماهير البحرية عندما دخل النجم الكبير حسن حنيدق كابتن النشامي في سباق مع مهند أبو زيد مهاجم الشاطئ وسقط أرضا ولم تتلفظ الجماهير بأية كلمة مسيئة لحنيدق والأروع من ذلك عندما خرج اللاعب الكبير من الملعب مصابا لتلقى العلاج صفقت له الجماهير بحرارة ومن ثم قام حسن برد التحية ولم يقف الأمر عند ذلك الحد بل عندما استبدله المدرب قامت الجماهير بتحيته مرة أخرى، وكان سليمان العبيد كابتن البحرية قد أهدى حسن حنيدق كابتن النشامى شعار النادي قبل بداية المباراة في تقليد نادر في ملاعبنا على غرار ما يحدث في البطولات العالمية ، ولكن التصرف المدهش والمبدع لجماهير البحرية عندما قامت مجموعة من الجماهير بقيادة المايسترو حسن البلعاوي بعد انتهاء المباراة بتنظيف المدرجات من بقايا الجماهير ومخلفاتهم ووضعها في أكياس بلاستيكية ووضعها جانبا ولم يكن الفريق منتشيا بفوز عريض بل انتهت المباراة بتعادل لم يكن مرضيا لهم ، في واحد من المشاهد التي ستبقي خالدة في أذهان كل عناصر لعبة كرة القدم في فلسطين ويبدو أن هذا المشهد الذي لم يتوقعه أحد قد أعد له مسبقا ولم يكن عفويا لأن هذه المجموعة كانت كبيرة ولديها معداتها وإن دل ذلك على شيء إنما يدل على الوعي والثقافة والتعلم من الأخطاء والرغبة الحقيقية في التغيير إلي الأفضل فكل التحية والتقدير لمن علمنا الكثير .إضافة إلي اللفتة الكريمة التي قامت بها إدارة الشاطئ ولاعبيه وجماهيره بتكريم نجم الفريق المعتزل زياد التلمس الذي أفنى سني عمره في خدمة الفريق
رابعا : شركة جودة لحراسة المرمى
ما أجمل أن يتوارث الأبناء هواية أو مهنة الآباء ويتقنوها بل ويتفوقوا عليهم في كثير من الأحيان، والأجمل من ذلك أن يحتضن الأب موهبة أبنائه ويرعاها ويحرص على متابعتها وتهذيبها وصقلها حتى تكون جاهزة للاستثمار والدفع بها في الوقت المناسب لسوق العمل ومن ثم الاستمتاع بها وأنت تنظر إلي زرعك الذي غرست وهو ينمو ويكبر ويشع في فضاء الميادين والساحات على غرار ما يحدث مع نجم خدمات رفح وحارسها الأمين في الثمانينات والتسعينات منير جودة الذي يتنقل بين الملاعب في قطاع غزة ليرى ثمرة جهده وفلذة كبده سواء نجله الأكبر عطايا جودة حارس مرمى خدمات رفح الواعد أو نجله الأصغر محمد جودة حارس مرمى خدمات الشاطئ الصاعد واللافت أن هذا الحارس الأب على مدى عشقه لخدمات رفح إلا أنه يظل المدرب والموجه الأول من خلال تواجده في المدرجات وكثرة وقوفه وصراخه وإعطاء التعليمات لكليهما وتعجب كثيرا عندما تراه منفعلا بطريقة تثير دهشتك وتساؤلك ولكن عندما تعلم أنه أب لهذا الحارس أو ذاك تدرك أهمية دور الأب في رعاية أبنائه ومتابعتهم ليكونوا خير خلف لخير سلف أو كأنه صاحب مشروع ثمين أو شركة ويحرص على أن تكون بضاعته من أجود الأنواع وعلى من يريد الاستفادة من هذه البضاعة الثمينة عليه التوجه لشركة منير جودة وأبنائه لحراسة المرمى .
خامسا : بطاقة صفراء لهؤلاء
البطاقة الصفراء الأولي لجماهير الشجاعية المؤثرة التي بدأت الموسم بشكل غير لائق قبل بداية مباراة فريقهم مع خدمات رفح عندما استعملت الألعاب النارية والمفرقعات والقنابل الصوتية والشماريخ وألقت بها على المضمار الجديد وعلى أرضية الملعب مما أدي إلي احتراق بعض الأجزاء وترك اثرا على أرضية الملعب ومن ثم الاشتباك مع رجال الأمن بسبب هذا التصرف المشين ،علما بأن ملعب اليرموك رمم حديثا ولم يعد هناك مجالا للعبث بمحتويات هذا الصرح الشامخ ويجب على مسئولي الاتحاد التصدي لأية جماهير عابثة ومعاقبتها لتكون عبرة لغيرها .
البطاقة الصفراء الثانية للقائمين على ملعب اليرموك رغم حجم التجديد والبناء الذي طرأ على الملعب ومحتوياته إلا أننا شاهدنا منظرا مؤسفا لمصابي مسيرات العودة وهم يجلسون على الأرض داخل الملعب اثناء مباراة خدمات الشاطئ وشباب خانيونس دون أن يتحرك أحد لنجدتهم وكان يجب على المسئولين تخصيص مكان لمثل هؤلاء وتجهيزه بالمقاعد المناسبة لهم خاصة أن جلوسهم على الأرض فيه مشقة لهم.
البطاقة الصفراء الثالثة لحكم مباراة الصداقة وشباب رفح الذي استعجل وبالغ في منح البطاقات الصفراء للاعبي الفريقين مما أدي لوقوعه في سقطة قانونية يحاسب عليها بعد أن امتنع عن منح يسار الصباحين بطاقة صفراء ثانية مستحقة بعد أن أساء السلوك بلمسه الكرة بيده ولو فعلها الحكم وطبق القانون لطرد يسار من المباراة وكاد اللاعب أن يسجل هدف الفوز في الوقت بدل الضائع لولا العارضة الذي ردت كرته بمساعدة الحارس فادي جابر علما بأن البطاقة الصفراءالأولي التي نالها يسار قبل ذلك غير مستحقة .