الفريق جبريل الرجوب: رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية رؤيتنا تواكب روح العصر ونحرص على التمثيل الثابت والفاعل بالمشاركات

الفريق جبريل الرجوب: رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية رؤيتنا تواكب روح العصر ونحرص على التمثيل الثابت والفاعل بالمشاركات

 الرياضة الفلسطينية عنصر وحدة وبوابة لتحقيق المشروع الوطني التحرري 

الرياضية أون لاين : كتب / أسامة فلفل

 تبدأ المشاريع أفكارا ثم تتحول إلى خطط على الورق والناجحون الواثقون الذين يعرفون حدود ونطاق مسؤولياتهم الوطنية، فقط هم الذين يمكنهم أن يترجموا هذه الخطط من الورق إلى حقائق على أرض الواقع، ولعل الشخصية القيادة المتفردة ممثلة بالفريق جبريل الرجوب استطاعت ورغم التحديات العاصفة من نقل الرياضة الفلسطينية وتثبيت أركانها على الخارطة الرياضية العالمية واختزال المسافات وتعظيم حجم المنجزات وترجمة ونقل هموم شعبنا والرياضة الفلسطينية للعالم. 

الفريق الرجوب ضيف سوبر 1 سوبر 1 ومنطلق المسؤولية الأدبية والمهنية والأخلاقية حرصت على اجراء هذا الحوار مع الرجل الذي استطاع ان يكتب ابجديات النجاح ويضيف إنجازات غير مسبقة في واقع وتاريخ حركة النضال الرياضي الفلسطيني ونجح في تحويل التحديات لإنجازات والوصول لموانئ التاريخ. 

 وقد أوضح الفريق جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية ان اللجنة تعمل بمختلف المستويات بشكل متوازي للوصول الى اعلى درجة من الابداع المقرون بالإنجاز، والاهتمام بالتنمية الرياضية والتنشئة الإيجابية وتحقيق الاستدامة، وكذلك تحرص اللجنة الأولمبية على تعاظم حجم المنجز الوطني، مع المحافظة على دوران عجلة النشاط وفق الظروف المحيطة والاخذ بكل أسباب النجاح وتجاوز المعيقات والتحديات وبناء الشخصية المتكاملة المتزنة.

 نهضة وقوة حضور

 س1 ما هي الخطط والبرامج والسياسات القادمة للجنة الأولمبية الفلسطينية في ظل التحديات والمتغيرات التي يعيشها العالم؟ 

ج: لا شك بأن اللجنة الأولمبية الفلسطينية قطعت شوطا طويلا خلال العقد الماضي بما أحدثته وراكمته من نهضة رياضية وقوة حضور على المستوى الوطني والقاري والدولي، وما كان لذلك أن يتحقق دون وجود رؤية استراتيجية وخطط وبرامج للمأسسة تواكب روح العصر  والقوانين الدولية، وتنسجم وطموحات الرياضي الفلسطيني حيثما كان، وتسهم في تحصين الإرادة الوطنية، وتعزز توجهات النهوض والتطوير الشامل إداريا وفنيا وقانونيا واعلاميا لمختلف الاتحادات الاعضاء وان كان بالتفاوت، وتعزيز إرادة الصمود والتحدي لكل المعيقات وخاصة ممارسات الاحتلال الفاشي.

  ونحن الان وبعد انتهاء أولمبياد طوكيو 2020 على أبواب دورة انتخابية جديدة 2021-2024، واذلك بتاريخ 13/11/2021م، وبالتالي فإننا وبالبناء على ما تحقق، نؤكد بأن الرياضة الفلسطينية ستبقى عنصر وحدة وفخر لشعبنا بكل شرائحه وانتماءاته وأماكن تواجده، وستبقى عنصرا فاعلا ومحوري في تحقيق مشروعنا الوطني للحرية والاستقلال، وقد اعددنا ما يليق بطموحات الرياضيين الفلسطينيين من استراتيجية طموحة، وبرامج نهضوية وتطويرية شاملة، وخطة بمراحل متوسطة المدى وطويلة المدى سيكون محورها مختلف اركان منظومتنا الرياضية، لنصل بإذن الله ورغم مختلف التحديات ومحدودية الإمكانات المالية الى بناء خط انتاج وطني محصن للاعب منافس، واداري وفني محترف، ومؤسسة احترافية قادرة  سواء على مستوى اللجنة الأولمبية أو الاتحادات الأعضاء، وبالتعاون والشراكة مع مختلف الأطراف المعنية محليا ودوليا. 

عنصرا للوحدة والانسجام الوطني

 س2 كيف يمكن ان نجعل من الرياضة الفلسطينية قوة ناعمة؟

  ج2: الرياضة عموما بالأساس ومن خلال رسالتها السامية وتأثيرها وأثرها وقوة وقدرة انتشارها الكوني ودخولها الى كل البيوت وربطها بين كل الاجناس والاجيال واللغات تعتبر القوة الناعمة الانبل والأكثر تأثيرا في اطار التحصن بمبادئها واخلاقياتها واهدافها وانظمتها وقوانينها وابعادها الإنسانية الشاملة،  ولتبقى الرياضة الفلسطينية على هذا الدرب فليس المطلوب منا جميعا أقل من أن نعزز نشر قيمها وثقافتها بكل الأجيال والمواقع، ويرتقي كل من المكلفين بها الى مستوى المسؤولية الملقاة على موقعه ودوره المنوط إدارة وتنظيما وتطويرا لأركانها، والحفاظ عليها عنصرا للوحدة والانسجام الوطني، وحمايتها من كافة الفيروسات المرضية جهوية كانت او شخصية او حزبية او جغرافية  أو غيره، وانما بوصلة للانتماء للوطني وانسانه.  

الأساس عنصرا للوحدة والانسجام الوطني 

س3 كيف يمكن سيادة الفريق توظيف الاستثمار الرياضي لخدمة مشروع النهضة الرياضية؟ 

ج3: الاستثمار الرياضي  هو أهم عناصر  نهضة المشروع الرياضي الشامل، وبالتالي نرى أنه لا يتكامل ولا ينجح دون القدرة على الاستثمار بالوقت  والجهد والمال، وكل حسب حدود صلاحياته ومسؤولياته ووفق خطط مدروسة وليس بالتواكل او الارتكان للغيب أو البحث عن اعذار للفشل، وبالتالي امتلاك مقومات إدارة عملية الاستثمار  ووعي أطرافها وابعادها واحترام مصالح وحقوق الغير  وبناء الشراكة الموثوقة والثقة هي معيار ومقياس  تحقيق ذلك وإن كان بدرجات متفاوتة ارتباطا بالوقع الفلسطيني وامكاناتنا  بمختلف القطاعات، وليس المال وحده هو عنصر الاستثمار الا في قاموس القاصرين. 

التواجد والتمثيل الفاعل والتمكين 

س4 ما هي رؤية اللجنة الأولمبية للاستعدادات القادمة للمشاركات الخارجية على المستوي الإقليمي والدولي؟

 ج4 : رؤية اللجنة الأولمبية للمشاركات الخارجية على المستوى الإقليمي والدولي  تنطلق من حرصها الثابت على التواجد والتمثيل الفاعل  وبالتالي الوصول لمستوى المنافسة للأقران، وعلى قاعدة وجود رزنامة وخطة وطنية منهجية للأنشطة الرياضية، والاستعداد الأمثل للمشاركة، واختيار وانتقاء المنافسين على قاعدة الاهلية والحياد والشمول والتطور للقدرات والإمكانات والأرقام التنافسية، والتفريق بين المشاركات الرسمية والتصنيفية التي تصب في خدمة هدف التأهل عن جدارة والمنافسة وخصوصا بالألعاب الاولمبية، وبين المشاركات والبطولات الأخرى التي لا ترقى لخدمة تحقيق هذه الأهداف ، وبالتالي فإن اللجنة الأولمبية لن تدخر جهدا في دعم واسناد كل مشاركة تصب في خدمة الهدف الرياضي الأولمبي التنافسي نحو التأهل عن جدارة للدورات الأولمبية القارية والدولية وهي تتسلح في هذا الاطار بإنشاء واطلاق خطة عمل مركز الاعداد الأولمبي للمواهب  وعلى مستوى التأهل لدورة باريس 2024، ومستوى ثاني للمواهب من سن مبكرة نحو أولمبياد  2028-2032م، والذي سيكون بإشراف ورعاية مباشرة منا، وكذلك دعم أي جهد من قبل الاتحادات يصب في هذا المجرى

. س5 الأندية الرياضية سيادة الفريق تشكل عصب الرياضة، تعاني من ضائقة مالية، ما هي الحلول المطروحة للمساندة ودعم الحراك الرياضي؟ 

 الدعم منوط بالدولة وليس باللجنة الأولمبية

 ج5: لا شك بأن الأندية الرياضية تشكل عصب الرياضة، ويقع على عاتقها  مسؤوليات جسام بالبعد المهني الرياضي والوطني، ومسؤولية دعم واسناد قدرات تلك الأندية ماليا أو على صعيد البنى التحتية منوط بالدولة وليس باللجنة الأولمبية ولا بالاتحادات الرياضية، ولكن ذلك يجب ان يكون ضمن القانون وضمن الإمكانات المتاحة للدولة، واستنادا لمعايير وضوابط المؤسسة القانونية المحكومة بالأنظمة والتراخيص اللازمة والسجلات الرسمية والأنظمة المحاسبية الشفافة،  وهذا جزء من كل، ولم نبخل ولم نتقاعس ومن منطلق المسؤولية الشخصية والوطنية وعلى مدار السنوات السابقة وضمن اتحاد كرة القدم خصوصا من توفير  ما هو فوق المستطاع من خلال تأمين الرعايات من القطاع الخاص، وكذلك من الرئاسة والحكومة ولا زلنا على ذات الاستعداد حيث امكن ، وإذ لا نعتبره منة، فلا يجوز لاحد اعتباره استحقاق أو حق علينا،  وعلى النادي  كما الاتحاد ان لم يكن بمقدوره أن يكون مؤسسة احترافية قادرة على أيجاد الحد الأدنى من عناصر  ومصادر التمويل الذاتي ، والقدرة على الاستثمار بالمواهب، واستقطاب الرعاة والمتبرعين والداعمين وتوسيع إطار الجمعية العمومية وأعضاء الشرف الداعمين وبناء الشراكات، وضبط أبواب الانفاق والصرف وفق القانون والممكن، فإنه ما من  سبيل لإصلاح حال أي ناد أو اتحاد تعتقد ادارته ومسؤوليه أنهم قدر على الشعب والدولة أو ان مسؤولياته تقتصر على الندب والتباكي الإعلامي  بشأن الدعم المالي؟!

 بدلالة أن عديد الاتحادات والأندية باتت نموذجا مؤسساتيا نعتز به ويحتذى في الاستقرار والاستقلال المالي والإداري  ولا تتلقى دعما رسميا اكثر مما يحظى به كافة هؤلاء الاقران. 

 س6 ماهي المعاير العلمية والعملية الواجب توفرها بعضو الاتحاد؟ وهل تحتاج الاتحادات لأداري متفرغ ومحترف؟ ام مجرد لاعب سابق، وما هي معاير الاختيار؟ .

 ج6 : نعتقد بأن المعاير العلمية والعملية الواجب توافرها بعضو الاتحاد قد تضمنتها مختلف الأنظمة واللوائح الرسمية سواء لذات الاتحاد أو بالأنظمة الأساسية المرجعية، ورئيس الاتحاد وعضو مجلس الإدارة بالأساس يجب ان تنطبق عليه شروط العضوية القانونية، ويكون متطوعا متسلحا بالقدرة والإرادة والشغف للقيام بالمسؤولية التي يترشح ويمنح الناخبون ثقتهم به على أساسها، والفرق واضح وبيّن ما بين مسؤول متسلح بالقدرة والأهلية والاستعدادية للبذل والعطاء والرقي بالنادي أو الاتحاد فينجز أضعاف ما يقول ويتقول، وما بين آخر عكس ذلك لا يمثل سوى ثقلا مضاف على المؤسسة. أهم قاعدة واساس لإبراز المواهب والاستثمار فيها

 س7 هل تعتقد سيادة الفريق ان المدارس الرياضية للناشئين بجانب البرامج التخصصية بإمكانها اعدادهم للمنافسة الأولمبية إذا ما وفرت الإمكانيات؟ 

ج7: لا شك بأن المدارس والاكاديميات الرياضية للناشئين والمواهب وعلى أساس المعايير النظامية والاهداف والخطط الواضحة هي أهم قاعدة واساس لإبراز المواهب والاستثمار فيها والبناء على منتجها في ساحات التنافس القاري والدولي ، وهي متطلب أساس لكل نادي وكل اتحاد ولطالما نادينا بضرورة وجوده واستعداديتنا لدعم أي توجه صادق بهذا المجال، وهناك العديد من النماذج التي تحتذى ونفتخر بها وان قل تعدادها وعديدها، ولعل لجوؤنا الى انشاء واطلاق خطة مركز الاعداد الأولمبي وبأشراف مباشر من اللجنة الأولمبية وجهازها الفني والإداري هو خير دليل على شعورنا بأهمية تحقيق هذا الهدف في ظل ضعف وغياب إمكانية تحقيقه من خلال مختلف الاتحادات والأندية.

  س8 ما هو حجم المشاركة سيادة الفريق في دورة الألعاب الأولمبية في باريس، وهل قادرين على إضافة إنجازات جديدة؟

 ج8:  يتحدد حجم المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس، على قاعدة واساس عدد المتأهلين عن جدارة واستحقاق وبالأرقام التصنيفية والنتائج المؤهلة للمشاركة في مختلف الألعاب الأولمبية المدرجة، وهذا الامر لا تحدده الرغبات ولا القرارات لاي لجنة اولمبية وانما الاعتمادات الصادرة عن الاتحادات الدولية ذات العلاقة، ومن هنا نحن اعلنا أننا سنكرس كل الجهود ومن بوابة مركز الاعداد الأولمبي للاهتمام بعديد المواهب واللاعبين المراهن على تأهلهم عن جدارة وليس بالبطاقة البيضاء، ووفق عملية انتقاء واختبارات علمية ومهنية دقيقة،  ونرجو الله ان يوفقا لما هو افضل لأسرتنا الأولمبية وللوطن.

    أحد أهم اجنحة الطائر الرياضي 

س9 كيف تري سيادة الفريق الاعلام الرياضي ودوره في توصيل رسالة الرياضة الفلسطينية ونقل وترجمة هموم شعبنا ومنظومته الرياضية للعالم؟  

ج9: لا زلنا نعتقد ونؤمن بأن الإعلام الرياضي هو أحد أهم اجنحة الطائر الرياضي ودوره هو الأهم في توصيل رسالة الرياضة الفلسطينية ونقل وترجمة هموم الرياضيين ومعاناة شعبنا ومنظومته الرياضية للعالم، ولنا شرف السبق للاهتمام بهذا الجانب ضمن المنظومة الرياضية الرسمية وتوج ذلك بإنشاء الفضائية الفلسطينية للشباب والرياضة. 

وطالما سعينا لأن يستشعر فرسان وأركان هذا القطاع لأهمية دورهم وتنظيم حالهم ومأسسة عملهم وادائهم وخاصة في ظل الثورة المتصاعدة قوة وحضورا  في هذا المجال، وليس بأدل على ذلك من الجهد الذي بذل لإنشاء واشهار الاتحاد الفلسطيني للإعلام الرياضي وحمايته واكتساب عضويته دوليا وقاريا وعربيا وسنواصل ذلك، ولا زلنا نرى بالحال دون الطموح، والجهد والأداء الفردي  والعشوائي يطغى أحيانا كثيرة على ما يتوجب ان يكون أداءاً مؤسسيا وجماعيا  محكوما بالمهنية والموضوعية وخاصة في ظل سهولة النفاذ الى سبل التواصل الاجتماعي والمواقع الإعلامية العشوائية والشخصية ممن يرغب سواء اكان إعلاميا حقيقيا او مدعيا ودخيلا على المهنة. ونرجو الله أن يوفق المعنيين لتصويب الأمور وبما يليق برسالة الاعلام الرياضي الفلسطيني الاستثنائية.

   كلمة أخيرة.  نتوجه بها ومن خلالها الى أسرتنا الرياضية الفلسطينية خاصة والعربية عامة بالتحية لهم ولشعبنا الصامد في وجه كل جرائم الاحتلال، معاهدين الجميع على أننا لن ندخر جهدا ولا وسيلة في سبيل الارتقاء لمستوى تحقيق طموحات رياضيينا، والاستمرار في التصدي لكل محاولات وجرائم الاحتلال الهادفة لكسر واحتلال ارادتنا الحرة بما في ذلك موبقات التطبيع الرياضي المشؤومة.