إزالة الصورة من الطباعة

سلبيات اللاعب الاجنبي في الدوري الفلسطيني لكرة السلة


بقلم/ كريم عدلي شاهين

يعتبر اللاعبون الاجانب في دوريات كرة السلة في غالبية الدول العربية في اسيا وافريقيا ودول اسيا بكل مناطقها الجغرافية ركيزة اساسية يعتمد عليهم في تحسين وتطوير لعبة كرة السلة لما يتمتعون به من مزايا وصفات متميزة، فالهدف من التعاقد معهم هو رفع مستوى اللاعبين، الفريق والدوري ورفع مستوى التنافس والاقبال الجماهيري وكذلك للفائدة التي تعود على المنتخب. 
وجود الاجنبي المحترف في الدوريات له فوائد عديدة في تحسين وتطوير اللعبة، زيادة رفع مستوى اللاعبين مهاريا وتكتيكيا ومسلكيا وتزويدهم بالخبرات خاصة بالنسبة للاعبين الناشئين والشباب وبالتالي تحسين اداء الفريق، ويعتبر الاجنبي نموذج يحتذى به من ناحية الالتزام والانضباط التدريبي وعامل محفز للاعبين في الملعب خاصة اللاعبين الصغار ويساهم في رفع التنافس في الدوري، اضافة الى انه عامل جذب مهم للجماهير وله فائدة مهمة في زيادة الثقة بالنفس والتحفيز في المشاركات الخارجية.
الا ان كرة السلة الفلسطينية لها طبيعة خاصة وتعيش واقعا مختلفا، ففيها كثير من العراقيل التي تقف عائقا للاستفادة من تواجد اللاعب الاجنبي المحترف فيها، منها ضعف الاتحاد، وضعف الاندية، ضعف اللاعبين عموما، وضعف الدوري نتيجة لذلك كله. 
اللاعب الاجنبي لا يمكن ان يفيد اللاعبون والفريق الذي يلعب معه لا من الناحية الفنية ولا النفسية، ولا في الدوري، وبالتالي اللعبة باكملها الا بالقدر القليل بسبب العشوائية في طريقة لعب غالبية الفرق في الدوري وعدم وجود العدد الكافي من اللاعبين في الاندية، فجميع الاندية لا يوجد عندها فريق مصنف كامل ومنها ما يلعب في الدوري بـ 8 الى 11 لاعبا، مع الافتقار الكبير الى وجود لاعبين ناشئين وشباب للاحتكاك مباشرة مع الاجانب لا في التدريبات ولا المباريات باعتماد غالبية الفرق على لاعبين متقدّمين في السن تجاوزوا سن الثلاثين (ضعف قابلية التعلم) ويزدادون كل سنة في ظل عدم التفريخ للاعبين الناشئين، اضافة الى قلة وجود اللاعبين ذو النوعية المطلوبة لتطبيق نظام لعب معين، وهذا يعيق ويخلق مشاكل كثيرة للمدربين في تطبيق نظام لعب "في حالة وجود مدربين قادرين على ذلك"، وهذا يؤدي الى عدم اندماج اللاعب الاجنبي في الفريق الذي يلعب معه ويصبح اعتماد وتركيز المدربين في فرقهم على اللاعب الاجنبي فقط وهو تلقائيا سيلعب بطريقة تجبره على حمل المباراة خوفا من الخسارة وبالتالي يتأثر بقية اللاعبون سلبياً بذلك، ويكون الهدف النهائي هو تحقيق الفوز ومحاولة الحصول على البطولة فقط ، وهذا واضح في مباريات ومجريات الدوري "تشير تقارير المباريات عن مدى ارتفاع تسجيل الاجانب في عدد لا بأس به من مباريات الدوري التي قد تصل من ثلث الى نصف في بعض مباريات فريقه"، وهذا ليس الهدف الاسمى لتطوير ورفع مستوى كرة سلة صحيحة خاصة في فلسطين والدول المتأخرة. كما ان الاقبال الجماهيري ضعيف، الا مباريات ناديين او ثلاثة يكون فيها متوسطا وجيدا. ما يعكس عدم جدوي وجود اللاعب الاجنبي.
وجود اللاعب الاجنبي في المرحلة الحالية وفي المستقبل لم ولن يؤتي ثماره واحتمال انه زاد وسيزيد من الخلل الموجود بالاصل في السلة الفلسطينية، وايجابياته يراها البعض بحسب مصلحته الخاصة بسبب اعتمادهم عليه من اجل تحقيق الفوز. اضافة الى العبىء المالي الذي تعانيه عددا من الاندية خاصة ان غالبية او كل الاندية اصبحت تدفع رواتب للاعبين. 
اللاعب الاجنبي وجوده ضروري في حال وجود منظومة سلوية قوية، فيصبح ادخال اللاعب الاجنبي الى الدوري ضرورة حتمية وهنا يفضل وجود لاعبين اجنبيين اثنين على الاقل.