الرياضية اون لاين- موقع كووورة
لم تكترث جماهير نادي الوحدات كثيراً، بإلإختفاء المفاجىء للمحترف الفلسطيني أشرف نعمان عن تشكيلة الوحدات التي لعبت مباراة شباب الأردن ببطولة دوري المحترفين لكرة القدم، فما يهمها في النهاية هو النتيجة والأداء بعيداً عن الأسماء، والعشق والهوى. 

  لقد غاب أشرف نعمان صاحب أغلى صفقة احترافية في تاريخ نادي الوحدات عن مباراة فريقه أمام شباب الأردن، والمدرب الجديد، العراقي أكرم سلمان وفي أول مباراة له مع الفريق "أخفى" ورقة أشرف نعمان، وهي الورقة التي تبني عليها جماهير نادي الوحدات آمالاً عريضة، حيث ما يزال مشهد استقباله منذ وصوله الأردن للتوقيع على كشوفات الوحدات بعد مفاوضات ماراثونية توقفت فيها الأنفاس قبل أن تعود، ماثلاً في ذاكرة محبيه.  

الوحدات قدم أمام شباب الأردن أفضل عروضه بغياب أشرف نعمان وفاز بالثلاثة، لكن لا يعني ذلك البتة بأن غياب نعمان وراء العرض المميز للوحدات، فالجميع يعلم حجم الإمكانات والقدرات التي يتمتع بها هذا اللاعب حتى أنه شكل في وقت من الأوقات طموحاً لكل ناد يسعى لتعزيز صفوفه بلاعبين مميزين.    والسؤال الذي يقفز للأذهان، لماذا أخفى سلمان ورقة نعمان؟ وما الهدف من ذلك، وما هي الرسالة التي يريد أن يوجهها له؟.

  إن الظروف والوقائع أحياناً تحتم على البعض التعامل مع الآخرين بطريقة مختلفة ومفاجئة، فسلمان حينما أخفى ورقة أشرف نعمان عن مباراة شباب الأردن، كان يعلم مسبقاً حجم وقسوة المشهد بالنسبة للاعب قبل جماهير الوحدات، وهو يعلم أيضاً بأن إخفاء ورقة مهمة كورقة أشرف نعمان، قد يكون مغامرة غير محسوبة، لكن خبرة "الحجي" في التعامل مع هكذا "قصص"، لا شك بأنها خبرة طويلة وكبيرة. 

  ولمن لا يعرف، فإن أكرم سلمان وفي أول تدريب قاده للوحدات، جلس مع الفلسطيني أشرف نعمان وأخبره بأن اللاعب المحترف يجب أن يحقق الإضافة لفريقه، وما دمت لاعباً محترفاً وأيضاً ذو صفقة هي الأعلى في تاريخ نادي الوحدات، فعليك بذل جهد المستحق، وإلا..!. 

  ولم يتنبه على ما يبدو أشرف نعمان لما يريده سلمان ، وربما ساوره الإعتقاد بأن سلمان من الصعب أن يستغني عنه وعن لاعب يبلغ سعره 100 ألف دينار، مثلما اعتقد بأن حديث الكابتن سلمان معه مجرد كلام عابر وإبداء لوجهة نظر ليس إلا. 

  وصرح سلمان قبل مباراة شباب الأردن بساعات حينما تم الإستفسار عن رأيه بأشرف نعمان البعيد عن "الفورمة"، بأن الذي سيمثل الوحدات أمام شباب الأردن، هو من قدم الأداء والعطاء المطلوب خلال التدريبات الماضية، فلستُ اهتم بتاريخ وأسماء، بل كل ما يهمني هو العطاء، ومحترفو الوحدات يجب أن يحققوا الإضافة حيث تنتظرنا مشاركات آسيوية وأنتظر منهم الأكثر.

    إذن هي رسالة واضحة المعنى، وجهها أكرم سلمان لأشرف نعمان، فهو في البداية أرسل له "تنبيهاً" مسبقاً بضرورة استعادة المستوى المطلوب وتقديم الأفضل في التدريبات، لكن يبدو أن سلمان ما يزال ينتظر الكثير من نعمان.

    وبهذه الرسالة، وضع الخبير أكرم سلمان الكرة في ملعب أشرف نعمان، علّ الأيام المقبلة تستفز طاقة الأخير وتضعه تحت الضغط الإيجابي، وتدفعه ليظهر بالصورة التي يتمناها أكرم سلمان وجماهير الوحدات، حتى يكون أشرف نعمان فعلاً صفقة رابحة . 

  و"الحجي" وهو بالمناسبة اللقب المحبب لأكرم سلمان، يعي تماماً بأن الأب في بعض الأحيان لا بد أن يقسو على ابنه من أجل مصلحته، وعلى أشرف نعمان أن يقرأ رسالة "الحجي" بترو وإمعان وبحسن نية لتشكل له الدافع الذي يحتاجه ، حتى يستعيد صيته  الرنان، فسيف الوقت لم يقطعه بعد.

  وقد حملت السطور الأخيرة لرسالة سلمان الموجهة للفلسطيني أشرف نعمان، " يا بني، أتمنى أن تقرأ الرسالة بترو، وكلي شوق للرد على هذه الرسالة في أقرب فرصة ممكنة من خلال إثبات الذات مع الوحدات، أمنياتي لك بالتوفيق الدائم".