دقّ ناقوس الخطر .. إيطاليا تتجرّأ على يوفنتوس!!
كتب-سمير كنعان
تنحّى "كونتي" المدرب العبقري عن دكة يوفنتوس ليحمل مسئولية قومية مع منتخب بلاده في يورو2016 بفرنسا، والحقّ يقال أنه أبهر الجميع حتى المتشائمين والنقاد، وخلفه في اليوفي مدرب ميلان الأسبق "آليجري" الذي كان له الفضل بآخر ألقاب ميلان قبل خمس سنوات، رغم تحفظي الشديد على صحة هذه العبارة، فكلنا نعلم أنّ دفاع سيلفا ونيستا وهجوم إبرا وباتو وخبرة بيرلو وسيدورف وقتالية غاتوزو هي سبب التتويج، بل على النقيض تماماً فإن آليجري إن صحّ التعبير هو سبب تدهور ميلان بعدما كان الأقوى، وفرّط في كل نجومه واعتزل آخرون، وصارع الميلان حتى اللحظة ليعود نصف ما كان عليه، ورغم ذلك أصرّت إدارة اليوفي على توليه منصب الفريق، ثم بدأت الحكاية..
آليجري وصل لنهائي أبطال أوروبا وخسره من البرشا بطريقة غبية تثبت فقره التدريبي، ومن يدافع عنه عليه أن يعلم بأنّ بناء كونتي وتأسيسه لليوفي هو السبب الأول في عودة اليوفي كبيراً بعد سقوط 2006 بفضيحة الكالتشيوبولي، وحقق آليجري ثنائية الدوري والكأس مع يوفنتوس مرتيْن في أبرز إنجازات الأندية الإيطالية، ومع ذلك فالسبب واضح للجميع أنّ المنافسة على الألقاب محصورة في إيطاليا إن لم تكنْ شبه معدومة، ومنْ ينافس اليوفي إن كان الإنتر والميلان في غياهب النسيان داخل النفق المظلم لسنوات؟!
ومع كامل احترامنا للأندية الإيطالية وعراقتها، إلا أنّ عدم ثبات مستوى لاتسيو وفيورنتينا وأودنيزي وضياع بارما في القاع وتورينو المتأرجح، فلمْ يبقَ من المنافسين سوى روما ونابولي!!
وهل أحدهما قادرٌ على التتويج بالاسكوديتو؟؟ في ظل قوة اليوفي وعدم امتلاكهما لدكة غنية تنعش حظوظهما في أمتار السباق الأخيرة؟!
والأهمّ هل يمتلكان الشخصية لقهر صغار الكالتشيو أو مصارعة كباره لحصد النقاط خاصة من يوفنتوس نفسه؟!
بمعنى أنّ آليجري لعب مرتاحاً على الصعيد المحلّي وتفرّغ أوروبياً للمشروع الأغلى وهو نجمة ثالثة بالأبطال.
ورغم أنّ الإدارة منحت له الأموال والضوء الأخضر للصفقات الكبيرة بعكس ما توفر لسلفه كونتي الذي لعب بالأوراق الموجودة فقط دون أدنى تدعيم، وجدنا اختيارات آليجري المتخبطة، بين الرائعة مثل موراتا وديبالا وهيجواين وبيانيتش وساندرو، وبين عديمة الجدوى مثل إيفرا العجوز وماندزوكيتش (الذي تحسّن أداؤه مطلع2017) وهيرنانيز وجاكا وآلفيس الميت كروياً الذي رماه برشلونة بلا مقابل!!
والأدهى من ذلك وأمرّ هو تخليه عن تيفيز وفيدال وبيرلو ثلاثي القوة الضاربة، ورغم ذلك لمْ يترك آليجري مجالاً للانتقاد بنتائجه المقبولة، وخاصةً الموسم الفارط الذي شهدَ أسوأ بداية في تاريخ يوفنتوس بأكمله، وبهزائم غريبة ونزيف للنقاط داخل وخارج ملعبه، حتى تفاءل الجميع ببطل جديد للكالتشيو، لكنّ الانتفاضة التي قام بها اللاعبون وتصاعد المستوى الفني والبدني، جعل اليوفي يعود وبقوة الدبابة أمام دراجات هوائية بسيطة، ليضرب القاصي والداني فيتوّج نفسه ملكاً للمرة الخامسة على التوالي والثانية توالياً في الكأس.
ثم جاء هذا الموسم الذي بعكس الماضي شهد بداية قوية، حتى سقط أمام قطبيْ ميلانو بدأها الإنتر في ملعبه 2/1، نفس الملعب الذي خسر فيه من الميلان 1/0 وإن كان بظلم تحكيمي وإلغاء هدف صحيح قبل هدف ميلان، ليست هنا المشكلة يا سادة، فالتاريخ يشهد لعملاقيْ ميلانو، ولكنّ المصيبة بدأت في ملعب جنوى "لويجي فيراريس" قبل أسابيع قليلة حين صعق لاعبو جنوى الجميع بثلاثية في مرمى اليوفي خلال 20 دقيقة فقط !!
تلك المباراة فضحت نقاط ضعف اليوفي وأثبتت أنّه فريق (غير خارق) كما أوْهمَ البعض نفسه، حيث كنا نرى الهزيمة في أعين الخصوم قبل لقاء اليوفي، اعتباراً لهيبته وزعامته، والأخطر من ذلك على جماهير السيدة العجوز أنها فتحت الباب لأندية إيطاليا الأخرى للعب بنفس الطريقة أمام يوفنتوس وخطف المباراة منه.
ما فعله ميلان في أعياد الميلاد بموقعة السوبر الإيطالي في قطر وتوّج باللقب بركلات الترجيح، ثم أتقنه تماماً لاعبو فيورنتينا في الجولة20 بالأمس، وقهروا آليجري ولاعبيه بثنائية قابلها هدف هيجواين لم تنقذهم من خسارة رابعة في هذا الموسم من 19جولة!!
الغريب في الأمر أنّ اليوفي بعد كل هزيمة يتلقاها ينتفض ليفوز 4 مباريات متتالية ثم يخسر ثم يفوز 4 متتالية!!
ولكن ماذا لو؟؟
ماذا لو تجرّأ كل أندية الكالتشيو على يوفنتوس كما فعل جنوى وفيورنتينا وسبقهما قطبيْ ميلانو؟؟
ماذا لو أحسّ باقي اللاعبين أنهم لا يقلون شأناً عن عناصر اليوفي، وأنهم قادرون على الفوز وخطف المباريات أمام رفاق بوفون؟!
وقتها ستكون الطامة على آليجري ولاعبيه، بسقوط محلّي أو على الأقل ضياع المجهود للدوري وانشغاله بقتالٍ عنيف مع ملاحقيه روما ونابولي خاصة مع تضييق الفارق إلى نقطة واحدة الآن، وانتهاء ما يسمى "فوز بأقل جهد" فلن يكون هناك فوز ادّخاري بعد الآن، مما يعني استنزاف الطاقات في كل مباراة، وعدم تفرغ لاعبي يوفنتوس بدنياً ولا ذهنياً للبطولة الأهم دوري أبطال أوروبا، والتي تحتاجها بشدة السيدة العجوز وعشاقها للعودة إلى منصات كبار القارة العجوز.!!