أول قدم خارج أول بطولة،، ولا تجلدوا زيدان..!!
الرياضية أون لاين / كتب-سمير كنعان
سال الحبر كثيراً عن إخفاق ريال مدريد وسقوطه في إشبيلية وتوقف سلسلة الرقم القياسي بدون هزيمة لمدة40 مباراة (9شهور)، وبقي رقم ميلان وآياكس ب42 مباراة بالتسعينات، يليهما يوفنتوس ودينامو زغرب الكرواتي وبنفيكا البرتغالي ب43 و45 و48، ثم سانت خيلوزي البلجيكي ب60 في الثلاثينات، ليبقى سلتيك الأسكتلندي على عرش رقمه الأسطوري 62مباراة منذ مائة عام، ومع ذلك فقد اكتفى جمهور المرينغي وأقنعوا أنفسهم أنّ الألقاب أهمّ، وأنّ الرقم كان مثقلاً للاعبين، ويكفيهم كسر رقم غريمهم الأزلي برشلونة.
ولكنّ الأسوأ حدث الليلة بسقوطٍ مدوٍّ في مدريد على يد سلتا فيغو بكأس الملك2/1 بنفس نتيجة إشبيلية، ولكن بسيناريو وأداءٍ مختلفٍ تماماً، يشبه الأشباح، وتلقى الريال هدفاً صادماً من مرتدة على جبهة الشارع المفتوح بمصراعيْن "دانييلو"، وخطأ تغطية من الظهير المقابل"مارسيلو"، إلا أنّه صحح غلطته بهدف التعادل وبطريقة ممتازة على الطاير، ليعتقد البعض أن دور مدريد قد حان لتنتقم من كل حرفٍ كُتبَ عنها بما لا يليق، فعاجلهم سلتافيغو العنيد بهدفٍ قاتل للطموح والكبرياء والانتقام، وتكون أول هزيمة منذ 10سنوات على البرنابيو، تبعد الريال من المنافسة على الكأس ليضع قدماً خارج أول بطولة هذا الموسم.
ولن نلوم زيدان فقط من أجل اللوم كما اعتاد البعض، خاصة وأنّ الهزيمة يتيمة والفوز له مائة أب، ولكن نستعرض ونطرح للقارئ خطايا هذا المدرب، وتأتي مشاكل زيدان في أهم شيءٍ لأي مدرب، ألف باء التدريب يقول بقراءة الخصم جيداً قبل المباراة، وقراءته أكثر أثناء اللقاء، ثم التحرك والردّ بالتوجيهات والتبديلات أو التعديلات التكتيكية وما إلى ذلك، وزيدان لا يفعل من ذلك شيئاً، باستثناء بعض المواجهات (صراحةً كيلا ننقص قدره وجهده) مثلما حدث مع ثلاثية الديربي بهاتريك رونالدو.
وكما يقول كتاب التدريب، بأن على المدرب تحضير اللاعبين نفسياً معنوياً وذهنياً وبدنياً للمباراة، خاصة بعد نتيجة مؤثرة في مباراة سابقة، ونقصد بمؤثرة على الصعيديْن الإيجابي أو السلبي، وعملية الشحن المعنوي للاعبين مهمة جداً والحق يقال أن زيزو خبير في هذه النقطة مستغلاً عشق الجميع له وأنه قدوة حقيقية!!
كما أنّ زيزو مميز في تدريب اللاعبين على التمرير والتحرك والتسديد وخلق الثغرات وغيرها من فنيات الكرة الجميلة التي تسيّدها الأسطورة، بالإضافة إلى اهتمامه بالمداورة وعدم تشبث الفريق بتشكيلة واحدة وبلاعبٍ أوحد، وهذه النقطة فيها ميزة أكثر من العيب، كي تنجي الفريق من ظروفٍ صادمة تواجه مسيرته نحو الألقاب.
إلا أنّ زيدان مازال يصرّ على إهمال عامل الزمن في حساباته، وعامل التبديلات أثناء إدارة المباريات، ولا يحسن اختياراته التكتيكية واختيار من يستبدل مكان من، والأخيرة باعتقادي هي أهم عيوبه فما فائدة التبديلات إن كانت بلا معنى ولا فائدة، أو بعد فوات الأوان، والأكثر جُرماً أنها لا تأتي في بعض اللقاءات كما حصل في سقوط الأندلس من إشبيلية2/1 وإيقاف عجلة دوران القطار المدريدي الذي دهس الجميع في الأشهر الماضية!
فالليلة أمام سلتافيغو دخل زيزو برباعي الخط الخلفي المعتاد بعدما تيقّن من فشل خطة 3-5-2 التي لا تناسب لاعبي الريال –وهذا يحسب لزيزو بمرونته الذهنية- مع وجود دانييلو بديلاً لكارفخال الغائب الأبرز للإصابة، ثم خماسي الوسط بالارتكاز كاسيميرو ولوكا وكروس، على جانبهم فاسكيز وآسينسيو الذي خرج مصاباً وتدهورت أمور الفريق بعدها، ويتقدم الجميع كريستيانو كرأس حربة؟!، وهنا نلوم زيزو، فهو يعلم تماماً أنّه لم يكن يحتاج للدون بهذا المركز خاصة مع إتاحة 3مهاجمين كخيارات على الدكة!!
ثم رأى بعينيه إلا لو كان نظره ضعيفاً، بل حتى الأعمى شاهد ثغرة جبهة دانييلو التي تدخل فيلاً بشحمه ولحمه وليس لاعباً متربصاً بمرتدة، ولم يتحرك زيزو!!
وكان الأوْلَى سحبه وإرجاع فاسكيز مكانه أو إدخال ناتشو ليشغلها أو تحريك راموس لتغطية الجبهة التي نشا فيها شاباً.
ثم جاءت إصابة آسينسيو الجيد لتفسد رسم تكتيك زيدان، وتعامل معها بطريقة ممتازة بإبداله مع موراتا، ولكنه دخل للجناح وليس للعمق وبقي الدون في أحضان مدافعي السيلتا!!
ورأى زيزو بطء وإرهاق لاعبي الوسط فقرر الدفع بكوفاسيتش، وهذا صحيح ولكن بطريقة خاطئة بديلاً لفاسكيز والإبقاء على الكارثة دانييلو، حتى ساءت الأمور باهتزاز الشباك المدريدية، وشارف الوقت على الانتهاء وزيدان ينتظر، وإن كنتُ لا أهوى المقارنات ولكن لو أن مورينيو في لقطة الهدف الثاني لفوراً بعدها ب5 ثوانٍ وجدنا تبديلاً هجومياً جاهزاً، لأنه يأمرهم بالإحماء طوال الوقت.
شخصياً أرى دخول بنزيما مكان دانييلو متأخراً وبدون جاهزية، والدليل لقطته بأولى لمساته التي طيّر الكرة في سماء البرنابيو، لو أنه لعب قبلها بدقائق لكان دخل في "ريتم" وحساسية اللقاء، ويتلقى اللاعب نفسه بعض اللوم لأنه كمحترف يجب أن يكون جاهزاً دوماً ولائقاً، وأن يركز أكثر لدعم فريقه وقت الحاجة.
وإن كنتُ وقارئي السطور مدرباً للريال، كنا فوراً سنخرج دانييلو ونعترف بخطإ إشراكه (على الأقل نجزم انه ليس في يومه وغير مركز تماماً)، ويكون ناتشو مدافعاً رابعاً في القلب أو الظهير هو وراموس كلاهما سواء، ثم إخراج كريستيانو نفسه (الذي لم يكن في يومه أبداً وصبر عليه زيزو كثيراً) وآسينسيو المصاب، وإشراك موراتا وماريانو دياز، ليكون اللعب ب4-4-2 مارسيلو فاران راموس ناتشو يتقدمهم كاسميرو لوكا كروس وفاسكيز، برأسيْ حربة متوهجيْن شباباً وحيوية موراتا ودياز.
طريقة أخرى لحل المشكلة هي أخراج دانييلو وإدخال كوفاسيتش ليكون التشكيل3-5-2 ولكن بالتزام جِدّي مع وجود مارسيلو يساراً وفاران قلباً واحداً (ليبرو) وراموس للجبهة اليمنى، أمامهم من اليسار كوفاسيتش كروس كاسميرو لوكا ثم فاسكيز يميناً، ليُمَوّلوا الثنائي موراتا ودياز!!
المحصلة أنّ ريال مدريد ومدربه ولاعبوه دخلوا نفقاً مظلماً، قد يودي بهم خارج منصات التتويج بنهاية الموسم الذي تسيّدوه وتغنوا ببدايته وحطموا فيه الأرقام، وتفاخروا باختيارات لاعبيهم الأفضل بين العالمين.
سأختم بأنّ زيدان بشخصيته وذكائه قادر على الخروج من هذا النفق المظلم سريعاً، وسيأتي الردّ للجميع أولهم كاتب المقال خلال أيام، ولكنّهم الآن في أمسّ الحاجة إلى بعض التوفيق وانعدام الأخطاء!!
اقرأ ايضا
- رياضة تحت القصف.. اختتام منافسات بطولة الشهيد يوسف الحيلة وسط قطاع غزة
- الفيفا يقر بأهلية اللاعبين مصطفى زيدان وعمر فرج لتمثيل منتخبنا الوطني الفدائي
- مانشستر سيتي يواصل التغريد خارج السرب في البريميرليج
- "الرياضة للجميع" تنظم قرعة بطولة FIFA 23
- بالصور.. البارالمبية تفتتح بطولة كرة السلة على الكراسي المتحركة للفتيات