إزالة الصورة من الطباعة

جمال قمر الزمان والمكان

الرياضية أون لاين : كتب / أسامة فلفل

المرحوم جمال أبو حشيش قمر الزمان والمكان الذي رحل عنا بعد مسيرة طويلة حافلة بالعطاء الكبير والإنجازات الخالدة، كرس حياته من أجل رفعة الوطن والرياضة الفلسطينية ورسالتها وثوابتها الوطنية الراسخة في صفحات المجد والتاريخ وهو من اللبنة الاولي للتكوين الإعلامي الرياضي للحركة الاعلامية الرياضية الفلسطينية.

صاحب إرادة قوية وعزيمة، وشهامة الرجال هي أبرز سمة من سماته التي تفرد بها طوال مسيرة حياته، كان ملتزما التزاما وطنيا وأدبيا وأخلاقيا بالإرث الكبير لمشاعل وقادة العمل الرياضي والوطني ومرجعيات الحركة الرياضية الفلسطينية ممن قدموا عصارة فكرهم وخلاصة جهودهم من أجل رفعة الوطن ومنظومته الرياضية والمحافظة على المكتسبات الرياضية والوطنية عبر مراحل التاريخ.

كان أبا الحسن مولعا بالعمل والإبداع في حفظ تراث الرياضيين العظماء، كان يكرس كل جهوده من أجل المحافظة على القيم العظيمة لهذه الإنجازات والتضحيات التي قدمتها الحركة الرياضية الفلسطينية في محطات مؤلمة وصعبة.

كان الفقيد أبا الحسن يعتز بما حققه الرعيل الأول من سفراء الرياضة الفلسطينية، ونجوم الزمن الجميل، وكل انجاز سجله الأبطال عبر المحطات اللاحقة من عمر مسيرة الرياضة الفلسطينية كون هذا الميراث والإرث العظيم مصدر انبعاث لمجد عريق لأمة مجيدة صاغت هويتها الوطنية بقوافل الشهداء ورسمت بالدم الأحمر القاني خارطة وحدود فلسطين التاريخية.

أبا الحسن يا قمر الزمان والمكان لن تغيب شمس انجازاتك أبدا، وستظل تسير قوافل الرياضيين على نور عطاءك، قد تجف الأقلام يوما يا أبا الحسن، لكن تأكد يا جمال، يا رفيق الدرب بأن الدم لن يجف، ولن يجف ما دام نبض ينبض بالحياة والعطاء، وسنبقى الأوفياء لك ولتضحياتك ومسيرتك، لن ننسي مواقفك ومحطاتك الوطنية والرياضية التي يشهد بها التاريخ.

عذرا أبا الحسن أن خانتني يا رفيقي حروف كلماتي ولم أستطيع أن أعبر لك عما يحمله لك القلب المحزون من حب ووفاء وعرفان بالجميل أنا وكل الذين انخرطوا للعمل بصحبتك عبر كل المحطات الرياضية.   أنت أبا الحسن من علمتنا روح المبادرة والتضحية والعطاء في الأوقات الصعبة، وانت من رسخت في نفوسنا عقيدة الإنجاز الوطني، ورسخت فينا سلوك وقواعد ومبادي القيم والانتماء الوطني، وأنت من كنت تؤكد باستمرار على أن التضحية الصامتة والإرادة القوية هما من يرسمان خارطة وحدود فلسطين التاريخية.

ختاما ...

ستبقى أبا الحسن صورتك البهية مرسومة في سويداء القلوب، ومطبوعة في عقولنا ووجداننا، تنير لنا درب الطريق الطويل والشاق، وتعطينا الدافعية القوية للسير على ذات الطريق الذي رسمته بحب وعطاء وانتماء للأجيال القادمة