الرياضية أون لاين - نقلا عن صحيفة "لوموند" الفرنسية

هاجم ماتيو فالبوينا متوسط ميدان ليون الفرنسي زميله كريم بن زيمة مهاجم ريال مدريد الإسباني، بعد قضية الابتزاز الذي تعرض له الدولي الفرنسي من قبل مجموعة أشخاص يمتلكون فيديو جنسيا لمتوسط ميدان ليون.

وكشف فالبوينا في حوار مطول له مع صحيفة "لوموند" ما بقى في الخفاء طيلة فترة خروج القضية التي يعود تاريخها إلى جانفي الماضي للعلن، وقد تنتهي قريبا وتسقط معها عدة أسماء على غرار سمير ناصري، جبريل سيسي وآخرين، ماتيو حاول في حواره كشف حيثيات القضية وتسلسلها بالتفصيل الممل

هذه القضية بدأت صيف 2014 مع أكسل أنجوت الذي حصل على الفيديو الخاص بك..

نعم، إنه شخص معروف من قبل العديد من اللاعبين، لقد تعرفت عليه عبر جبريل سيسي عندما كنا جميعا في مرسيليا، وفي أحد الأيام قمت بشراء هاتف جديد، أردت أن أغير كل اتصالاتي وسألته إن كان بمقدوره نقل بعض الملفات من الكمبيوتر إلى هاتفي الجديد لأنه كان بارعا في الكمبيوتر، وقد حدث ما حدث قبل أن أغادر دينامو موسكو في يونيو 2014.

هل كنت تثق في أكسل هذا؟

الثقة هي كلمة كبيرة، وكنت أود أن لا أترك له مفاتيح بيتي، ولكن هذا الشخص دائما ما يتصرف بشكل جيد، وكنت قد طلبت منه أن ينقل بعض النسخ إلى هاتفي المحمول.

وفي مايو 2015 حصلت المفاجأة بالنسبة لك..

تلقيت مكالمة هاتفية من قبل جبريل سيسي يقول فيها: "مات، هنالك شيء عنك، هنالك شريط فيديو" وأضاف: "قد يكون مجرد خدعة لأنني لم أر أي شيء، إذا كنت قويا فتأكد أنه لا توجد أي مشكلة، جبريل سيسي قام بتحذيري خدمة لي.

لكن جبريل سيسي لم يخبرك من أين أتى ذلك الفيديو؟

لا، وقال إنه لا يعرف كيفية الحصول عليه، ثم اتصل بي مرة أخرى على الهاتف وأخبرني قائلا: ''لقد رأيت الفيديو، ولك أن تفعل ما تريد وأنا أعلم أنك كنت قويا، ولكنني حذرتك، إنها عائلتك".

وماذا فعلت؟

كنت قد قلت لزوجتي وأصدقائي إن هؤلاء الشباب يريدون الاحتيال على أساس أنهم حصلوا على فيديو، وأنا أفضل أن لا أدخل في هذا الابتزاز.

ولكن هل هذا الفيديو الشهير يظهر أن هنالك مبتزين حقا؟

في الوقت الراهن لا يوجد فيديو، هذه هي المشكلة، هل هنالك شريط فيديو؟ نحن لا نعرف أي شيء، وهذا هو الأسوأ، أنا مرتاب جدا إن كان هنالك هذا الفيديو، وإلى جانب ذلك، عندما سألت عن دليل وجود الفيديو لم أجد أي شيء، وتبين لي أنهم لا يملكون شيئا على الإطلاق.

متى حدث الابتزاز، هل فعلا في يناير 2015؟

نعم، تلقيت مكالمة هاتفية من رقم خاص، لم أشأ الرد على الهاتف ولكن الشخص المتصل أصر على ذلك واتصل 4 أو 5 مرات، أجبت على المكالمة وفي نفسي كنت أقول إن الأمر قد يكون مهما، وهنا يظهر الرجل الذي يقول إنه يمتلك شريط الفيديو الخاص بي، وكنت كالرجل المجنون وأنا في معسكر المنتخب الفرنسي، وقتها كنت أقول في نفسي يجب علي أن أبلغ "مومو" (محمد صنهاجي) الضابط المسؤول عن الأمن في المنتخب، وكنت أحاول كسب بعض الوقت من أجل ذلك حتى وجدته، وعندما كنت معه وضعت مكبر الصوت للاستماع، هو ضابط شرطة وفهم كل شيء على الفور.

كان الأمر مفاجئا لك؟

في تلك الآونة استحضرت ما قاله لي جبريل سيسي على الفور، وقلت إنه من المحتمل أن يكون لـ سيسي اتصال مباشر معه (يقصد المبتز).

نبهت ضباط الأمن على الفوز ولم تكن تحاول إصلاح الأمور؟

إصلاح؟ لم يكن هنالك شيء اسمه إصلاح، لدي قيمي ولا أحد بإمكانه الاحتيال علي.

بعدها قمت بتقديم شكوى؟

نعم، أخبرت للشرطة بما حدث، ومن ثم ظل ذلك الشخص يتصل بي، وقلت له من الأفضل أن يكون هنالك وسيط بيننا، شخص نثق به، وكنت قد منحته عنوان بريدي الإلكتروني ليرسل لي الفيديو، ولكني لم أتلق أي شيء.

هل تعتبر كريم بن زيمة صديقا لك؟

إنه زميل في العمل، وليس هنالك عداوة بيننا، لا مشكلة معه فأنا أراه كزميل عمل.

ماذا تقول له؟

لدي إحساس أنه تعامل معي كالأبله في هذه القضية، كلماته كانت تنم عن عدم احترام، وأنا لا يمكنني الدفاع عمن لا يمكن الدفاع عنهم.

هل قام بالضغط عليك؟

لقد خيب آمالي، ما فعله لم أكن لأفعله مع ألد أعدائي، لقد ضغط علي للاتصال بشخص قال إنه موثوق للغاية وجاد جدا، لقد أخبرني أنه شاهد الفيديو رغم أنه لم يشاهده إطلاقا، لماذا يفعل هذا لزميل في المنتخب أثناء معسكر الفريق؟

أصبحت الآن ضحية الابتزاز واكتشفت أن شريك حياتك متورط في القضية، كيف يشعر ماتيو تجاه ما حدث له؟

النقطة الثانية أنه زميل لي في المنتخب الوطني الفرنسي، لم أكن أتصور إطلاقا أن تصل الأوضاع لما هي عليه الآن، عموما هذا درس لي ويجب أن أحفظه جيدا، لكنني تفاجأت لأنني لم أكن أتصور أن كريم بن زيمة قد زج اسمه في القضية، على أي حال المحققون يعملون جاهدين لمعرفة كل مجريات القضية بالتفصيل قبل أن توجه الاتهامات للأشخاص المعنيين، كما أن الشرطي الخاص بالمنتخب حذرني من تلقي مكالمة من أحد المبتزين، وللأسف تلقيت مكالمة من كريم حينها.

كيف كانت علاقتك بـ كريم بن زيمة قبل الحادثة؟

علاقتي بـ كريم لم تكن مبنية على الصدق الذي تصورته، لم أكن مقربا منه كثيرا لأنه لا يلعب معي في نفس الفريق بالدرجة الأولى، وكان يجمعنا حديث عادي داخل أسوار المنتخب فقط، لكنني رغم ذلك كله أشعر بخيبة أمل كبيرة جدا جدا.

وفقا لمعلوماتنا، كشفت التحقيقات أن سمير نصري كان له دخل في القضية، أليس كذلك؟

بلى، للأسف، له دخل في القضية وهو الشخص الذي لم يكن في الحسبان أبدا، علاقتي مع ناصري لم تكن مميزة وكانت دائما فاترة، لكنني في حسرة لأن القضية أتت من نيران صديقة، لم أكن أتصور أن يحدث لي هذا من زملائي في المنتخب، سأصاب بالجنون يوما ما.

في شهادتك أمام القاضي، كنت متخوفا من خطر الزج بـ كريم بن زيمة في القضية، لم تكن تتمنى أن يكون له دخل في قضية الابتزاز، أليس كذلك؟

بالفعل، فالأمر كان كذلك في بادئ الأمر، لكن العدالة الآن يجب أن تمس الجميع سواء كان كريم بن زيمة أو أي شخص آخر، القانون أيضا فوق الجميع، أنا أدافع عن شرفي، أصبحت الآن الضحية، ولا أريد أن أذهب للشارع وأغني، أنا الآن مصدوم ولا أرغب حتى في رؤية نفسي في المرآة.

المتهمون هم زملاؤك في المنتخب، لقد تفاجؤوا بعد تقديمك للشكوى، ألم تكن مقصرا في حقهم في بادئ الأمر؟

يجب أن يفهم الناس أمرا مهما، هذه القضايا التي تمس الشرف بالدرجة الأولى تجعلك تتجرد من القيم الرياضية، نحن الآن لسنا في عالم كرة القدم، نحن أمام العدالة وكل واحد سيحاسب على ما فعله، نعم، أنا قلت للقاضي فقط ما حدث ولم أزد أو أنقص من كلامي، ليست غلطتي أن أضع اسم كريم بن زيمة في القضية، لو لم يكن له دخل في ما حدث لما ورد اسمه.

ماذا بخصوص المنتخب الفرنسي؟

ما هو مؤكد اليوم هو أنني ضحية لكنني سألعب لبلدي قلبا وقالبا، سأحاول قدر المستطاع أن أجعل هذه القضية خارجة عن نطاق الرياضة، لأنها وبكل الأحوال تخصني شخصيا خارج أسوار المنتخب، لقد كان لي نقاش مع المدرب الذي تربطني به علاقة جيدة جدا، في البداية كان من الصعب أن يقبل بما حدث، لأنني لا أعتبر واحدا من اللاعبين ذوي الخبرة.

ألا ترى أن هذه القضية ستؤثر عليك وعلى مشوارك رفقة المنتخب الفرنسي؟

لكن هذا ليس له علاقة مع مستوياتي التي أقدمها للمنتخب الفرنسي، لقد كنت دائما ناجحا مع المنتخب الفرنسي، أعتقد أنني كنت منتظما منذ لقائي الأول عام 2010، بعدما حدث أرغب في أن أتجاوز هذه الفترة، أريد المضي قدما وتكريس نفسي لكرة القدم، ليون والمنتخب الفرنسي، ليست لدي مشاكل مع أي شخص سواء في ليون أو المنتخب الفرنسي.

هل يوجد لديك خوف من استبعاد بن زيمة من المنتخب الفرنسي؟

ولكن لماذا؟ بسبب ما حدث، حاليا بن زيمة أفضل هداف في منتخب فرنسا، لكنني لست من يقرر ذلك، لست أنا من أضع التشكيل الأساسي في المنتخب الفرنسي، لا أريد أن يتم ربطي باستبعاد بن زيمة من المنتخب، لم يكن لي أن أضع نفسي في هذه القصة لو لم أكن الضحية، والشيء الوحيد الذي فعلته هو أني دافعت عن نفسي.

هل ترى أنك مرشح للاستبعاد من "اليورو" القادم؟

لا، لا أستطيع أن أؤكد لك ذلك، نحن اليوم بعيدون عن ذلك، والحديث عن هذا الأمر سابق لأوانه.

كيف ستكون عودتكما للمنتخب من جديد؟

شخصيا، لم تكن لدي مشكلة في اللعب مع كريم، على العكس من ذلك، لا توجد مخاوف، بالنسبة لي، اللعب للمنتخب الفرنسي يجب أن يكون إيجابيا بالدرجة الأولى.

هل سترفض اللعب مع بن زيمة؟

أحاول قدر المستطاع الفصل بين الجانب القضائي والجانب الرياضي، العدالة ليست مسؤوليتي، لا أريد إدخال ما هو غير رياضي في الأمور الرياضية.

هل تلقيت دعما من اللاعبين؟

تلقيت بعض الدعم من اللاعبين الذين تربطني بهم علاقة طيبة، والذين تربطني بهم علاقات طيبة جدا أرسلوا لي بعض الرسائل في الهاتف، وأنا ممتن لهم ولتصرفاتهم الطيبة.