الرياضية أون لاين/ كتب- سمير كنعان

مفارقة عجيبة أنّ المنتخبات صاحبة أسوأ سجلٍّ في أوروبا بمشوار التصفيات حيث لم يفزْ أحدها بأي نقطة وخسروا مبارياتهم العشرة كلها، بل وكانوا أصحاب أضعف دفاع في القارة العجوز، إذْ تلقت شباكهم 137 هدفاً وسجلوا فقط 6 أهداف بأضعف هجومٍ أيضاً بين المشاركين.

ولكنّ الغريب أنه ومع كل تلك الأرقام السلبية إلا أنهم يمتلكون تفوقاً غير مسبوق، فقد تفوّقَ حرّاسُهم أمام الخشبات الثلاث على كل حراس أوروبا ذوي الأسماء الرنانة والألقاب والتتويجات الفردية والجماعية، فقد تفوق هؤلاء حراس أضعف المنتخبات على عمالقة الشباك بأكثر التصديات وإنقاذ الفرص في أوروبا كلها برقم رهيبٍ، حيث منعوا 184 فرصةَ هدفٍ محققٍ من أمام منافسيهم!

وهذا إن دلّ إنما يدلّ على شدة الضعف في خط الدفاع وقلة الخبرة والتوازن لدى مدافعي هذه المنتخبات الثلاثة وهي: سان مارينو الذي سجل هدفيْن وتلقّى 51 بفارق -49 وحارس مرماهم المخضرم آلدو سيمونسيني 31 عاماً، ثم ليشتينشتاين بهدفٍ وحيد وعليه 39 بفارق -38 وحارسهم بخبرة 35 عاماً بيتر جيل، وأخيراً جبل طارق له 3 أهداف وعليه 47 بفارق -44 ويحرسهم الشاب جيمي روبا 21 عاماً !!

ويليهم في أسوأ النتائج كوسوفو ومالطة بتسع هزائم وتعادل يتيم لكلٍ منهما حيث سجل الأول 3 أهدافٍ واستقبل 24 هدفاً بفارق -21، والثاني ذاق طعم الشباك بنفس الرقم 3 أهدافٍ بينما اهتزتْ شباكه 25 مرة بفارق -22 !!

وعلى الصعيد الآخر، فقد تصدرت فرنسا وإنجلترا وآيسلندا أضعف هجوم المنتخبات الواصلة والتي تصدرت، حيث سجل الديوك والإنجليز 18 هدفاً، ومنتخب الثلج آيسلندا 16 هدفاً فقط.

بينما اعتلى منصة أقوى هجوم في التصفيات الثنائي: بلجيكا وألمانيا بنفس الرصيد 43 هدفاً، علماً أن المنتخب الأوحد الذي سحق الجميع بالعلامة الكاملة كان الماكينات الألمانية، في حين أقوى دفاعات أوروبا كانت مشتركة بين الإنجليز والأسبان ب3 أهدافٍ فقط لكل شبكة منهما.

وكانت أضعف دفاعات المتأهلين من نصيب بولندا حين اهتزت شباكهم 14 مرة، رغم أنّ نجمهم القناص ليفاندوفيسكي هو هداف التصفيات في القارة بواقع 16 هدفاً وقّعها مهاجم بايرن ميونخ الألماني، خلفه الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو نجم الريال الملكي ب15 هدفاً رسمت الفرحة على وجوه شعبه.

ولا يُمكن ذكر أي مقامٍ ومقالٍ عن مونديال الثلج بروسيا 2018 دون الإشارة إلى خروج منتخب إيطاليا من السباق عبر خسارته في ملحق التصفيات من السويد 1-0 بمجموع اللقاءيْن لتغيب بلاد النجوم المونديالية الأربعة عن بطولة كأس العالم لأول مرة منذ 60 عاماً بما يعتبره النقاد نكسة وخسارة وضربة قوية للمونديال، كما تغيب الطواحين الهولندية بشكلٍ محزنٍ لمتعة كرة القدم، وعشاق الساحرة المستديرة!
ولن ننسى أبداً أن هذا المونديال الأول في التاريخ الذي يشهد حضوراً عربياً زاخماً برباعي مميز هم الأخضر السعودي والفراعنة المصريون ونسور قرطاج التوانسة وأسود الأطلس المغاربة!