إزالة الصورة من الطباعة

تصنيف الفدائي ... كيفية استغلاله وحمايته؟؟

بقلم/ حسام الدين حرب


يوماً بعد يوم تصل الرياضة الفلسطينية إلى مقارعة كبار العرب بل وتخطت ذلك لتصل إلى مقارعة مثيلاتها الاسيوية والعالمية وليكتب التاريخ بأن منتخبنا الوطني لكرة القدم لا يزال مواصلاً التقدم على تصنيف الفيفا ليصل إلى أفضل مركزاً له على الاطلاق في المركز 75 عالميا والسابع أسيوياً والسادس عربياً، هذه المراكز وهذا الانجاز يجعلنا نقف عنده كثيراً،ليس بالبحث عن الآليات التي أوصلتنا لهذا الحدث التاريخي - لأن كل متابعي الرياضة يعرفون كيف وصلنا إلى هذا التطور من تطوير في البنى التحتية والبطولات والمشاركات وغيرها - ولكن السؤال الأهم كيف يمكن لنا أن نقوم بحماية هذا التطور والانجاز والبناء عليه أكثر من ذلك وصولاً إلى مقارعة منتخبات العرب وآسيا والعالم.
أعتقد جازماً أن الرياضة الفلسطينية ليست بعيدة عن الشأن السياسي، وعندما يتحدث الرئيس محمود عباس عن تقدم المنتخب الفلسطيني في تصنيف الفيفا فهذا يعني بأن القيادة الفلسطينية بأعلى سلطة فيها تتابع هذا الحدث وبشغف كبير، وكما هنالك المقاتل الذي يدافع عن ثرى الوطن فإن هنالك الرياضي الذي يجول العالم رافعاً العلم الفلسطيني ناقلاً رسالة الفلسطيني الكنعاني الأصيل الذي لا يقبل الخضوع والانكسار، هذا الفلسطيني الذي يسطر أروع ملامح التضحية والنضال والبطولة في رفع مكانة فلسطين عالياً وهنا وجب علينا أن نبحث عن الآليات التي تضمن لنا حماية هذا الانجاز في نقل المعاناة الفلسطينية وتوحيد الصف الفلسطيني، وأرى بأن هذا الانجاز يجب علينا أن نحميه بما يلي:
أولاً: الاحتكاك الرياضي: وجب علينا أن نقوم بحماية هذا الحدث الاستثنائي وخاصة بأننا في تسلسل تصاعدي منقطع النظير وهذا يتطلب من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أن يضع خطة كاملة تتضمن مجموعة من المباريات الدولية الودية في أيام الفيفا لتكون مساعدة لنا في حماية هذا الانجاز إضافة إلى الاحتكاك والاستعداد لنهائيات كأس الأمم الآسيوية التي سيشارك فيها منتخبنا في الامارات العام المقبل.
ثانياً: الاهتمام بمنتخبات الفئات العمرية: أرى بأن الرياضة الفلسطينية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص في تقدم لا يختلف عليه اثنان، وهذا يتطلب من القائمين على الاتحاد الفلسطيني زيادة الاهتمام بمنتخبات الفئات العمرية والتي ستكون رديفة للمنتخب الأول وبالتالي سيحافظ على تماسكه من حيث العناصر المتميزة والقادرة على مقارعة ومجارة كبار المنتخبات والتي أصبح المنتخب الفلسطيني جزء منها، وهذا يتماشى مع تطور المنتخب الأولمبي الذي يقارع كبار المنتخبات الآسيوية، إضافة إلى المنتخبات الأخرى كالشباب والناشئين وهذا يتطلب تفعيل المسابقات بكافة فئاتها العمرية في كافة محافظات الوطن.
ثالثاً: البحث عن طيورنا المهاجرة: ما يلاحظ على منتخبنا الوطني تنوع الوجوه في كافة الفئات للمنتخب الوطني فمنهم من الداخل والاخر من الشتات، ولهذا يتوجب علينا البحث عن أفضل اللاعبين في إطار صقل هذه المواهب واشراكها في صفوف المنتخب الوطني للفائدة التي سيجنيها منتخبنا من خبراتهم الكبيرة، إضافة إلى تأكيد الهوية الوطنية لكل فلسطيني على هذه البقعة وتأكيد وحدة الوطن رغم البُعد القسري عن ثرى الوطن الغالي.
رابعاً: زيادة الاهتمام بالكادر البشري: أعتقد جازماً بأن التطوير الرياضي لا بد من مقابلته بالتطوير للكوادر الرياضية والتي يولي إتحاد الكرة إهتماماً كبيراً بها من خلال الدورات التدريبية المختلفة، ونتمنى أن يتم التطوير أكثر من ذلك لكي نتحدث عن منظومة رياضية متكاملة الأركان وبدوره سيكون إفادة كبيرة وهذا تحقق من خلال تواجد مدربين محليين على رأس المنتخبات الوطنية وأذكر منهم الكابتن عبد الناصر بركات صاحب هذا الانجاز، والكابتن أيمن صندوقة صاحب الانجاز الكبير للمنتخب الاولمبي
خامساً: تسويق هذا الانجاز وفضح الاحتلال: وهنا أتحدث من خلال تشكيل لجان مختلفة لكي تقوم بالترويج والتسويق لهذا الانجاز والمطالبة بحقوقنا مثل دول العالم ومنها حرية الحرية للرياضيين الفلسطينين، والتأكيد على أننا دولة تحات إحتلال نعاني ويلات التعذيب جراء الاجؤاءات القمعية بحق المنظومة الرياضية، وبالتالي تأكيد الحق الثابت لفلسطين في أرضه وطنه.
وعليه فأنني أتمنى كما المنتخب الوطني الفلسطيني وهو الذي يعتبر باب الفرح الوحيد للشعب الفلسطيني بأن يكون لدى القيادات السياسية النية الحقيقة لإتمامالمصالحة الفلسطينية التي ينتظرها كل أبناء شعبنا الفلسطيني الذي يعاني ويلات وعذابات كبيرة، وذلك لأن المصالحة الوطنية مطلب شعبي بل وهي أول خطوات دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وأخيراً، هو القدر وكأن المنتخب الفلسطيني ومن خلال هذه القفزات النوعية على تصنيف الفيفا والتي لا يروق للكيان الصهيوني، يريد أن يوجه رسالة للعالم بشكل عام بأن الفلسطيني باقٍ في أرضه ووطنه طالما بقي الزيت والزيتون، وفي رسالة أخرى إلى الرئيس ألمريكي دونالد ترامب بأن إعلان القدس عاصمة لإسرائيل لن يغير من واقع الحال شيء، فالفلسطيني باقٍ في وطنه وأرضه، بل ويرسل رسائل للعالم من خلال الرياضة والفن والثقافة، فقط لأنه كبرياء الفلسطيني الكنعاني الأصيل.
وللحديث بقية طالما في العمر بقية